21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

فجاءه الجواب يقول:‏ ‏”أيها الهرطوقي ! اني نادم ألني تحاججت معك هذا الوقت الطويل.‏ وأنا أرى أنك مسوق<br />

بقوة الشيطان“‏ )٣٨(.<br />

GC 127.6}{<br />

وبعد قليل صدر حكم االدانة عليه فأخ ذوه الى المكان نفسه الذي فيه أسلم هس روحه . فاذ كان سائرا الى ساحة<br />

الموت كان يسبح هللا،‏ وقد أشرق على محياه نور الفرح والسالم . وثبّت نظره في المسيح،‏ وما عاد الموت مرعبا في<br />

نظره . وعندما خطا الجالد من خلفه وهو موشك أن يشعل النار صاح الشهيد قائال:‏ ‏”تقدم الى األ مام بشجاعة وأشعل<br />

النار أمام وجهي . فلو كنت خائفا لما أتيت الى هنا“.‏ }{128.1 GC<br />

وكان آخر ما قاله عندما أشعلت النار وأمتدت اليه ألسنة اللهيب صالة قال فيها:‏ ‏”يا ربي وأبي القدير أرحمني<br />

وأغفر خطاياي ألنك تعلم أنني قد أحببت حقك دائم ا“‏ )٣٩(. وبعد ذلك ما عاد صوته يُسمع إنما ك انت شفتاه<br />

تتحركان بالصالة.‏ وعندما أتت عليه النار جُمع رماده والتراب الذي كان تحته والقي في نهر الرين كما قد حدث<br />

لهس.‏ 128.2}{ GC<br />

وهكذا مات ذانك الرجالن األمينان حامال نور هللا . لكنّ‏ نور الحق الذي أعلناه،‏ نور مثالهما وبطولتهما،‏ ال يمكن<br />

اخفاؤه . فاذا كان يسهل على الناس أن يُرجعوا الشمس في مسيرها فانهم يستطيعون أن يحولوا دون بزوغ نور ذلك<br />

النهار الذي بدأ منذ ذلك الحين ينفجر مشرقا على العالم.‏ }{128.3 GC<br />

الحرب في بوهيميا<br />

كان اعدام هس قد اضرم نار غضب ورعب عظيم في بوهيمي ا.‏ لقد أحست األمة كلها أنه سقط فريسة حقد<br />

الكهنة وغدر االمبراطور . وقد أُعلن انه كان معلما أمينا للحق،‏ واتُّهم المجمع الذي حكم بموته بارتكاب جريمة قتل .<br />

لكنّ‏ تعاليمه اجتذبت اهتماما أعظم من كل ما حدث من قبل . وبناء على مراسيم أصدرها البابا كان حكم بحرق<br />

مؤلفات ويكلف،‏ لكنّ‏ المؤلفات التي ِّ هُرّ‏ بت ونجت من النار أخرجت من مخابئها ود رست مع الكتاب المقدس أو<br />

بعض اجزائه التي استطاع الناس الحصول عليها،‏ وكثيرون اعتنقوا االيمان المصلح.‏<br />

GC 128.4}{<br />

لكنّ‏ قاتلي هس لم يستطيعوا أن يقفوا هادئين مكتوفي األيدي وهم يرون انتصار دعوته . لقد اتحد البابا مع<br />

االمبراطور على سحق تلك الحركة فهجمت جيوش سجسموند على بوهيميا.‏ }{129.1 GC<br />

لكنّ‏ الرب أقام مخلصا يدعى زسكا،‏ أصيب بالعمى عند بدء الحرب ومع ذلك كان من أقدر قواد عصره . وقد<br />

صار قائدا لجيش بوهيمي ا.‏ فاذ استند ذلك الشعب الى معونة هللا وعدالة قضيتهم ثبتوا أمام أقوى الجيوش التي جُرّ‏<br />

ضدهم،‏ ومرارا وتكرارا عبأ االمبراطور جيوشا جديدة وغزا بوهيميا،‏ وفي كل مرة كان يُصد صدا مشين ا.‏ كان<br />

أتباع هس قد ارتفعوا فوق مستوى الخوف من الموت،‏ فلم يستطع أي جيش ان يصمد أمامهم . وبعد بدء الحرب<br />

بسنين قليلة مات زسكا الشجاع فخلفه بروكوبيوس وكان مثله قائدا شجاعا محنكا،‏ بل كان أقدر منه في بعض<br />

النواحي.‏ 129.2}{ GC<br />

ِّ دت<br />

واذ علم أعداء شعب بوهيميا أن قائدهم األعمى مات ظنوا أن الفرصة مؤاتية السترداد كل ما خسروه . حينئذ<br />

أعلن البابا حربا صليبية ضد أتباع هس،‏ ومرة أخرى جُرد جيش على بوهيميا فمُني بهزيمة ساحقة . ثم أعلن عن<br />

تجريد حملة أخرى وجُم ع من كل الممالك الخاضعة لسلطان البابا في أوروبا الرجال واألموال والذخيرة الحربية .<br />

وتقاطرت جماهير كثيرة من الرجال واحتشدوا تحت راية البابا وهم واثقون انهم في النهاية سيقطعون دابر أتباع هس<br />

الهراطقة . اقترب الجيشان ولم يكن يفصل واحدهما عن اآلخر غير نهر.‏ ‏”كان الصليبيون يفوقون أعداءهم عدداً‏<br />

وقوة ولكن بدال من أن يعبروا النهر ويهجموا عليهم وقفوا يرنون صامتين الى اولئك المحاربين“‏ )٤٠(، حينئذ وقع<br />

‏*على جيش الغزاة رعب غامض،‏ ومن دون أن يضربوا ضربة واحدة انكسر ذلك الجيش العظيم وتشتت شملهم كما<br />

58

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!