21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

175<br />

فعندما يتحد المعترفون بأنهم شعب هللا مع العالم،‏ ويعيشون كما يعيش اولئك ويشاركونهم في مسراتهم المحرمة،‏<br />

وعندما يصير ترف العالم سائدا في الكنيسة،‏ وعندما تدق أجراس أفراح الزواج،‏ والجميع ينتظرون مجيء سنوات<br />

طويلة من النجاح العالمي،‏ حينئذ يفاجأون بانتهاء أحالمهم البراقة وزوال رجائهم الخادع كما يظهر البرق من<br />

السماء.‏ 377.1}{ GC<br />

وكما أرسل هللا عبده لينذر العالم بمجيء الطوفان ك ذلك أرسل أناسا مختارين ليعلنوا للناس عن قرب الدينونة<br />

االخيرة . وكما سخر معاصرو نوح من تنبؤات ذلك الكارز بالبر فكذلك في أيام ميلر سخر به الناس وهزأوا بأقواله،‏<br />

ومن بينهم من يَدعون أنفسهم شعب هللا.‏ }{377.2 GC<br />

ولكن لماذا لم ترحب الكنائس بعقيدة المجيء الثاني والكرازة بها؟ ان مجيء الرب وان كان يسبّ‏ ‏ِّب لالشرار الويل<br />

والدمار فانه بالنسبة الى االبرار مفعم بالفرح والرجاء.‏ فهذا الحق العظيم كان مبعث عزاء لشعب هللا االمناء مدى<br />

العصور،‏ اذاً‏ فلماذا صار كمبدعه ‏”حجر صدمة وصخرة عثرة“‏ لشعبه ؟ ان الرب نفسه هو الذي وعد تالميذه قائال:‏<br />

‏”ان مضيت وأعددت لكم مكانا آتي أيضا وآخذكم اليَّ“‏ ‏)يوحنا ٣(. والمخلص الرحيم هو الذي اذ الحظ وحشة<br />

تابعيه وحزنهم أرسل مالكين ليعزياهم بيقين كونه سيأتي ثانية هو بنفسه كما انطلق عنهم الى السماء.‏ واذ ظل التالميذ<br />

شاخصين باهتمام الى فوق ليلقوا نظرة الوداع على ذاك الذي أحبوه استرعت هذه الكلمات انتباههم:‏ ‏”أيها الرجال<br />

الجليلون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء.‏ ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه<br />

منطلقا الى السماء“‏ ‏)أعمال وقد أضرمت رسالة المالكي ن هذه،‏ الرجاء في قلوبهم مجدد اً.‏ ان التالميذ<br />

٥٣(. انهم<br />

٥٢ : ٢٤<br />

: ١٤<br />

.)١١ : ١<br />

‏”رجعوا الى أورشليم بفرح عظيم . وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون هللا“‏ ‏)لوقا و<br />

لم يفرحوا الن يسوع قد انفصل عنهم بينما تُركوا هم ليكافحوا ضد تجارب العالم واغراءاته،‏ بل الن المالكين قد أكد ا<br />

لهم أنه سيأتي ثانية.‏ }{377.3 GC<br />

ان المناداة بالمجيء الثاني للمسيح ينبغي أن تكون اآلن كما كانت رسالة المالئكة لرعاة بيت لحم بشرى بفرح<br />

عظيم . ومن يحبون المخلص بالحق ال يسعهم اال أن يُحيُّوا بفرح االعالن المبني على كلمة هللا : ان ذاك الذي فيه<br />

تتركز آمالهم في الحياة اال بدية آتٍ‏ ثانية ال ليهان ويُحتقر ويرفض كما في مجيئه االول،‏ بل بقوة ومجد عظيم ليفدي<br />

شعبه . أما الذين ال يحبون المخلص فيرغبون في أن يظل بعيدا،‏ وال يمكن أن يكون هنالك برهان جازم على أن<br />

الكنائس قد انحرفت عن هللا كهذا االهتياج والعداء اللذين بهما تقابل رسالة السماء هذه.‏ }{378.1 GC<br />

ان من قد قبلوا تعليم المجيء الثاني تنبهوا الى ضرورة التوبة والتذلل أمام هللا . وكثيرون ظلوا طويال يترجّحون<br />

بين المسيح والعالم،‏ أما اآلن فقد أحسوا بأنه قد حان الوقت الذي فيه يقفون موقفا حاسما الى جانب واحد من االثنين .<br />

‏”ان االشياء الخاصة باالبدية اتخذت في نظرهم هيئة الحقيقة الملموسة على نحو غير عادي . لقد قربت السماء منهم<br />

فأحسوا بأنهم مذنبون أمام هللا“‏ )٣٠٧(. لقد أُنهض المسيحيون الى حياة روحية جديدة . وصاروا يحسون بأن الوقت<br />

قصير،‏ وأن ما يجب عليهم أن يعملوه الجل بني جنسهم ينبغي لهم عمله بسرعة . وتقلصت االرض وصغرت في<br />

نظرهم،‏ وبدا كأن االبدية تنفتح أمامهم . وشعروا بأن النفس وكل ما يتعلق بخيرها أو شقائها االبدي تتضاءل وتصغر<br />

أمامها كل االغراض المادية . لقد استقر عليهم روح هللا ومنحهم قوة بها يقدمون توسالتهم الحارة الى أخو تهم والى<br />

كل الخطأة حتى يستعدوا ليوم الرب . ان شهادة حياتهم اليومية الصامتة كانت توبيخا دائما العضاء الكنائس<br />

المتمسكين بالطقوس وغير المكرسين . هؤالء وأمثالهم لم يريدوا أن يزعجهم أحد أو يوقفهم عن اتباع مسراتهم أو<br />

أنشغالهم في جمع المال والطموح في طلب الكرامة الع المية.‏ ومن هنا نشأت العداوة والمقاومة التي أثيرت ضد<br />

عقيدة المجيئيين وكل من أذاعوها.‏<br />

GC 378.2}{<br />

واذ وجد أن الحجج المستقاة من الفترات النبوية منيعة وال يمكن التغلب عليها حاول مقاوموها أن يثبطوا الهمم<br />

عن البحث والفحص في هذا الموضوع بقولهم أن النبوات قد ختمت . وهكذا سار البروتستانت في أثر خطوات

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!