21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

191<br />

الحجة التي كان يوردها كثيرا رافضو عقيدة المجيء هي هذه:‏ ‏”ان أحدا من الناس ال يعرف اليوم وال الساعة“‏<br />

وهذا ما قاله الكتاب:‏ ‏”وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فال يعلم بهما أحد وال مالئكة السموات اال أبي وحده“‏ ‏)متى<br />

٣٦(. وقد قدم اولئك الذين كانوا ينتظرون الرب شرحا واضحا ومتناسقا لذلك القول،‏ وظهر واضحا االستعمال<br />

المخطئ لذلك القول الذي أورده خصومهم . لقد نطق المسيح بتلك االقوال في ذلك الحديث التاريخي مع تالميذه على<br />

جبل الزيتون بعدما رحل عن الهيكل آلخر مرة . وقد طرح التالميذ اليه هذا السؤال:‏ ‏”ما هي عالمة مجيئك وانقضاء<br />

الدهر“‏ ؟ فأعطاهم يسوع العالمات ثم قال:‏ ‏”متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على االبواب“‏ ‏)متى و<br />

٣٣( . ينبغي اال يناقض كالم المخلص بعضه بعض ا.‏ فمع أنه ال يعرف أحد يوم مجيئه وال ساعته فانه يعلمنا ويطلب<br />

منا معرفة متى يكون قريب ا.‏ ثم هو يعلمنا أيضا أن استخفافنا بانذاره ورفضنا معرفة قرب مجيئه او اهمالنا اياه ا.‏<br />

سيكون مهلكا لنا كما كان لمن عاشوا في أيام نوح لكونهم لم يعرفوا متى يجيء الطوفان . والمثل الذي ورد في<br />

االصحاح نفسه الذي فيه قارن بين العبد االمين والعبد الخائن،‏ وفيه نطق بالدينونة على ذلك العبد الذي قال في قلبه:‏<br />

‏”سيدي يبطئ قدومه“،‏ يرينا في أي نور يقبل المس يح ويكافئ الذين يجدهم أمناء ساهرين ويعلمون الناس عن<br />

مجيئه،‏ ويجازي من ينكرونه . وهو يقول:‏ ‏”اسهروا اذاً“،‏ ‏”طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا“‏<br />

‏”ان لم تسهر أقدم عليك كلص وال تعلم أية ساعة أقدم عليك“‏<br />

: ٢٤<br />

٣ : ٢٤<br />

‏)رؤيا .)٣ : ٣ 411.1}{ GC<br />

‏)متى ،)٤٦ : ٢٤<br />

يتكلم بولس عن فئة من الناس سيكون مجيء الرب مفاجئا لهم . فيقول:‏ ‏”ان يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء<br />

النه حينما يقولون سالم وأمان حينئذ يفاجئهم هالك بغتة ... فال ينجون“.‏ ولكنه بعد ذلك ِّ يوجّه كالمه الى الذين التفتوا<br />

الى انذار المخلص فيقول:‏ ‏”أما أنتم أيها االخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص . جميعكم أبناء نور<br />

وأبناء نهار . لسنا من ليل وال ظلمة“‏ )١<br />

تسالونيكي — ٢ : ٥ .)٥ 411.2}{ GC<br />

وهكذا تبيَّن ان الكتاب ال يقدم الى الناس ترخيصا بأن يظلوا جاهلين في ما يختص بقرب مجيء المسيح . ولكن<br />

فقط اولئك الذين كانوا يبحثون عن عذر لرفض الحق هم الذين صموا آذانهم عن سماع هذا التفسير . وقد ظل هذا<br />

القول ‏”ليس احد يعرف اليوم وال الساعة“‏ يرن في آذان الساخرين الجريئين،‏ بل حتى الخدام المعترفين بوالئهم<br />

للمسيح . واذ استيقظ الناس وباتدأوا يسألون عن طريق الخالص تقدم المعلمون الدين يون ليحولوا بينهم وبين الحق<br />

محاولين أن يخففوا من مخاوفهم بتفسيرهم الكاذب لكلمة هللا . لقد تعاون الرقباء غير االمناء مع المخادع االعظم اذ<br />

كانوا يصرخون قائلين سالم سالم مع أن هللا لم يقل لهم سالم.‏ وكالفريسيين في أيام المسيح كثيرون يرفضون دخول<br />

ملكوت السموات بأنفسهم،‏ بل أكثر من ذلك هم يمنعون الداخلين من الدخول . وسيُطلب دم هذه النفوس من أيديهم<br />

GC 412.1}{ .<br />

ان أفقر الناس في الكنائس وأعظمهم ورعا وتقوى كانوا كالمعتاد أول من قبلوا الرسالة . والذين درسوا الكتاب<br />

النفسهم لم يسعهم اال أن يروا الصفة غير الكتابية لآلراء المألوفة عن ا لنبوة.‏ وفي كل مكان لم يكن الناس فيه<br />

خاضعين لنفوذ االكليروس،‏ وفي كل مكان أمكنهم فيه أن يتقصوا كلمة هللا النفسهم لم تكن عقيدة المجيء في حاجة<br />

الى أكثر من مقارنتها بالكتب المقدسة الثبات سلطانها االلهي.‏ }{412.2 GC<br />

وكثيرون اضطهدهم أخوتهم غير المؤمنين . والبعض منهم في سبيل االحتفاظ بمكانتهم في الكنيسة رضوا<br />

بالسكوت عن التصريح برجائهم،‏ لكنّ‏ آخرين أحسوا بأن والءهم هلل يمنعهم من اخفاء تلك الحقائق التي أودعها بين<br />

أيديهم . وقد قطع عدد غير قليل منهم من شركة الكنيسة ال لسبب آخر سوى التصريح باعتقادهم بمجيء المسيح .<br />

والذين احتملوا تجربة ايمانهم كانت كلمات النبي ثمينة وعزيزة عليهم جدا اذ قال:‏ ‏”قال اخوتكم الذين أبغضوكم<br />

وطردوكم من أجل اسمي ليتمجد الرب . فيظهر لفرحكم أما هم فيخزون“‏<br />

‏)اشعياء .)٥ : ٦٦ 412.3}{ GC<br />

وقد كان مالئكة هللا يراقبون نتيجة االنذار بأعظم اهتمام . فعندما رفضت الكنائس الرسالة بصورة عامة ارتد<br />

المالئكة حزانى ومكتئبين . ولكن كان يوجد كثيرون ممن لم يُختبروا في ما يختص بحق المجيء . وكثيرون أضلهم

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!