21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

78<br />

كلما تقدم المصلح في رحلته كان يقابَل في كل مكان باهتمام عظيم.‏ وكانت الجموع المشتاقة تتجمهر من حوله .<br />

وكان اصدقاؤه يحذرونه من نوايا البابويين . قال بعضهم:‏ انهم سيحرقونك ويصيّ‏ ‏ِّرون جسدك رمادا كما قد فعلوا مع<br />

هس“.‏ فأجابهم لوثر قائال:‏ ‏”حتى لو اشعلوا النيران في كل الطريق من ورمس الى وتنبرج بحيث ترتفع ألسنتها الى<br />

عنان السماء فسأجتاز فيها باسم الرب وسأمثل أمامهم وسأدخل من شدقي هذا البهيموت وأحطم أسنانه اذ اعترف<br />

بالرب يسوع المسيح“‏ )٩٠(.<br />

”<br />

”<br />

GC 169.3}{<br />

وقد احدثت انباء قدوم لوثر الى ورمس هرجا ومرجا عظيمين . وكان اصدقاؤه يرتعدون خوفا على سالمته،‏<br />

وكان اعداؤه يخافون على نجاح دعوتهم . وبُذلت مساعٍ‏ حثيثة القناعه بالعدول عن دخول المدينة . وبتحريضات<br />

البابويين الح االعداء عليه كي يلتجىء الى قلعة فارس صديق حيث ستحل كل المشاكل حال سلميا،‏ كما افادو ا.‏<br />

وحاول اصدقاؤه أن يثيروا مخاوفه اذ جعلوا يصفون له المخاطر التي تتهدده . لكنّ‏ كل مساعيهم كان مصيرها<br />

الفشل،‏ فان لوثر الذي ظل ثابتا أعلن قائال:‏ ‏”ولو كان في ورمس أبالسة بقدر عدد القرميد الذي فوق سطوحها فال بد<br />

لي من دخولها“‏ )٩١(.<br />

يصل الى ورمس<br />

GC 169.4}{<br />

ولدى وصوله الى ورمس تجمَّع قوم كثيرون للترحيب به . ان االمبراطور نفسه لم يُستقبل بمثل ذلك االستقبال<br />

العظيم . كان االهتياج عظيماً،‏ ومن وسط ذلك الجمع ارتفع صوت مجلجل حزين منذرا لوثر بالمصير الذي ينتظره .<br />

فلما نزل من عربته قال:‏ ‏”ان هللا سيكون حصني“.‏<br />

GC 170.1}{<br />

لم يكن البابويون يصدقون أن لوثر سيجيء الى ورمس مخاطرا بحياته،‏ ولذلك فقد مألهم مجيئه ذعر ا.‏ وفي<br />

الحال استدعى االمبراطور مشيريه ليتداولوا معا في ما يجب عليهم أن يفعلوه،‏ واذا بأسقف عنيف قاس من البابويين<br />

يعلن قائال لالمبراطور:‏ ‏”لقد تباحثنا في هذه المسألة طويال فاالفضل أن تتخلص من هذا الرجل في الحال يا صاحب<br />

الجاللة . ألم يأمر سجسموند بحرق هس ؟ اننا لسنا ملزمين باعطاء رجلٍ‏ هرطوقي صك أمان أو االعتراف بذلك<br />

الصك“.‏ لكنّ‏ االمبراطور قال:‏ ‏”كال بل علينا ان نحافظ على وعدنا“‏ )٩٢( ولذلك فقد تقرر أن يُعطى المصلح فرصة<br />

للكالم.‏<br />

GC 170.2}{<br />

كانت المدينة كلها مشتاقة لرؤىة هذا الرجل العظيم،‏ فامتأل الجناح الذي كان لوثر يقيم فيه بجم ع كبير من الزوار<br />

. ولم يكن لوثر قد أبلَّ‏ تماما من مرضه االخير،‏ كما كان متعبا من سفره الطويل الذي استغرق اسبوعين كاملين،‏<br />

وكان عليه أن يتأهب لمواجهة االحداث الجسيمة التي تنتظره في الغد،‏ فكان في حاجة الى السكون والراحة،‏ لكنّ‏<br />

شوق الناس الى رؤيته كان عظيما بحيث لم يكن لديه غير ساعات قليلة من الراحة . واذا بالنبالء والفرسان والكهنة<br />

والمواطنين يتجمهرون حوله بشوق عظيم . كان بين هذا الجمع كثيرون من النبالء الذين بكل جرأة طلبوا من<br />

االمبراطور ان يجري اصالحا لالضرار التي احدثها رجال االكليروس،‏ والذين،‏ كما قال لوثر،‏ ‏”قد تح رروا جميعا<br />

بواسطة بشارتي“‏ )٩٣(. وقد أقبل االعداء واالصدقاء على السواء لرؤية هذا الراهب الجريء،‏ لكنه استقبلهم جميعا<br />

بهدوء وثبات،‏ وكان يحييهم جميعا بوقار وحكمة . وقد دلت هيئته على الثبات والشجاعة . وان وجهه الشاحب<br />

النحيل،‏ الذي بانت فيه آثار االجهاد والمرض،‏ كانت تبدو عليه سيماء االيناس والفرح . والجالل والغيرة العظيمة<br />

اللذان امتازت بهما أقواله اكسباه قوة لم يستطع حتى أعداؤه أن يصمدوا أمامها تمام ا.‏ فامتأل اصدقاؤه واعداؤه دهشة<br />

. وقد اقتنع بعضهم بأن قوة الهية تسنده،‏ بينما آخرون قالوا ما ق اله الفريسيون عن المسيح:‏ ‏”به شيطان“.‏<br />

GC {<br />

170.3}<br />

وفي اليوم التالي دُعي لوثر لحضور المجلس . وقد تعين على ضابط من حرس االمبراطور أن يقوده الى قاعة<br />

االجتماع . ومع ذلك القى صعوبة كبيرة في الوصول الى المكان . فلقد ازدحم كل شارع وطريق بجماهير المتفرجين<br />

المشتاقين لرؤية ذلك الراهب الذي تجرأ على تحدي سلطان روما.‏ }{171.1 GC

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!