21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

وقد أرغم الملك واالكليروس والنبالء على الخضوع لفظائع ذلك الشعب الثائر المجنون . فتعطشه الى االنتقام كان<br />

قتل الملك شرارته االولى،‏ والذين قرروا موته ماتوا شنقا بعد ذلك . ووقعت مذبحة عامة كان ضحاياها كل من اشتبه<br />

فيهم أنهم أعداء الثورة . وازدحمت السجون بالناس،‏ وفي وقت ما كانت تضم بين جدرانها أكثر من م ئتي ألف أسير .<br />

وقد امتألت مدن المملكة بمشاهد الرعب،‏ وكان أحد أحزاب الثوار يعادي حزبا آخر،‏ فصارت فرنسا ميدانا فسيحا<br />

للقوات المتضاربة التي تسلط عليها الغضب واالهتياج.‏ ‏”ففي باريس كان يجيء شغب في أثر شغب،‏ وكان االهالي<br />

ينقسمون الى خليط من االحزاب التي كان بعضها يصر على استئصال البعض اآلخر“.‏ ومما زاد من بؤس الشعب<br />

أن االمة كانت مشتبكة مع جيوش أوروبا العظيمة في حروب طويلة مدمرة.‏ ‏”كانت البالد على شفا االفالس،‏ وكانت<br />

الجيوش تصرخ مطالبة بمرتباتها المت أخرة،‏ وكان أهل باريس يتضورون جوعا،‏ وقد خرب اللصوص مدن<br />

االقاليم،‏ وكادت المدنية تنطفئ في بحر من الفوضى والفجور“.‏ }{316.1 GC<br />

لقد تعلم الشعب جيدا دروس القسوة والتعذيب التي لقنتهم اياها روما بكل اجتهاد . وها قد جاء يوم الجزاء اخير ا.‏<br />

فلم يك ن تالميذ يسوع هم الذين يساقون اآلن الى السجون أو يُسحبون ليحرقو ا.‏ لقد مات هؤالء أو طردوا الى المنفى<br />

منذ عهد بعيد . واآلن أحست روما القاسية التي ال ترحم بالقوة المهلكة التي ألولئك الذين دربتهم على أن يسروا بسفك<br />

الدماء.‏ ‏”ان مثال االضطهاد الذي قدمه رجال االكليروس الفرنسيون مدى عصور طويلة ارتد اآلن عليهم بقوة<br />

عظيمة . لقد تلطخت المشانق بدماء الكهنة . وسفن الرقيق والسجون التي امتألت بالهجونوت امتألت االن<br />

بمضطهديهم . واذ أوثق رجال االكليروس الكاثوليك الى المجاذيف كأرقاء في السفن اختبروا اذ ذاك كل الويالت<br />

واآلالم التي أسرفت كنيستهم في ايقاعها بالهراطقة الودعاء“‏ ‏)انظر التذييل(.‏<br />

GC 316.2}{<br />

حينئذ جاءت االيام التي فيها سَنَّت أعظم المحاكم وحشية أعظَم القوانين وحشية،‏ عندما لم يكن انسان يستطيع أن<br />

يحيّ‏ ‏ِّي جاره أو يتلو صلواته ... من دون أن يرتكب جريمة عقابها الموت،‏ وكان الجواسيس يتربصون في كل ركن،‏<br />

وظلت المقصلة تقوم بعملها الرهيب وقتا طويال كل صباح،‏ وتكدس االسرى في السجون كما يتكدس الرقيق في سفن<br />

العبيد،‏ وجرت دماء الضحايا في القنوات لتصب في نهر السين ... وفيما كانت العربات تسير في شوارع باريس<br />

محملة بشحناتها من الضحايا الذاهبين ليلقوا حتفهم كان الوالة الذين أرسلتهم اللجنة الملكية الى المقاطعات يعربدون<br />

بقسوة بالغة لم تشهد لها العاصمة مثيال . فسكين تلك اآللة المخيفة كانت،‏ في نظرهم،‏ أبطأ مما ينبغي في ادائها عملية<br />

القتل الرهيبة . لقد حصدت طلقات الرصاص صفوفا طويلة من االسرى،‏ وكانت تُحدث ثقوب في أسفل السفن التي<br />

تكدس فيها االسرى بقصد اغراقه ا.‏ واستحالت مدينة ليون الى برية قفراء . وفي مدينة آراس حُرم السجناء من<br />

الرحمة القاسية وهي الموت السريع . وعلى طول نهر اللوار من سومور الى البحر كانت أسراب الغربان والحدأة<br />

تنهش الجثث العارية المتعانقة معا في وضع شنيع . لم تكن هنالك رحمة لجنس أو لسن . وعدد الفتيان والفتيات<br />

البالغين السابعة عشرة من العمر الذين قتلتهم تلك الحكومة الممق وتة،‏ بلغ عدة مئات . واالطفال الذين كانوا يُنتزعون<br />

من على صدور أمهاتهم كانت تتلقفهم الحراب والرماح التي كانت تحملها فرق اليعقوبيين“‏ ‏)انظر التذييل(.‏ ففي أثناء<br />

مدة قصيرة من الزمن لم تتعدَّ‏ العشر سنوات هلكت جماهير غفيرة من بني االنسان.‏ }{317.1 GC<br />

هذا كله كان وفق رغ بة الشيطان . فعلى مدى عصور طويلة كان يتعب جاهدا لتحقيق هذه النتيجة . ان سياسته<br />

هي المخاتلة والخداع من البدء الى النهاية،‏ وقصده الثابت هو أن يجلب على الناس الويل والتعاسة،‏ ويشوه عمل<br />

هللا ويفسده ويتلف ويعطل مقاصد الرحمة واالحسان االلهية،‏ وهكذا يسبب الحزن لساكني السماء . وحينئذ يعمي<br />

عقول الناس بأساليبه الخادعة ويجعل الناس يلقون اللوم على هللا كما لو أن كل هذا الشقاء هو نتيجة تدبير الخالق .<br />

وبهذه الطريقة نفسها عندما يظفر بحريتهم اولئك الذين انحدروا الى حال االنحطاط والوحشية يلح عليهم أن يعمدوا<br />

الى اتخاذ جانب االفرا ط وارتكاب الفظائع . حينئذ يشير الطغاة والظالمون الى صورة الخالعة الجامحة هذه على<br />

أنها مثل من أمثلة نتائج الحرية.‏ }{317.2 GC<br />

147

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!