21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

ألقى الشيطان تبعة النزاع الذي أحدثه في السماء على شريعة هللا وحكمه.‏ وأعلن أن كل الشر هو نتيجة سياسة هللا<br />

وحكمه . وادعى أنه كان يهدف الى اجراء تعديالت على وصايا الرب . ولذلك غدا من الالزم أن يظهر طبيعة<br />

ادعاءاته ويُري نتائج ا لتعديالت المقترحة في شريعة هللا . فال بد أن يدينه عمله نفسه.‏ وكان الشيطان قد ادعى من<br />

البدء انه ليس متمردا وال عاصيا،‏ فكان يجب أن ترى المسكونة كلها ذلك المخادع بعد اماطة اللثام عنه.‏<br />

GC<br />

{<br />

542.2}<br />

لم تُهلك حكمة هللا الالمتناهية الشيطان حتى بعدما تقرر انه ال يستطيع أن يبقى في السماء . ذلك ان خدمة المحبة<br />

هي وحدها المقبولة لدى هللا،‏ ووالء خالئقه ينبغي أن يرتكز على االقتناع بعدالته ورحمته واحسانه . ان سكان السماء<br />

والعوالم االخرى اذ لم يكونوا مستعدين بعد الدراك طبيعة الخطيئة أو عواقبها لم يكونوا يستطيعو ن أن يفهموا حينئد<br />

عدالة هللا ورحمته في اهالك الشيطان . فلو كان قد مُحي من الوجود في الحال لكانوا هم يخدمون هللا مدفوعين بدافع<br />

الخوف ال بدافع المحبة . ولما أمكن مالشاة تأثير ذلك المخادع تماما واستئصال روح <strong>التمرد</strong>كلية . وكان ال بد م ن أن<br />

يصل الشر الى حالة النضوج . فألجل خير المسكونة كلها مدى اجيال التاريخ كان ال بد للشيطان من أن ينشر مبادئه<br />

حتى يمكن للخالئق أن ترى اتهاماته التي وجهها الى حكم هللا على حقيقتها لكي تكون عدالة هللا ورحمته وثبات<br />

شريعته فوق متن اول كل شك أو تساؤل.‏ }{542.3 GC<br />

كان ال بد أن يكون تمرد الشيطان درسا لكل المسكونة في الدهور التالية وشهادة دائمة على طبيعة الخطيئة<br />

ونتائجها المريعة . فنتيجة حكم الشيطان وتأثيره على الناس والمالئكة ستُري النتائج المحتومة لطرح سلطان هللا<br />

جانب ا.‏ وهي ستشهد ان سعادة كل الخالئق التي قد صنعها مرتبطة ارتباطا وثيقا بوجود حكم هللا وشريعته . وهكذا<br />

سيكون تاريخ اختبار هذا العصيان المرعب حارسا دائما لالجناد السماويين يحفظهم من أن ينخدعوا بالنسبة الى<br />

طبيعة العصيان ويجنبهم ارتكاب الخطيئة ويقيهم شر قصاصها.‏ }{543.1 GC<br />

يجاهر بازدرائه بالشريعة<br />

وقد ظل ذلك المغتصب العظيم يبرر نفسه حتى نهاية ذلك الصراع الذي حدث في السماء . وعندما أُعلن أنه هو<br />

وكل مؤيديه ال بد أن يُطردوا من موطن السعادة جاهر حينئذ رئيس العصاة ذاك بازدرائه شريعة الخالق بكل جرأة.‏<br />

وقد ردد ادعاءاته بأن المالئكة في غير حاجة الى من يسيطر عليهم بل ينبغي تركهم ليفعلوا ما يريدون النهم دائما<br />

يفعلون الصواب . وقد شهَّر بوصايا هللا قائال انها تحد من حريتهم وأعلن انه يقصد ان يالشي الشريعة،‏ فاذ يتحرر<br />

اجناد السماء من هذا ا لرادع يمكنهم أن يدخلوا الى حالة وجود أسمى وأمجد.‏ }{543.2 GC<br />

وقد أجمع الشيطان وجنوده على أن يلقوا تبعة تمردهم كلها على المسيح،‏ وأعلنوا أنهم ما كانوا ليتمردوا لوال<br />

التوبيخ الذي وُ‏ جه اليهم . وهكذا اذ ظل رئيس العصاة ومؤيدوه عنيدين ومُتحدّ‏ ‏ِّين في خيانتهم،‏ وهم يحاولون عبثا أن<br />

يهدموا حكم هللا،‏ وعلى رغم تجديفهم كانوا يدعون انهم ضحايا السلطة التعسفية،‏ طردوا أخيرا من السماء.‏<br />

GC {<br />

544.1}<br />

هذه الروح نفسها التي أوعزت ب<strong>التمرد</strong> في السماء ال تزال توحي بالعصيان على االرض . لقد ظل الشيطان يعامل<br />

الناس وفق السياسة ذاتها التي اتبعها مع المالئكة . وروحه تملك اآلن على أبناء المعصية . فهم مثله يحاولون أن<br />

يهدموا روادع شريعة هللا ويعدون الناس بالحرية عن طريق التعدي على وصايا الرب . هذا،‏ وان توبيخ الخطيئة ما<br />

زال يثير روح العداء والمقاومة . فعندما تمس رسائل االنذار التي يرسلها هللا ضمائر الناس فالشيطان يجعلهم<br />

يبررون أنفسهم ويطلبون عطف اآلخرين ورضاهم عن طريق الخطيئة الذي هم فيه سائرون . وبدال من تقويم<br />

سلوكهم واصالح اخطائهم يثيرون الغضب على من يوبخهم كما لو كان هو سبب المتاعب الوحيد . فمنذ أيام هابيل<br />

البار الى يومنا هذا نجد هذه الروح نفسها سائدة ضد من يجرؤون على إدانة الخطيئة.‏ }{544.2 GC<br />

255

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!