21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

198<br />

ماذا كان أصل االرتداد العظيم،‏ وكيف بدأت الكنيسة في االنحراف عن بساطة االنجيل ؟ بمشاكلتها الممارسات<br />

الوثنية لتهوِّّن على الوثنيين أمر قبولهم للمسيحية.‏ وقد أعلن بولس الرسول حتى في عصره قائال:‏ ‏”سر االثم االن<br />

تسالونيكي ٧(. ٢: وقد ظلت الكنيسة طاهرة نسبيا في عهد الرسل،‏ ‏”ولكن قرابة القرن الثاني صار لمعظم<br />

الكنائس شكل جديد،‏ فاختفت البساطة االولى،‏ وبعدما اضطجع التالميذ االولون في قبورهم قام نسلهم مع المهتدين<br />

الجدد ... وشكلوا شيئا فشيئا القضية المسيحية من جديد“‏ )٣٢٨( ولكي يحصلوا على مهتدين خفضوا مقياس االيمان<br />

المسيحي السامي،‏ ونتيجة لذلك ‏”حدث أن طوفانا وثنيا غمر الكنيسة بممارسات الوثنية وعاداتها وأوثانها“‏ ( ٣٢٩<br />

واذ ظفر الدين المسيحي برضى الرؤساء العالميين وم عاضدتهم قبلت جماهير الوثنيين الدين المسيحي قبوال اسمي ا.‏<br />

ولكن مع ان كثيرين كانوا مسيحيين في مظهرهم ‏”فقد ظلوا وثنيين في قلوبهم،‏ وكانوا على الخصوص يسجدون<br />

،)<br />

يعمل“‏ )٢<br />

الوثانهم في الخفاء“‏ )٣٣٠(. }{425.2 GC<br />

العملية تتكرر<br />

ألم تتكرر هذه العملية ذاتها في أغلب الكنائس التي تدعو نفسها بروتستانتية.‏ فما ان تنقضي حياة مؤسسي الكنائس<br />

المصلحة الذين كان لهم روح االصالح الحقيقي حتى يتقدم اوالدهم ‏”ويشكلون القضية من جديد“.‏ وفي حين ان اوالد<br />

المصلحين يتعلقون في عماهم بعقيدة آبائهم ويرفضون قبول أي حق كتابي جديد اكثر مما قد عرفوه فانهم يبتعدون<br />

بعدا قاصيا عن مثالهم،‏ مثال الوداعة وإنكار الذات ونبذ العالم . وهكذا ‏”تختفي البساطة االولى“.‏ ان طوفانا عالميا<br />

يكتسح الكنيسة ‏”ويحمل معه اليها عادات العالم واعماله واوثانه“.‏<br />

GC 425.3}{<br />

واأسفاه،‏ الى أي حد مخيف يحتضن اولئك المعترفون بأنهم اتباع المسيح محبة العالم التي هي ‏”عداوة هلل“!‏ وما<br />

اعظم ابتعاد الكنائس المشهورة في العالم المسيحي عن مثال الكتاب المقدس،‏ مثال الوداعة وانكار الذات والبساطة<br />

والتقوى ! لقد قال جون وسلي وهو في معرض حديثه عن استخدام المال استخداما صائبا:‏ ‏”ال تبذروا جزءا ولو<br />

صغيرا من هذه الوزنة الثمينة لمجرد اشباع شهوة العيون في التأنق ولبس الثياب الغالية الثمن او الزينة التي ال حاجة<br />

اليه ا.‏ وال تبذروا شيئا منها في تزيين بيوتكم أو شراء الصور واألثاث الغالي الثمن والزائد عن الحاجة،‏ وال في<br />

تمويه الجدران بماء الذهب ... وال تضعوا شيئا يؤدي الى تعظم المعيشة او الى ا لظفر باعجاب الناس او مديحهم ...<br />

‏”ويمدحك الناس طالما أحسنت الى نفسك“.‏ فما دمت ‏”تلبس البز واالرجوان وتتنعم كل يوم مترفها“‏ فال شك ان<br />

الناس سيمتدحون جمال ذوقك وكرمك وسخاءك . ولكن احذر من أن تشتري مديحهم واستحسانهم بهذا الثمن الغالي .<br />

فخير لك ان تقنع بالكرامة ا لتي تأتيك من هللا“‏ )٣٣١(. لكنّ‏ كثيرا من الكنائس في أيامنا هذه تستخف بمثل هذا<br />

التعليم.‏ 426.1}{ GC<br />

ادعاء التقوى<br />

صار االعتراف بالدين امرا مألوفا لدى العالم . فالحكام ورجال السياسة والمحامون واالساتذة العظام والتجار<br />

ينضمون الى الكنيسة كوسيلة تجعلهم يحصلون على احترام المج تمع وثقته ونجاح مصالحهم العالمية . وهكذا هم<br />

يحاولون أن يستروا كل صفقاتهم اآلثمة تحت ستار االعتراف بالمسيحية . والهيئات الدينية المختلفة اذ تتقوى بثراء<br />

هؤالء العالميين المعتمدين ونفوذهم تطلب مزايدة أعلى للشهرة والرعاية . ان الكنائس الفخمة المزينة بأغلى الزينات<br />

توجد غالبا في الشوارع المشهورة . والعابدون يلبسون افخر المالبس المصنوعة على احدث طراز . والخادم<br />

الموهوب يُعطي اجرا عظيما ومرتبا سخيا ليحتفي بالشعب ويجتذبهم . وينبغي اال تمس عظاته الخطايا المألوفة بل ان<br />

يكون الكالم ناعما ومسرا لتلك اآلذان المهذبة . وهكذا تسجل اسماء الخطاة المهذبين في سجالت الكنيسة وتختفي<br />

الخطايا المهذبة تحت ستار التظاهر بالتقوى.‏ }{426.2 GC<br />

ان صحيفة عالمية شهيرة في تعليقها على موقف المعترفين بالمسيحية حيال العالم كتبت تقول : ‏”لقد خضعت<br />

الكنيسة لروح العصر وهي ال تشعر،‏ ووفقت بين طقوس عبادتها وحاجات العصر“.‏ ‏”وفي الحق ان الكنيسة اآلن

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!