21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

القلب،‏ لكنّ‏ قلوبنا منصرفة عنه“‏ ثم قال:‏ ‏”ان المسيح الذي اسلم مرة على الصليب هو القربان او الذبيحة التي قدمت<br />

تكفيرا عن المؤمنين الى االبد“‏ )١٢٢(.<br />

GC 192.2}{<br />

لكنّ‏ كثيرين من السامعين لم يرضوا بهذا الكالم أو يقبلوه،‏ بل احسوا بالخيبة المرة عندما قيل لهم ان سفرهم الشاق<br />

كان عبث ا.‏ ولم يكونوا يفهمون شيئا عن الغفران المجاني المعطى لهم بواسطة المسيح . كانوا قانعين بالطريق القديم<br />

الذي كانوا يعتقدون انه يوصلهم الى السماء كما قد رسمته لهم روما.‏ وقد امتنعوا عن ايقاع انفسهم في االرتباك<br />

الناشئ عن محاولة البحث عن شيء افضل.‏ كان اسهل عليهم ان يستندوا في امر خالصهم الى الكهنة والبابا من ان<br />

يسعوا نحو طهارة القلب.‏ }{192.3 GC<br />

لكنّ‏ فريقا آخر قبلوا اخبار الفداء بالمسيح بفرح . فالممارسات والطقوس التي فرضتها روما لم تستطع ان تمنحهم<br />

سالم النفس،‏ فقبلوا بااليمان دم المخلص كفارة عنهم . وعاد هؤالء الحجاج الى وطنهم ليعلنوا لآلخرين النور الثمين<br />

الذي حصلوا عليه . وهكذا انتقل الحق من قرية الى اخرى ومن مدينة الى اخرى،‏ فنقص عدد من كانوا يحجون الى<br />

هيكل العذراء نقصا كبيرا،‏ ونقصت تبعا لذلك قيمة النذور،‏ كما نقص كذلك المرتب الذي كان زوينجلي يتقاضاه منهم.‏<br />

لكنّ‏ هذا سبب له فرحا عندما رأى ان قوة التعصب والخرافات هي في طريقها الى االضمحالل.‏ }{193.1 GC<br />

لم تكن سلطات الكنيسة غافلة عن العمل الذي كان زوينجلي يعمله،‏ ولكنهم رفضوا التدخل في ذلك الحين . فالنهم<br />

كانوا يرغبون في ان يكسبوه الى جانبهم حاولوا استمالته اليهم بالتملقات،‏ وفي اثناء ذلك كان الحق يسيطر على قلوب<br />

الشعب.‏ 193.2}{ GC<br />

يعظ في كاتدرائية زيوريخ<br />

هذا وان خدمات زوينجلي في اينسيدلن اعدته الن يعمل في حقل أوسع . وكان مقدَّرا له ان يدخل هذا الحقل سريع<br />

ا.‏ فبعدما خدم مدة ثالث سنين دعي الى وظيفة واعظ في كاتدرائية زيوريخ . وكانت هذه المدينة حينذاك أهم مدن<br />

االتحاد السويسري . فالتأثير الذي يحدث فيها سيمتد الى بعيد . ومع ذلك فان رجال االكليروس الذين دعوه كانوا<br />

يرغبون في منع كل البدع،‏ وتبعا لذ لك أملوا عليه تعليماتهم والواجبات المفروضة عليه.‏<br />

GC 193.3}{<br />

قالوا له:‏ ‏”عليك ان تبذل كل جهد في جمع االيرادات للكنيسة وال تغفل أقل شيء . وينبغي لك أن توصي الجميع<br />

من على المنبر وفي كرسي االعتراف بأن يدفعوا كل العشور وااللتزامات الواجبة االداء حتى يبرهنوا بتقدماتهم على<br />

مقدار حبهم للكنيسة . وعليك ان تزيد الدخل الذي يجمع من المرضى والقداسات وكل الفرائض الكهنوتية“.‏ ثم عاد<br />

معلموه يقولون له:‏ ‏”أما في ما يختص بتقديم االسرار المقدسة والوعظ والواجبات الرعوية فتستطيع أن تعيّ‏ ‏ِّن كاهنا<br />

آخر غيرك ليقوم بها،‏ وخصوصا الوعظ . وعليك اال تقدم االسرار المقدسة اال للناس المشهورين ذوي الوجاهة،‏<br />

وبناء على طلبهم فقط،‏ ال لجميع الناس من دون تمييز“‏ )١٢٣(. }{193.4 GC<br />

المسيح محور عظاته<br />

كان زوينجلي يصغي الى كل هذه التوصيات وهو صامت . ثم بعدما عبَّر لهم عن شكره الجل شرف دعوتهم اياه<br />

لهذه الوظي فة المهمة عمد الى توضيح الطريق الذي قصد ان يسير فيه،‏ فقال:‏ ‏”لقد ظلت حياة المسيح محجوبة عن<br />

الشعب امداً‏ طويالً،‏ لذلك فأنا سأعظ مما ورد في انجيل متى كله ... مستقيا التعاليم من ينابيع الكلمة االلهية فأسبر<br />

اغوارها مقارنا بين ف صل وآخر وباحثا عن المعرفة والفهم بالصالة المستمرة الحارة . اني سأكرس كل خدمتي<br />

لتمجيد هللا وتعظيم ابنه الوحيد وخالص النفوس وبنيانها في االيمان الحقيقي“‏ )١٢٤(. ومع أن بعض رجال<br />

االكليروس لم يصادقوا على خطته وحاولوا ان يثنوه عنها فقد ظل زوينجلي ثابتا.‏ واعلن انه لن يعتمد طريقة جديدة<br />

بل سيتبع الطريقة القديمة التي كانت تمارسها الكنيسة في العصور االولى االكثر نقاوة وطهارة.‏ }{194.1 GC<br />

89

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!