21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

105<br />

بعصر جديد افضل . وقد قال أحد االمراء البروتستانت في سبايرز:‏ ‏”ليحفظكم هللا القدير الذي اعطاكم نعمة لتقديم<br />

هذا االعتراف بهذه الشجاعة وهذا النشاط وه ذه الحرية . ليحفظكم في ثباتكم المسيحي الى يوم الدين“‏ )١٧١(.<br />

GC {<br />

226.1}<br />

لو ان االصالح بعد هذا القدر من النجاح الذي احرزه رضي بمسايرة الظروف للحصول على رضى العالم<br />

لبرهن على خيانته وتنكره لمبادئه،‏ ولكان في ذلك القضاء التام عليه . ففي اختبار هؤالء المصلحين النبالء درس نافع<br />

لكل االجيال التالية.‏ وطريقة الشيطان في مقاومته هللا وكلمته لم تتغير . وهو في هذه االيام ال يزال يحارب الكتب<br />

المقدسة لكونها مرشد االنسان في حياته،‏ كما كان يفعل في القرن السادس عشر . في ايامنا هذه انحرف الناس بعيدا<br />

من تعاليم الكتاب وفر ائضه،‏ وذلك فهم في حاجة الى الرجوع الى المبدأ البروتستانتي العظيم : الكتاب المقدس وحده<br />

كقانون لاليمان واالعمال . والشيطان ال يزال يستخدم كل وسيلة تحت يده للقضاء على الحرية الدينية.‏ ان ذلك<br />

السلطان المضاد للمسيح،‏ الذي قد رفضه اولئلك المحتجون في سبايرز،‏ يحاول اآلن بقوة ونشاط جديدين ان يستعيد<br />

سيادته الضائعة . وان التمسك ذاته بكلمة هللا،‏ الذي ال ميل فيه وال انحراف والذي تجلى في تلك االزمة التي حلت<br />

باالصالح،‏ هو الرجاء الوحيد لالصالح في هذه االيام.‏ }{226.2 GC<br />

مجال ضيّ‏ ‏ِّق للهرب<br />

وقد ظهرت بعض بوادر الخطر الذي هدد البروتستانت،‏ كما ظهرت ايضا بوادر تدل على ان يد هللا قد امتدت<br />

لحماية االمناء . ففي تلك قاد ميالنكثون صديقه سيمون غريناوس في شوارع سبايرز بعجلة االثناء عظيمة،‏ وألح<br />

عليه ان يعبر نهر الرين . اندهش غريناوس من هذا التصرف وهذا االندفاع . فقال له ميالنكثون:‏ ‏”ان رجال شيخا<br />

وقورا ال أعرفه ظهر أمامي فجأة وقال لي ان فرديناند سيرسل بعد لحظات بعض الضباط للقبض على<br />

غريناوس!“‏ 227.1}{ GC<br />

“<br />

في ذلك اليوم كان فابر،‏ أحد المالفنة البابويين المشهورين،‏ قد افترى على غريناوس في عظة ألقاها،‏ وفي نهايتها<br />

اعترض عليه لكونه قد دافع عن ‏”الضالالت الشنيعة“.‏ ‏”وقد كظم فابر غضبه ولكنه في الحال توجه الى الملك الذي<br />

أعطاه أمرا ضد استاذ هيدلبرج الملحاح . ولم يشك ميالنكثون ان هللا قد انقذ صديقه بكونه ارسل احد مالئكته القديسين<br />

لتحذيره.‏ 227.2}{ GC<br />

واذ كان ميالنكثون واقفا ساكنا على شاطئ الرين ظل منتظرا حتى انقذت مياه ذلك النهر غريناوس من<br />

مضطهديه . فاذ رآه على الشاطئ اآلخر صاح قائالً:‏ ‏”أخيراً،‏ نعم اخيراً‏ أفلت من أيدي أولئك المتعطشين لسفك الدم<br />

الزكي“‏ . ولما عدا ميالنكثون الى بيته قيل له ان بعض الضباط قلبوا بيته رأسا على عقب بحثا عن غريناوس“‏<br />

GC 227.3}{ .)١٧٢(<br />

المجمع في أوجسبرج<br />

كان االصالح سيزيد عظمة وسموا في نظر عظماء االرض . فالملك فرديناند رفض سماع أقوال االمر اء<br />

االنجيليين،‏ ولكن ستُمنح لهم فرصة فيها يعرضون قضيتهم أمام االمبراطور واحبار الكنيسة ورؤساء الدولة<br />

المجتمعين.‏ فلكي يسكّ‏ ‏ِّن االمبراطور شارل الخامس الخصومات والفتن قام في السنة التالية،‏ بعد احتاج االمراء المقدم<br />

في سبايرز،‏ واستدع ى المجلس ليلتئم في أوجسبرج وأعلن انه سيرأسه بنفسه . وقد دُعي الرؤساء البروتستانت<br />

للذهاب الى هناك.‏ }{228.1 GC<br />

كان االصالح مهددا بمخاطر عظيمة،‏ لكنّ‏ المدافعين عنه وضعوا قضيتهم بين يدي هللا،‏ وتعهدوا بان يظلوا ثابتين<br />

في جانب االنجيل . وقد ألح مشيرو منتخب سكسونيا عليه بعدم حضور المجمع،‏ وقالوا له أن االمبراطور قد طلب<br />

من االمراء ان يحضروا لكي يوقعهم في الشرك . ثم قالوا:‏ ‏”أليست مجازفة بكل شيء ان يحبس االنسان نفسه في

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!