21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

288<br />

الفصل الخامس و الثالثون — حرية الضمير في خطر<br />

يقابل البروتستانتُ‏ في هذه االيام الكنيسة الكاثوليكية برضى وقبول أعظم مما في السنين الماضية . ففي البلدان<br />

ذات االكثرية البروتستانتية،‏ حيث يلجأ البابويون الى الطرق السلمية والحبية لكي يكون لهم النفوذ،‏ ثمة جانب كب ير<br />

من عدم االكتراث بالنسبة الى العقائد التي تفصل الكنائس المصلحة عن النظم البابوية،‏ ورأي يرسخ في االذهان وهو<br />

اننا ال نختلف عن الفريق اآلخر اختالفا حيويا كما كان يظن،‏ وأن قليال من االذعان من جانبنا سيجعلنا في حالة تفاهم<br />

افضل مع روم ا.‏ جاء على البروتستانت وقت كانوا فيه يقدرون حرية الضمير تقديرا عظيما،‏ تلك الحرية التي قد<br />

اشتروها بثمن غال جد ا.‏ لقد علموا اوالدهّم ان يمقتوا البابوية،‏ وكانوا يعتقدون ان محاولة االتفاق مع روما انما هي<br />

خيانة هلل . ولكن ما أبعد الفرق اآلن بين هذا والمشاعر والعواطف التي يعبر عنها!‏ }{611.1 GC<br />

أما المدافعون عن البابوية فيعلنون أن الكنيسة قد أسيء اليه ا.‏ والمسيحيون في العالم البروتستانتي يميلون الى<br />

قبول هذا التصريح . وكثيرون يلحون قائلين انه ليس من االنصاف الحكم على كنيسة اليوم بالرجاسات والسخافات<br />

التي اتصف بها حكمها في عصور الجهالة والظالم . وهم يعتذرو ن عن قسوتها الرهيبة كنتيجة وحشية العصور<br />

السالفة ويقولون ان تأثير المدنية الحديثة قد غير من أفكارها ومشاعرها.‏<br />

GC 611.2}{<br />

فهل نسي هؤالء الناس ادعاء العصمة الذي ظل هذا السلطان المتعجرف يتشدق به لمدى ثماني مئة سنة ؟ وبدال<br />

من التخلي عن هذا االدعاء فقد تثبت في القرن التاسع عشر بتأكيد اعظم مما سبق . وبما ان روما تصرح بأن الكنيسة<br />

‏”لم تخطئ وانها،‏ بشهادة الكتاب،‏ لن تخطئ ابدا“‏ )٣٥٨( فكيف يمكنها ان تنبذ المبادئ التي اختطت لها الطريق في<br />

العصور السالفة ؟<br />

GC 612.1}{<br />

١٥<br />

لن تتنحى الكنيسة البابوية ابدا عن ادعائها العصمة . وكل ما فعلته باضطهادها الذ ين رفضوا تعاليمها تعتبره<br />

عين الصواب . فهل لن تكرر هذه االفعال نفسها لو اتيحت لها الفرصة ؟ فلو أزيلت الروادع التي تفرضها الحكومات<br />

الدنيوية وعادت روما الى قوتها وسلطانها السابقين فسرعان ما ينتعش طغيانها وتتكرر اضطهاداتها.‏ }{612.2 GC<br />

يتحدث كاتب مشهور عن موقف الحكومة البا بوية حيال حرية الضمير والمخاطر التي تتهدد الواليات المتحدة<br />

بنوع خاص من نجاح سياستها فيقول:‏ ‏”كثيرون يميلون الى ان ينسبوا أي خوف من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية الى<br />

التعصب او الطياشة . مثل هؤالء ال يرون شيئا في صفات الكاثوليكية واتجاهاتها معاديا لدساتيرنا و تشريعاتنا<br />

الحرة،‏ وال يرون ما ينذر بالشؤم من نموها وتقدمه ا.‏ اذاً‏ فلنقارن اوال بين بعض مبادئ حكومتنا االساسية ومبادئ<br />

الكنيسة الكاثوليكية.‏ }{612.3 GC<br />

يكفل دستور الواليات المتحدة حرية الضمير،‏ وال شيء أعز وال أثبت من ذلك.‏ ويعلق البابا بيوس التاسع في<br />

براءته المؤرخة في آب ‏)اغسطس(‏ من عام قائال:‏ ‏”ان التعاليم السخيفة المخطئة والهذيان الذي به<br />

يدافعون عن حرية الضمير إنما هي ضاللة وبيلة وهي ضربة أخطر من كل ما عداها في أية دولة“‏ . وهذا البابا<br />

نفسه في براءته الصادرة في كانون االول ‏)ديسمبر(‏ عام ١٨٦٤، لعن ‏”اولئك الذين يؤكدون حرية الضميرة<br />

وحرية العبادة الدينية“‏ وكذلك ‏”كل من يصرحون بأن الكنيسة ينبغي اال تلجأ الى القسوة والعنف“.‏ }{612.4 GC<br />

١٨٥٤<br />

٨<br />

‏”ال تدل نغمة روما السلمية في الواليات المتحدة على تغيير القلب . انها تُظهر التسامح في االماكن التي تكون فيها<br />

عاجزة ال حول لها وال قوة . واالسقف اكونر يقول:‏ ‏”ان الحرية الدينية تُحتمل فقط الى الوقت الذي فيه يمكن تنفيذ<br />

القهر واالرغام من دون أن يكون هنالك خطر على العالم الكاثوليكي“...‏ وقال رئيس اساقفة سانت لويس مرة:‏<br />

الهرطقة وعدم االيمان جريمتان،‏ وفي الممالك المسيحية كما في ايطاليا واسبانيا مث ال حيث الشعب كله كاثوليكي<br />

وحيث الدين الكاثوليكي هو جزء جوهري من قانون البالد تعاقب تانك الجريمتان كغيرهما من الجرائم“.‏<br />

” نا<br />

GC<br />

{<br />

613.1}

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!