21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

قوتي وترسي . فماذا يصنع بي االنسان؟“‏ )٦٩(، فاذ سمع الغريب هذا الكالم اكفهر وجهه وهرب بعيدا كمن يهرب<br />

من محضر مالئكة السماء.‏ }{154.3 GC<br />

كانت روما مصرة على اهالك لوثر،‏ لكنّ‏ هللا كان حصنا له ومجنّ‏ ا.‏ لقد انتشرت تعاليمه في كل مكان،‏ ” يف<br />

االكواخ واالديرة ... في قالع النبالء وفي الجامعات وفي قصور الملوك“.‏ وفي كل مكان قام النبالء يؤيدونه في<br />

جهوده .)٧٠( 155.1}{ GC<br />

في تلك االثناء اذ كان لوثر يقرأ مؤلفات هس وج د ان ذلك الحق العظيم،‏ حق التبرير بااليمان الذي كان هو نفسه<br />

يحاول أن يؤيده ويعلّ‏ ‏ِّمه،‏ كان هو الحق نفسه الذي اعتنقه ذلك المصلح البوهيمي . فقال لوثر:‏ ‏”اننا جميعا،‏ بولس<br />

واغسطينوس وانا،‏ قد صرنا من اتباع هس من دون ان ندري“.‏ ثم تابع كالمه قائال:‏ ‏”ان هللا بكل تأكيد سيطال العالم<br />

بقصاصه اذ بشّره ذلك الشهيد بالحق ومع ذلك فقد احرقوه“‏ )٧١(.<br />

GC 155.2}{<br />

وفي عريضة رفعها لوثر الى امبراطور المانيا ونبالئها دفاعا عن اصالح المسيحية كتب عن البابا يقول:‏ ‏”انه<br />

المر مرعب أن يرى االنسان ذلك الرجل الذي يدعو نفسه نائب المسيح يتظاهر بأبهة ووجاهة ال يكاد يضارعه فيهما<br />

أي امبراطور.‏ فهل هو بهذا يشبه يسوع المسكين او بطرس الوضيع؟ ان الناس يقولون عنه انه سيد العالم ! لكنّ‏<br />

المسيح الذي يتشدق هو بأنه نائبه قال:‏ ‏”مملكتي ليست من هذا العالم“.‏ فهل يمكن أن يمتد سلطان النائب الى أبعد من<br />

حدود سلطان رئىسه وسيده؟“‏ )٧٢(.<br />

GC 155.3}{<br />

وكتب عن الجامعات يقول:‏ ‏”اني أخشى جدا ان تكون الجامعات هي ابواب الجحيم اال اذا كانت تبذل كل جهد في<br />

شرح الكلمة االلهية المقدسة ونقشها في قلوب الشباب . واني ال انصح احدا بأن يودع ابنه في معهد ال يسود فيه<br />

الكتاب المقدس سيادة كاملة . ان كل معهد ال ينشغل الناس فيه على الدوام بدرس كلمة هللا ال بد أن يصير فاسدا“‏<br />

GC 155.4}{ .)٧٣(<br />

انتشرت هذه الدعوة بسرعة في كل المانيا وكان لها تأثير عظيم في الشعب.‏ لقد استيقظت االمة كلها ونهضت<br />

جموع كثيرة لينضووا تحت راية<br />

االصالح.‏ واذ كان خصوم لوثر يلتهبون شوقا الى االنتقام الحو ا على البابا في اتخاذ اجراءات حاسمة ضده . فصدر<br />

أمر بادانة تعاليمه في الحال . واعطيت للمصلح واتباعه مهلة ستين يوما اذا لم يتبرأوا من تعاليمهم بعدها فسيقع<br />

عليهم الحرم البابوي جميعا.‏ }{155.5 GC<br />

ازمة خانقة<br />

كانت هذه ازمة خانقة اجتازه ا االصالح.‏ فلمدى قرون طويلة كان حكم الحرم الذي تصدره روما يوقع الرعب في<br />

قلوب اقوى الملوك،‏ بل لقد مأل امبراطوريات قوية بالويل والخراب . واولئك الذين كان يقع عليهم ذلك الحكم كان<br />

جميع الناس ينظرون اليهم بخوف ورعب اذ كانوا يُبترون من معاشرة زمالئهم ويعاملون على انهم طريدو العدالة،‏<br />

وكانوا يطاردون الى ان يُستأًصلو ا.‏ ولم يكن لوثر غافال عن العاصفة الموشكة ان تهب عليه،‏ ولكنه مع ذلك ظل ثابتا<br />

متكال على المسيح ليسنده ويحميه . فبايمان الشهيد وشجاعته كتب يقول:‏ ‏”انا ال اعلم ما الذي سيحدث وال اكترث<br />

لذلك ... لتسقط الضربة اينما تسقط فانا لست خائفا.‏ انه ال تسقط ورقة يابسة على االرض من دون اذن ابين ا.‏ فكم<br />

بالحري يهتم بنا ويرعان ا.‏ انه امر بسيط أن يموت االنسان ألجل كلمة هللا اذ ان الكلمة الذي صار جسدا قد مات هو<br />

نفسه . اننا ان متنا معه فسنحيا ايضا معه . واذ نمر بما قد مر هو به قبلنا فسنكون معه حيث هو ونعيش معه الى<br />

االبد“‏ .)٧٤( 156.1}{ GC<br />

71

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!