21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

١٥ : ٤<br />

179<br />

لنعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة“‏ ‏)عبرانيين و ١٦(. ان عرش النعمة يرمز الى ملكوت النعمة،‏ الن وجود<br />

عرش يتضمن وجود ملكوت . والمسيح في كثير من أمثاله يستعمل هذا التعبير ‏”ملكوت السموات“‏ ليدل على عمل<br />

النعمة االلهية في قلوب الناس .<br />

GC 385.1}{<br />

وكذلك عرش المجد يرمز الى ملكوت المجد،‏ وهذا الملكوت يشار اليه في قول المسيح:‏ ‏”ومتى جاء ابن االنسان<br />

في مجده وجميع المالئكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب“‏ ‏)متى<br />

و ٣٢(. هذا الملكوت سيأتي في المس تقبل.‏ ولن يقام حتى يجيء المسيح ثانية.‏<br />

: ٢٥<br />

GC 385.2}{<br />

:<br />

٢٢<br />

٣١<br />

لقد تأسس ملكوت النعمة حالما سقط االنسان عندما تم تدبير خطة الخالص لفداء جنسنا الساقط . وقد وُ‏ جد هذا<br />

الملكوت في قصد هللا وبواسطة وعده . وبواسطة االيمان أمكن الناس أن يكونوا ضمن رعاياه . إال أنه لم يؤسَّس فعال<br />

اال بعد موت المسيح . فحتى بعد دخول المخلص خدمته االرضية،‏ كان يمكنه،‏ وقد ضجر من عناد الناس وجحودهم،‏<br />

أن ينسحب من ذبيحة جلجثة فال يموت . فعندما كان في جثسيماني كانت كأس الويل والعذاب ترتجف في يده.‏ كان في<br />

وسعه آنئذ أن يمسح عرقه المتساقط كقطرات الدم تارك ا جنسنا المذنب ليهلكوا في اثمهم . فلو فعل ذلك لما كان<br />

هنالك فداء للناس الساقطين . ولكن عندما أسلم المخلص روحه وصرخ وهو يموت قائال:‏ ‏”قد أكمل“‏ حينئذ تحقق<br />

اتمام تدبير الفداء . وقد صودق على الوعد الذي قُدم الى أبوينا المذنبين في عدن . فملكوت النعمة الذي كان قد وُ‏ جد<br />

بناء على وعد هللا قبال توطدت أركانه حينئذ.‏ }{385.3 GC<br />

وهكذا كان موت المسيح — الحادث نفسه الذي كان التالميذ ينظرون اليه بمثابة دمار وانهيار لرجائهم — هو<br />

الذي حقق ذلك الرجاء . ففي حين أنه أصابهم بخيبة أمل قاسية ومريرة كان هو ذروة البرهان على أن اعتقادهم<br />

صحيح . ذلك الحادث الذي جعلهم ينوحون وييأسون كان هو الذي فتح باب الرجاء لكل بنى آدم،‏ وفيه تركزت الحياة<br />

العتيدة والسعادة االبدية لكل عبيد هللا االمناء في كل االجيال.‏ }{386.1 GC<br />

كانت مقاصد الرحمة غير المحدودة في طريقها الى االتمام حتى عبر خيبة آمال التالميذ.‏ ففيما رُ‏ بحت قلوبهم الى<br />

النعمة االلهية والى قوة تعليمه اذ ‏”لم يتكلم قط انسان“‏ مثله فقد اختلط بالذهب النقي،‏ ذهب محبتهم يسوع،‏ زغل<br />

الكبرياء العالمية والطموح االناني . وحتى في العلية التي مورست فيها فريضة الفصح،‏ في تلك الساعة الخطيرة<br />

عندما كان معلمهم قد بدأ يجوز في ظلمة جثسيماني،‏ فقد ‏”كانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن أن يكون أكبر“‏<br />

‏)لوقا ٢٤(. كانت رؤياهم ممتلئة بالعرش واالكليل والمجد،‏ في حين كان أمامهم العار وآالم البستان ودار<br />

المحاكمة وصليب جلجثة . ان كبرياء قلوبهم وتعطشهم الى مجد العالم هو ما جعلهم يتشبثون بقوة تعاليم زمانهم<br />

الكاذبة فال يعيرون أقوال المخلص االلتفات الالئق،‏ وهي التي توضح طبيعة ملكوته الحقيقية وتشير الى آالمه وموته<br />

. وهذه االخطاء نتجت عنها التجربة — وهي حادة وقاسية ولكنها الزمة — وقد سُمح بها الجل تأديبهم . ومع أن<br />

التالميذ أخطأوا في فهم معنى رسالتهم وأخفقوا في تحقيق انتظاراتهم فانهم كرزوا باالنذار المعطى لهم من هللا،‏ وقد<br />

كافأ الرب ايمانهم وأكرم طاعتهم . قد استؤمنوا على المناداة بانجيل سيدهم المجيد لكل األمم . فلكي يعدّهم لهذا العمل<br />

سُمح لهم بالمرور في ذلك االختبار الذي بدا لهم مؤلما ومريرا.‏ }{386.2 GC<br />

ايمان واع<br />

ظهر يسوع بعد قيامته للتلميذين في طريقهما الى عمواس و ‏”ابتدأ من موسى ومن جميع االنبياء يفسر لهما<br />

االمور المختصة به في جميع الكتب“‏ : ٢٧(. وقد ثار قلب التلميذين واضطرم فيه االيمان.‏ لقد وُ‏ لدا ‏”لرجاء<br />

حي“‏ حتى قبلما أعلن يسوع نفسه لهم ا.‏ وقد قصد أن ينير افهامهما ويثبت ايمانهما على كلمة النبوة الثابتة )٢ بطرس<br />

١٩(. كان يريد أن يتأصل الحق في ذهنيهما ليس فقط النه كان مدعوماً‏ بشهادته الشخصية بل بسبب البرهان<br />

الذي ال شك فيه الذي تقدمه رموز الناموس الطقسي وظالله ونبوات العهدالقديم . كان تالميذ المسيح في حاجة الى<br />

االيمان الواعي ليس فقط الجل أنفسهم بل لكي يحملوا معرفة المسيح الى العالم . وكخطوة أولى في ايصال هذه<br />

‏)لوقا ٢٤<br />

: ١

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!