21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

49<br />

الفصل السادس — اثنين من األبطال الشجعان<br />

كان االنجيل قد غرس في بوهيميا وتأصلت <strong>جذور</strong>ه منذ القرن التاسع . وقد تُرجم الكتاب المقدس،‏ وكانت العبادة<br />

الجهارية تقام بلغة الشعب . ولكن بقدر ما زاد سلطان البابا حجبت كلمة هللا . ان غريغوريوس السابع الذي آلى على<br />

نفسه أن يذل كبرياء الم لوك كان يصر على استعباد الشعب ايضا،‏ وتبعا لذلك اصدر امرا يحرم فيه اقامة العبادة<br />

الجهارية باللغة البوهيمية،‏ كما أعلن البابا قائال:‏ ‏”لقد سر الكلي القدرة بأن تقام عبادته بلسان غير مفهوم،‏ فان شرورا<br />

وهرطقات كثيرة قد ظهرت لعدم مراعاة هذا القانون“‏ )١٨(. وهكذا قرر ت روما أن تطفىء نور كلمة هللا وان يظل<br />

الشعب سجينا في الظالم . لكنّ‏ السماء أعدت وسائل أخرى لحفظ الكنيسة.‏ ان كثيرين من الولدنسيين وااللبيجنسيين اذ<br />

طردوا من أوطانهم بسبب االضطهاد الذي وقع في فرنسا وايطاليا أتوا الى بوهيمي ا.‏ ومع أنهم لم يكونوا يجسرون<br />

على التبشي ر بالكلمة جهارا كانوا يكدون بكل غيرة في الخفاء . وهكذا حفظ االيمان الحقيقي من جيل الى<br />

جيل.‏ 108.1}{ GC<br />

قبل أيام هس كان يوجد في بوهيميا رجال قاموا جهارا يوبخون الفساد الذي تفشى في الكنيسة والخالعة التي<br />

عمت بين الناس،‏ فأثار عملهم اهتمام الشعب في كل مكان . وثارت مخاوف الك هنة،‏ فوقع االضطهاد على<br />

تالميذ االنجيل.‏ واذ طرد هؤالء الناس ليعبدوا هللا في الغابات والجبال طاردهم الجنود وقتلوا كثيرين منهم . وبعد<br />

وقت صدر قرار يقضي بحرق كل من يرتد عن العبادة كما قد رسمتها كنيسة روم ا.‏ ولكن فيما كان المسيحيون<br />

يسلمون أرواحهم كانوا ينظرون الى األمام عندما تنتصر دعوتهم . وان واحدا ممن علمَّوا ‏”ان الخالص هو بااليمان<br />

بالمخلص المصلوب وحده“‏ أعلن قبلما أسلم روحه قائال:‏ ‏”ان اعداء الحق الغاضبين علينا منتصرون علينا اآلن،‏<br />

ولكن هذه النصرة لن تدوم،‏ فسيقوم واحد من بين عامة الشعب،‏ بال سيف او سلطان ‏،لن يس تطيعوا االنتصار عليه“‏<br />

)١٩(، وكان عصر لوثر ال يزال بعيدا جدا،‏ لكنّ‏ واحدا كان قد بدأ ينهض،‏ وكانت شهادته ضد روما مزمعة ان تثير<br />

الشعوب.‏ 108.2}{ GC<br />

كان جون هس متواضع األصل،‏ عاش يتيما منذ صباه في كنف أمه التقية التي تعتبر التهذيب ومخافة هللا أعظم<br />

قيمة من كل االمالك واجتهدت في احراز هذا األِّرث ألبنه ا.‏ وتعلم هس في احدى مدارس االقاليم،‏ ثم التحق بجامعة<br />

براغ بعدما حصل على منحة مدرسية من أهل الخير . وصحبته أمه في السفر الى براغ،‏ وكانت أرملة فقيرة .<br />

وعندما اقتربا من المدينة العظيمة جثت بجوار ذلك الشاب اليتيم وطلبت من اآلب السماوي أن يباركه . ولم تكن تلك<br />

االم تعلم كيف ستجاب صالتها.‏<br />

GC 109.1}{<br />

في الجامعة امتاز هس على اقرانه بمثابرته على الدرس ونجاحه السريع المتواصل،‏ بينما اكسبه سلوكه اللطيف<br />

الجذاب وحياته المثالية احترام الجميع . وقد كان تابعا مخلصا لكنيسة روما وباحثا مجدا في طلب البركات الروحية<br />

التي كانت الكنيسة تدعي منحها للناس . وفي مناسبة اليوبيل تقدم من كرسي االعتراف،‏ ووهب كل النقود القليلة التي<br />

كان يحتفظ بها،‏ وانضم الى الموكب حتى يكون له نصيب في الغفران الموعود به . وبعد إنهاء دراسته في الكلية دخل<br />

سلك الكهنوت وبسرعة هائلة بلغ درجة الكردينالية،‏ وسرعان ما اتصل ببالط الملك.‏ وصار استاذا ثم عميدا للجامعة<br />

التي كان قد تلقى علومه فيها،‏ وفي سنوات قليلة صار ذلك الطالب الذي كان يتلقى احسانات أهل الخير فخر بالده<br />

واشتهر اسمه في أوروبا كلها.‏ }{109.2 GC<br />

عمل االصالح يبتدئ<br />

لكنّ‏ هس بدأ عمل اإلصالح في حقل آخر،‏ ف بعد سنوات قليلة من سيامته كاهناً‏ أقيم واعظاً‏ على كنيسة بيت لحم<br />

. وكان مؤسس هذه الكنيسة يؤيد موضوع الكرازة بالكتاب بلغة الشعب ويعتبره من أهم األمور . وعلى رغم مقاومة<br />

روما لهذا االجراء لم يتوقف التبشير في بوهيميا تمام ا.‏ لكنّ‏ الجهل بالكتاب المقدس كان فظيعا فتفش ت الرذيلة تبعا

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!