21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

الفصل الحادي عشر — احتجاج االمراء<br />

١٥٢٩<br />

كان االحتجاج الذي قدمه االمراء المسيحيون في المانيا في مجمع سبايرز في عام شهادة من أنبل<br />

الشهادات التي قدمت في صالح االصالح . وقد ضمنت شجاعة رجال هللا اولئك وايمانهم وثباتهم لالجيال التالية حرية<br />

الفكر وحرية الضمير . وقد اطلق احتجاجهم على الكنائس المصلحة اسم بروتستانت ‏)اي المحتجين(.‏ والمبادئ<br />

المذكورة في ذلك االحتجاج هي ‏”جوهر البروتستانتية“‏ )١٥٦(.<br />

GC 218.1}{<br />

ولكن جاء على االصالح يوم ظالم ووعيد . فعلى الرغم من منشور ورمس الذي فيه اعلن ان لوثر صار طريد<br />

القانون ِّ وحُرّ‏ م نشر تعليمه أو معتقداته،‏ فقد ساد التسامح الديني في أرجاء االمبراطورية وأوقف هللا القوات المناوئة<br />

للحق عند حده ا.‏ كان شارل الخامس قد عقد العزم على سحق االصالح،‏ ولكن في أحيان كثيرة كلما كان يرفع يده<br />

ليضرب كان يضطر الى تحويل الضربة بعيد ا.‏ ومرارا كثيرة كان يرى ان الهالك المباشر السريع لكل من تجرأوا<br />

على مقاومة روما أمر ال مفر منه . ولكن في اللحظة الحرجة كانت جيوش االتراك ترى على حدود البالد الشرقية،‏<br />

أو كان ملك فرنسا أو البابا نفسه الذي كان يغار من عظمة االمبراطور المتزايدة يشن عليه الحرب،‏ وهكذا في غمرة<br />

منازعات االم م وضوضائها تُرك االصالح ليتقوى ويمتد.‏ }{218.2 GC<br />

ومع ذلك فان الوالة البابويون كانوا قد اخفوا ضغائنهم حتى يستطيعوا ان يتكاتفوا ضد رجال االصالح . كان<br />

مجلس سبايرز الذي انعقد في عام قد منح لكل والية الحرية التامة في الشؤون الدينية الى ان يجتمع المجلس<br />

العام،‏ ولكن ما إن زال الخطر الذي بسببه صدر هذا التصريح حتى استدعى االمبراطور المجلس ليلتئم مرة ثانية في<br />

سبايرز في عام ١٥٢٩ الجل سحق الهرطقة . وكان ال بد من استمالة االمراء بالوسائل السلمية ان أمكن لينحازوا الى<br />

جا نب االمبراطور ضد االصالح،‏ فان لم تفلح هذه الوسائل كان شارل مستعدا الن يحارب بحد السيف.‏<br />

GC<br />

{<br />

١٥٢٦<br />

219.1}<br />

ابتهج البابويون لذلك كثيرا،‏ فقد حضر الى سبايرز عدد غفير منهم وجاهروا بعدائهم لرجال االصالح وكل من<br />

حبذوا أعمالهم أو قبلوا مبادئهم . وقد قال ميالنكثون:‏ ‏”اننا اقذار العالم ووسخ كل شَي ء لكنّ‏ المسيح سينظر من عليائه<br />

الى شعبه المسكين ويحفظهم“‏ )١٥٧(. وقد حرم على االمراء االنجيليين الذين حضروا المجلس ان يسمحوا بأن<br />

ينادى باالنجيل حتى في مساكنهم . اال ان شعب سبايرز كانوا ظامئين الى كلمة هللا،‏ فعلى رغم هذا النهي تقاطرت<br />

آالف منهم الى الخدمات التي كانت تقام في كنيسة منتخب سكسونيا.‏<br />

GC 219.2}{<br />

هذا االمر عجَّل بحلول االزمة،‏ فقد صدرت من قبل االمبراطور رسالة تقول للمجلس انه لكون القرار الذي منح<br />

الشعب حرية الضمير قد نجم عنه الشغب واالضطراب فان االمبراطور ينوي الغاءه،‏ فأثار هذا التصرف التعسفي<br />

غضب المسيحيين االنجيليين وفزعهم . وقد قال أحدهم:‏ ‏”ها هو المسيح يقع مرة ثانية فريسة بين أيدي قيافا<br />

وبيالطس“.‏ وزادت قسوة البابويين وهياجهم،‏ وأعلن أحد المتعصبين منهم قائال:‏ ‏”ان االتراك خير من اللوثريين،‏ الن<br />

االتراك يحفظون أيام الصوم أما اللوثريون فيتعدونه ا.‏ فلو كان لنا ان نختار إما كتاب هللا المقدس أو الضالالت<br />

المتوطنة في الكنيسة من قديم فال بد أن نرفض الكتاب المقدس“.‏ وقال ميالنكثون:‏ ‏”في كل يوم وفي وسط المجمع<br />

كله يقذفنا فابر،‏ نحن المتمسكين باالنجيل،‏ بحجر“‏ )١٥٨<br />

GC 219.3}{ .)<br />

كان التسامح الديني قد تثبَّت بحكم القانون وقد عز مت الواليات االنجيلية على مقاومة كل اعتداء على حقوقه ا.‏<br />

واذ كان لوثر ال يزال تحت الحرمان الذي قد أوقعه عليه مرسوم ورمس فلم يكن مسموحا له بالذهاب الى سبايرز،‏<br />

فحل في مكانه زمالؤه االمراء الذين قد أقامهم هللا للدفاع عن حقه في تلك الحالة الطارئة . كان فريدريك من تخب<br />

سكسونيا النبيل،‏ الذي حمى لوثر من قبل،‏ قد مات،‏ فرحّب اخوه الدوق جون،‏ الذي صار حاكما من بعده،‏ باالصالح<br />

101

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!