21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

:<br />

١٨<br />

لكنّ‏ سيال متدفقا غير منقطع من الناس اجتُذبوا الى شواطئ امريكا مدفوعين بدوافع تختلف عن تلك التي كانت<br />

للنزالء االولين . فمع أن االيمان البدائي الفطري والطهارة بذال مجهودا واسع النطاق وقوة لصوغ الناس فان ذلك<br />

التأثير جعل يتضاءل شيئا فشيئا بنسبة كثرة الوافدين طلبا للمنفعة المادية.‏ }{331.3 GC<br />

ان الالئحة التي وضعها المستعمرون االولون والتي بموجبها كان يسمح العضاء الكنائس وحدهم أن يصوتوا أو<br />

يحصلوا على مناصب في الحكومة المدنية أدت الى أوخم النتائج الوبيلة . لقد قبل هذا االجراء بمثابة وسيلة<br />

من وسائل طهارة الدولة،‏ ولكن كان من نتائجه تفشي الفساد في الكنيسة . فكون االعتراف بالديانة شرط التصويت و<br />

التوظف جعل كثيرين ممن تدفعهم البواعث والسياسة الدنيوية وحدها ينضمون الى الكنيسة من دون أن تتغير قلوبهم .<br />

وهكذا تكونت الكنائس الى حد كبير من أشخاص غير متجددين.‏ وحتى في دائرة الخدمة وُ‏ جد بعضٌ‏ ممن كانوا<br />

يجهلون قوة الروح القدس ا لمجددة،‏ فضال عن االخطاء التي كانوا يتمسكون بها في العقيدة . وهكذا ظهرت أيضا<br />

النتائج الشريرة التي كانت تشاهد في تاريخ الكنيسة منذ أيام قسطنطين الى يومنا هذا،‏ وهي محاولة بناء الكنيسة<br />

بمساعدة الدولة،‏ وااللتجاء الى السلطة الزمنية لمعاضدة انجيل ذاك الذي قد أعلن قائال:‏ ‏”مملكتي ليست من هذا<br />

العالم“‏ ‏)يوحنا ٣٦(. ان اندماج الكنيسة في الدولة ولو بقدر طفيف جدا،‏ مع أنه يبدو وكأنه يقرب العالم من<br />

الكنيسة فانه في الحقيقة يقرب الكنيسة من العالم.‏<br />

GC 331.4}{<br />

ان المبد أ الذي دافع عنه روبنسون وروجر وليمز بكل شجاعة والقائل بأن الحق متدرج وبان المسيحيين ينبغي<br />

لهم أن يكونوا مستعدين لقبول النور الذي يشرق عليهم من كلمة هللا المقدسة،‏ هذا المبدأ العظيم غاب عن عقول نسلهم<br />

ا.‏ فالكنائس البروتستانتية في امريكا — وكنائس أوروبا أيضا — التي نالت حظوة التمتع العظيمة ببركات االصالح<br />

أخفقت في التقدم الى االمام في طريق االصالح . ومع أن جماعة قليلة من االمناء قاموا بين وقت وآخر ليعلنوا الحق<br />

الجديد ويكشفوا عن االخطاء التي اعتنقها الناس طويال،‏ فان السواد االعظم من الناس،‏ كاليهود في أيام المسيح<br />

والبابويين في عهد لوثر،‏ اكتفوا بااليمان بما قد آمن به آباؤهم والعيشة كما عاشو ا.‏ ولذلك عادت الديانة فانحطت<br />

حتى صارت مجموعة من الرسميات والطقوس . والضالالت والخرافات التي كان يمكن طرحها جانبا لو ظلت<br />

الكنيسة سائرة في نور كلمة هللا أبقي عليها واعتنقها الناس.‏ وهكذا خمدت تدريجا الروح التي ألهمها االصالح للناس،‏<br />

الى حد أن كانت هنالك حاجة ماسة الى اجراء اصالح في الكنيسة البروتستانتية كما في الكنيسة الكاثوليكية في أيام<br />

لوثر . فقد كانت هنالك محبة العالم والخمول والركود الروحي وتوقير آراء الناس واالستعاضة عن تعاليم كلمة هللا<br />

بنظريات البشر.‏ }{332.1 GC<br />

ان انتشار الكتاب المقدس الواسع النطاق في اوائل القرن التاسع عشر،‏ والنور العظيم الذي أشرق منه على العالم،‏<br />

لم يتبعهما تقدم مماثل في معرفة الحق المعلن أو تدين اختباري صحيح . فالشيطان لم يستطع حينئذ أن يباعد بين<br />

الكلمة االلهية وشعب هللا كما في العصور السالفة،‏ إذ كانت في متناول أيدي الجميع،‏ لكنه لكي يتمم أغراضه جعل<br />

كثيرين يبخسون كلمة هللا حقها ويستخفون به ا.‏ وقد أهمل الناس تفت يش الكتب،‏ وهكذا ظلوا يقبلون تفسيرات كاذبة<br />

ويعتنقون عقائد ال أساس لها في الكتاب.‏ }{333.1 GC<br />

واذ تحقق الشيطان من فشل محاوالته في سحق الحق والقضاء عليه بواسطة االضطهاد لجأ الى حيلة التواطؤ<br />

التي آلت الى االرتداد العظيم وتشكيل كنيسة روم ا.‏ وقد أغوى المس يحيين على أن يتحالفوا ال مع الوثنيين اآلن بل<br />

مع الذين لشدة تعلقهم بأمور هذا العالم برهنوا على أنهم وثنيون كما كان عابدو التماثيل المنحوتة . ولم تكن نتائج تلك<br />

االحالف أقل خطرا مما كانت في العصور القديمة . وقد ترعرت الكبرياء واالسراف تحت ستار الدين ففسدت<br />

الكنائس . وظل الشيطان يفسد ِّ ويحرّ‏ ف تعاليم الكتاب . والتقاليد التي كانت ستدمر حياة الماليين رسَّخت أصوله ا.‏ وقد<br />

كانت الكنيسة تسند هذه التقاليد وتدافع عنها بدال من أن تجاهد وتدافع عن ‏”االيمان المسلَّم مرة للقديسين“.‏ وهكذا<br />

انحطت الم بادئ التي في سبيلها عمل المصلحون وتألموا كثيرا.‏<br />

GC 333.2}{<br />

154

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!