21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

ظل المحفل كله صامتا بعض الوقت من فرط الذهول . عندما قدم جوابه األول كان يتكلم بكل هدوء وبصوت<br />

منخفض بهيئة االحترام الذي كاد يكون خضوعا.‏ وقد فسر البابويون هذا كدليل على أن شجاعته قد بدأت تخور .<br />

واعتبروا طلب التأجيل بمثابة مقدمة لسحب اقراره . واذ الحظ شارل نفسه،‏ ببعض االحتقار،‏ جسم ذلك الراهب<br />

المضنى ومالبسه البسيطة وبساطة حديثه أعلن قائال:‏ ‏”ان هذا الراهب لن يستطيع أن يجعل مني هرطوقي ا“.‏ لكنّ‏<br />

الثبات والشجاعة اللذين أبداهما اآلن وقوة محاجته ووضوحها مألت قلوب كل االحزاب دهشة.‏ وقد أبدى االمبراطور<br />

اعجابه فصاح قائال:‏ ‏”ان هذا الراهب يت كلم بجنان ثابت وشجاعة ال تتزعزع“.‏ وكثيرون من أمراء المانيا نظروا<br />

بفخر واعجاب الى ممثل أمتهم الجريء هذا.‏<br />

GC 177.4}{<br />

أما ممثلو روما ومشايعوها فقد انهزموا وبدوا كأنهم قد خسروا قضيتهم اذ ظهرت من منظور غير مالئم . وقد<br />

حاولوا االحتفاظ بسلطانهم ال بااللتجاء الى كتاب هللا بل بااللتجاء الى التهديد الذي هو حجة روما التي ال تخذله ا.‏<br />

وقال الناطق باسم المجلس مخاطبا لوثر:‏ ‏”ان لم تتراجع فاالمبراطور واالمراء سيتشاورون في االجراءات التي<br />

سيتخذونها ضد هرطوقي ال يمكن تقويمه أو اصالحه“.‏<br />

GC 178.1}{<br />

أما أصدقاء لوثر الذين كانوا يصغون بفرح عظيم الى دفاعه النبيل فقد أرعبهم هذا الكالم . لكنّ‏ الدكتور نفسه<br />

أجاب بكل هدوء:‏ ‏”ليكن هللا معينا لي ألنني ال أستطيع أن أتبرأ من أي شيء“‏ )١٠١(. }{178.2 GC<br />

أزمة خانقة<br />

ثم طُلب منه االنسحاب من المجلس في حين جعل االمراء يتشاورون معا.‏ وقد احسوا بحلول أزمة عظيمة . فان<br />

اصرار لوثر على رفض ا لخضوع قد يؤثر في تاريخ الكنيسة اجياال طويلة . وقد تقرر اعطاؤه فرصة أخرى<br />

للتراجع . فآلخر مرة أتي به أمام المجمع،‏ ومرة اخرى وجه اليه السؤال عما اذا كان يريد أن ينكر تعاليمه ويتبرأ منه<br />

ا.‏ فقال:‏ ‏”ليس عندي جواب آخر اقدمه غير الذي قدمته من قبل“.‏ وقد اتضح وتبرهن أنه ال يمكن اقناعه بالخضوع<br />

لمطالب روما بالوعود أو بالوعيد.‏<br />

GC 178.3}{<br />

اغتم الرؤساء البابويون واغتاظوا الن سلطانهم الذي أرعب الملوك والنبالء صار محتقرا االن في نظر راهب<br />

وضيع . وكانوا يتوقون الى ان يجعلوه يحس بشدة وطأة غضبهم بتعذيبه الى أن يموت . ولكن اذ كان لوثر يشعر<br />

بالخطر المحدق به كان قد تكلم مخاطبا الجميع مظهرا عظمة المسيحية وهدوءه ا.‏ كان كالمه خاليا من الكبرياء<br />

والغضب والتحريف . لقد نسي نفسه ونسي عظماء الرجال المحيطين به وأحس فقط بأنه في حضرة ذاك الذي هو<br />

أسمى،‏ بما ال يقاس،‏ من كل الباباوات واالساقفة والملوك واالباطرة . لقد تكلم المسيح على لسان لوثر مقدما شهادته<br />

بقوة وجالل الهما االصدقاء واألعداء على السواء الرهبة والدهشة الى حين . كان روح هللا حاضرا في ذلك المجلس<br />

ليؤثر في قلوب رؤساء االمبراطورية.‏ وبكل شجاعة اعترف امراء عديدون بعدالة قضية لوثر . واقتنع كثيرون منهم<br />

بالحق،‏ لكنّ‏ بعضهم تأثروا تأثرا وقتي ا.‏ وقد وُ‏ جد فريق آخر لم يفصحوا عن اقتناعهم حينئذ،‏ ولكنهم بعدما فتشوا<br />

الكتب النفسهم في االيام التالية صاروا معاضدين لالصالح ال يخشون بأس أحد.‏<br />

GC 179.1}{<br />

كان المنتخب فريدريك ينظر بجزع وهو متوجس من ظهور لوثر أمام المجلس،‏ وبانفعال شديد أصغى الى خطا<br />

به.‏ وبفرح وفخر عظيمين شهد شجاعة الدكتور وثباته ورباطة جأشه فعزم على أن يقف بكل ثبات في الدفاع عنه .<br />

جعل يقارن بين طرفي النزاع فرأى أن حكمة الباباوات والملوك واالساقفة قد أبطلتها قوة الحق ‏.لقد أصابت البابوية<br />

هزيمة سيحس بها الناس من كل األمم وفي كل العصور.‏ }{179.2 GC<br />

فاذ رأى مبعوث البابا التأثير الذي أحدثه خطاب لوثر بات يخشى حينئذ أكثر من ذي قبل على سالمة سلطان البابا<br />

وعزم على استخدام كل الوسائل التي تحت يده السقاط المصلح والقضاء عليه . فبكل ما كان يملك من الفصاحة<br />

82

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!