21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

جيروم يمثل أمام المجمع<br />

كانت لموت هس نتائج غير ما كان يرجوه البابويون . فنقض صك االمان أثار عاصفة شديدة من السخط،‏ لذلك<br />

ارتأى المجمع أنه بدال من حرق جيروم يستحسن ارغامه على التراجع ان كان ذلك في االمكان . فأتي به أمام<br />

المجلس وعُرض عليه ان يختار إما أن ينكر تعاليمه وايمانه واما أن يحرق بالنار . ان موت جيروم عند بدء إلقائه في<br />

السجن كان يمكن أن يكون رحمة بالمقارنة مع العذابات الهائلة التي احتملها،‏ أما اآلن،‏ وقد أضعفه المرض واآلال م<br />

التي قاساها في السجن وعذاب الجزع والقلق وهو بعيد من اصدقائه وانهيار قواه بعد موت هس،‏ فقد خارت قوة<br />

احتماله وخذله جلده فرضي بالخضوع للمجمع . وتعهد بأن يتمسك بالعقيدة الكاثوليكية وقبل قرار المجمع الذي أدان<br />

تعاليم ويكلف وهس،‏ باستثناء ‏”الحقائق المقدسة“‏ التي علّما بها )٣٤(.<br />

GC 124.1}{<br />

وبهذه الوسيلة حاول جيروم اسكات ضميره والنجاة من حكم الموت . لكنه اذ كان منفردا في سجنه اتضح له<br />

جسامة ما فعل . تذكر شجاعة هس ووالءه،‏ وعلى نقيض ذلك تأمل في تنكره للحق ولمعلمه االلهي الذي كان قد تعهد<br />

خدمته والذي إحتمل ألجله موت الصليب . كان قبل تر اجعه يجد العزاء في وسط آالمه اذ كان واثقا من رضى هللا،‏<br />

أما اآلن فقد تعذبت نفسه من فرط الندم وصارت نهبا للشكوك . وعرف أنه ال بد له من أن يتراجع وينكر أشياء كثيرة<br />

قبل أن يتصالح مع روم ا.‏ والطريق الذي بدأ يسير فيه كان ينتهي حتما الى االرتداد التام . ولذلك فقد عزم على أمر<br />

وهو أنه ينبغي له أال ينكر سيده لكي ينجو من آالم قصيرة االمد.‏ }{124.2 GC<br />

وسرعان ما أُتي به ثانية ليمثل أمام المجمع . فلم يكن خضوعه كافيا القناع قضاته.‏ وتعطشهم لسفك الدم الذي قد<br />

أهاجه موت هس ألح في طلب ضحايا جديدة.‏ ولم يكن متاحا االبقاء على حياة جيروم اال باست سالم الحق من<br />

غير تحفظ.‏ ولكنه كان قد عقد العزم على المجاهرة بايمانه واتباع مثال أخيه الشهيد ولو طرح في النار.‏<br />

GC<br />

{<br />

٣٤٠<br />

124.3}<br />

وقد تبرأ من انكاره السابق،‏ وكإنسان مائت طلب بكل خشوع فرصة يقدم فيها دفاعه . واذ كان االساقفة يخافون<br />

تأثير أقواله أصروا على أنه يجب إما أن يصادق على صحة التهم الموجهة اليه واما ان ينكره ا.‏ فاحتج جيروم على<br />

تلك القسوة وذلك الظلم قائال:‏ ‏”لقد ابقيتموني سجينا يوما في سجن رهيب.‏ وكنت محاطا باالقذار والوخامة<br />

والروائح الكريهة . وكنت في عوز الى كل شيء،‏ ثم توقفونني امامكم وتميلون آذانكم لسماع أقوال اعدائي القس اة ثم<br />

وترفضون سماع أقوالي ... فاذا كنتم حقا رجاال حكماء وانوار العالم فاحترسوا لئال تأثموا في حق العدالة . أما أنا<br />

فلست اال إنسانا ضعيفا،‏ وحياتي ليست بذات أهمية،‏ وعندما أحذركم من النطق بحكم جائر فاني أراعي مصلحتكم<br />

أكثر مما أراعي مصلحتي“‏ )٣٥(. }{125.1 GC<br />

أخيرا أجيب الى ط لبه،‏ وأمام القضاة جثا جيروم وصلى طالبا من روح هللا أن يضبط أفكاره وأقواله حتى ال يتكلم<br />

كالما مناقضا للحق أو غير جدير بكرامة سيده . وقد تم له وعد الرب للتالميذ االولين اذ قال لهم يسوع:‏ ‏”وتساقون<br />

أمام والة وملوك من أجلي ... فمتى أسلموكم فال تهتموا كيف أو بما تت كلمون ألنكم تعطون في تلك الساعة ما<br />

تتكلمون به ألن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم“‏<br />

دفاعه الجريء<br />

‏)متى — ١٨ : ١٠ .)٢٠ 125.2}{ GC<br />

أثار كالم جيروم الدهشة واالعجاب حتى في نفوس أعدائه . لقد ظل عاما كامال محبوسا في سجن مظلم وهو<br />

عاجز عن أن يقرأ أو حتى يرى شيئا،‏ عرضة آلالم جسمية مبرحة وجزع عقلي . ومع ذلك فقد قدم حججه بوضوح<br />

وقوة عظيمين كما لو كان اشبعها درس ا.‏ ووجَّه افكار سامعيه الى الصف الطويل من الرجال القديسين الذين دانهم<br />

قضاة ظالمون . ففي كل جيل تقريبا وجد أناس كانوا يحاولون أن يرفعوا من شأن أمتهم ومع ذلك فقد عُيروا وطُردوا،‏<br />

56

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!