21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

85<br />

بكلمة هللا وااليمان يصلح كل مسيحي أن يكون قاضيا كالبابا سواء بسواء حتى لو كان يسند البابا مليون مجمع“‏<br />

)١١١(. أخيرا اقتنع االصدقاء واالعداء كلهم أنه ال جدوى من محاولة عقد صلح بعد ذلك.‏ }{183.3 GC<br />

صمود غير متزعزع<br />

لو كان المصلح قد استسلم في بند واحد لكانت النصرة للشيطان وجنوده . لكنّ‏ ثباته الذي لم يتزعزع كان هو<br />

وسيلة تحرير الكنيسة وبدء عهد جديد افضل . فهذا الرجل الفرد،‏ الذي تجرأ على أن يفكر ويتصرف لنفسه في<br />

الشؤون الدينية،‏ كان مو شكا أن يحدث تأثيرا في الكنيسة والعالم ليس في عهده هو فقط بل في كل العصور الالحقة .<br />

وثباته ووالءه سيقويان الجميع الى انقضاء الدهر عندما يجوزون في مثل ذلك االختبار . لقد وقفت قوة هللا وجالله<br />

فوق مشورات الناس وفوق قوة الشيطان الهائلة.‏ }{184.1 GC<br />

ثم صدر أمر االمبراطور الى لوثر بالعودة الى وطنه . وقد عرف أن هذا االمر ستتبعه حتما ادانته سريع ا.‏ لقد<br />

تجمعت في طريقه السحب المنذرة بالخطر . ولكن فيما كان راحال عن ورمس امتأل قلبه فرحا وسالم ا.‏ قال:‏<br />

الشيطان نفسه يحرس قلعة البابا لكنّ‏ المسيح قد أحدث ثغرة فيها وأجبر الشيطان على االعتراف بأن الرب أقوى منه“‏<br />

GC 184.2}{ .)١١٢(<br />

” نا<br />

فبعد رحيله اذ كان لوثر ال يزال راغبا في اال يُفهم ثباته،‏ خطأً،‏ على أنه تمرد،‏ كتب الى االمبراطور يقول:‏ ‏”هللا<br />

العارف القلوب يشهد انني راغب جد الرغبة في اطاعة جاللتكم في كل ما يؤول الى الكرامة أو الهوان،‏ في الحياة أو<br />

الموت،‏ ما ع دا كلمة هللا التي بها يحيا االنسان . ففي كل شؤون الحياة الحاضرة لن يتأثر والئي لجاللتكم،‏ ألن<br />

الخسارة او المكسب في هذه الحياة ال يؤِّثران في الخالص.‏ ولكن في ما يختص بالمصالح االبدية ال يريد هللا أن<br />

يخضع انسان النسان آخر،‏ الن مثل هذا الخضوع في االمور الروحية ه و عبادة حقيقية،وهذه العبادة ينبغي عدم<br />

تقديمها لغير الخالق وحده“‏ )١١٣(. }{184.3 GC<br />

وعند رحيل لوثر عن ورمس كان استقبال الناس له في عودته يحمل شيئا من التملق أكثر مما كان عند سفره اليه<br />

ا.‏ لقد رحب بعض النبالء من رجال االكليروس بذلك الراهب المحروم . وقد أكرم الحكام المدنيو ن الرجل الذي شهَّر<br />

به االمبراطور،وألحوا عليه في أن يبشر . وعلى رغم نهي االمبراطور صعد لوثر مرة أخرى الى المنبر وقال:‏<br />

إني لم أتعهد أبداً‏ أن أقيد كلمة هللا،‏ كال ولن“‏ )١١٤(. }{184.4 GC<br />

يقبض عليه ويسجن<br />

...”<br />

ولم يكن قد مر عليه وقت طويل منذ ترك ورمس،‏ واذ ا بالبابويين يقنعون االمبراطور باصدار مرسوم ضده .<br />

وفي هذا المنشور شُهّ‏ ‏ِّر بلوثر على أنه ‏”الشيطان نفسه في شكل انسان وفي زي راهب“‏ )١١٥( وصدر امر بأنه<br />

حالما تنتهي مدة صك االمان الذي في حوزته ينبغي ايقاف عمله . وقد حُرم على الناس أن يؤووه أو يقدموا له طعاما<br />

أو شرابا أو معونة من أي نوع ال بالكالم أو العمل،‏ سرا أو جهرا.‏ وكان يتعين القبض عليه أينما وجد ويسلم الى<br />

السلطات . وأتباعه ومشايعوه كانوا سيطرحون في غياهب السجون وتصادر امالكهم . وكان يج ب احراق كتبه،‏<br />

وأخيرا كل من يخالف هذا المنشور كان ذلك الحكم يشمله . أما منتخب سكسونيا واألمراء اصدقاء لوثر فكانوا قد<br />

رحلوا عن ورمس بعد رحيله حاال . وصادق مجلس االمة على مرسوم االمبراطور . وهذا جعل البابويين يفرحون<br />

ويتهللون اذ اعتبروا أن مصير االصالح قد بات فشله محتوما.‏ }{185.1 GC<br />

لكنّ‏ هللا اعد لخادمه طريقا للنجاة في هذه الساعة،‏ ساعة الخطر . ان عينا ساهرة يقظة كانت تتابع حركات لوثر،‏<br />

وقد عزم رجل ذو قلب مخلص نبيل على انقاذه . كان واضحا أن روما لن تقنع بغ ير موته . ولذلك فلم يكن متاحا<br />

انقاذه من بين مخالب األسد بغير اخفائه . فألهم هللا فريدريك منتخب سكسونيا ابتكار خطة تكفل حفظ المصلح . وقد<br />

نفذ ذلك المنتخب ما اعتزمه بمساعدة اصدقائه االمناء . وبذلك أمكن اخفاء لوثر عن االصدقاء واال عداء.‏ فاذ كان

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!