Attention! Your ePaper is waiting for publication!
By publishing your document, the content will be optimally indexed by Google via AI and sorted into the right category for over 500 million ePaper readers on YUMPU.
This will ensure high visibility and many readers!
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong> وجوابا على ادعاء القائلين بأنه عند موت المسيح الغيت الوصايا العشر مع الناموس الطقسي قال وسلي: ” نا الناموس األدبي الذي يشمل الوصايا العشر وقد أوجب االنبياء حفظه وألزموا الناس بذلك لم يبطله هللا . فلم يكن غرض المسيح من مجيئه أن يلغي أي جزء من هذه الشريعة . هذه هي الشريعة التي ال يمكن نقضها والتي ”تقف ثابتة كالشاهد االمين في السماء“... كان هذا منذ بدء العالم اذ لم تكتب على ألواح حجرية بل على قلوب كل بني االنسان عندما خرجوا من يد الخا لق. ومع أن الحروف التي كتبت باصبع هللا قد شوهتها الخطيئة الى حد كبير، فانه من غير الممكن محوها تماما ما دام عندنا احساس بالخير والشر . وينبغي لكل جزء من هذه الشريعة أن يبقى في قوته الملزمة لكل الجنس البشري في كل العصور، وأال تكون متوقفة على الزمان أو المكان أو أي ظرف من الظروف المعرَّ ضة للتغيير، بل يتعين أن تكون هذه الشريعة مستندة الى طبيعة هللا وطبيعة االنسان وعالقاتهما غير المتغيرة كل باآلخر. }{293.1 GC ”ما جئت النقض بل ألكمل“... من دون تساؤل نقول ان معنى هذا الكالم )اذ هو متوافق مع ما جاء قبله وما جاء بعده( هو: أتيت الجل تثبيت الناموس في ملئه برغم كل تعليقات الناس: أتيت لكي أوضح توضيحا كامال كل ما كان محجوبا عن االذهان أو غامضا في الكلمة االلهية، أتيت العلن األهمية الكاملة الحقيقية لكل جزء منها، ولكن أبيّ ِّن للناس طول كل الوصايا المتضمنة في الكتاب وعرضها ومد اها، وما بلغته طهارة كل فروعها وروحانيتها غير المدرَ كة من سمو وعمق. }{293.2 GC وقد أعلن وسلي عن التوافق التام بين الناموس واالنجيل فقال: ”اذاً فهنالك أوثق الصالت والروابط التي يمكن تصورها بين الناموس واالنجيل . فمن ناحية نجد أن الناموس يعد الطريق لالنجيل ويرشدنا ا ليه، ومن الناحية االخرى نجد االنجيل يرشدنا دائما الى اتمام الناموس اتماما أكمل . فالناموس مثال يطلب منا أن نحب هللا ونحب القريب وأن نكون متواضعين وودعاء وقديسين . ونحن نحس بأن ليس فينا الكفاية لهذه االمور، ”وأن ذلك غير مستطاع لالنسان“. ولكننا نجد هللا يقدم لنا وعدا بأن يهبنا تلك المحبة و يجعلنا متواضعين وودعاء وقديسين . ونحن نتمسك باالنجيل وبهذه االخبار المفرحة، وحينئذ فحسب ايماننا يكون لنا، وحينئذ ”يكمل فينا بر الناموس“ بااليمان الذي في المسيح يسوع...“ GC 293.3}{ وقال وسلي: ”ان من ألد أعداء انجيل المسيح هم أولئك الذين بكل مجاهرة وعلى نحو قاطع ”يدينون الناموس“ نفسه ”ويتكلمون عنه شرا ويذمونه“ والذين يعلّ ِّمون الناس أن يكسروا )ان ينقضوا ويحلوا ويفكوا( بضربة واحدة مضامين ليس وصية واحدة، سواء كانت من الوصايا الصغرى أو الكبرى، بل كل الوصاي ا... وأعظم كل الظروف المدهشة التي تالزم هذا الضالل القوي وهذه الخديعة العظيمة هو أن من يقعون فيها يعتقدون أنهم يكرمون المسيح بالحق اذ يهدمون الناموس االلهي وأنهم يعظمون مركز المسيح في حين أنهم يهدمون تعاليم ه ! ومع ذلك فهم يكرمونه مثلما أكرمه يهوذا بقوله ”السالم يا سيدي . وقبله“. ويمكنه أن يقول بحق لكل منهم: ”أبقبلة تسلم ابن االنسان؟“ فليس أقل من تسليمه بقبلة . أن نتحدث عن دمه ثم نحرمه من االكليل، وان نستخف بأقل جزء من الناموس بحجة اننا نساعد على تقدم االنجيل . وكذلك لن يستطيع التنصل من هذه التهمة مَن يبشر بااليمان على نحو يؤدّي مبشارة أو مداورة الى اسقاط أيّ من فروع الطاعة، ومن يكرز بالمسيح على نحو يلغي أو يوهن أصغر وصايا هللا“ GC 294.1}{ .)٢٣٧( وقد أجاب وسلي على أولئك الذين علموا ”ان الكرازة باالنجيل فيها تحقيق لكل أهداف الناموس“ فقال: ”هذا ما ننكره انكاراً باتاً، فهو ال يحقق أول غاية من غايات الناموس وهي إقناع الناس بالخطيئة وإيقاظ اولئك الذين هم نيام على حافة الجحيم“. والرسول بولس يع لن قائال: ”بالناموس معرفة الخطيئة“، ”وما لم يتبكت االنسان على الخطيئة فهو ال يشعر بحاجته الى دم المسيح المكفر ... وقد قال ربنا نفسه: ”ال يحتاج االصحاء الى طبيب بل المرضى“. اذاً فمن السخافة أن نجيء بالطبيب الى جماعة من االصحاء، أو على األقل من يتصور ون أنهم أصحاء . فعليك أن 136
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong> تقنعهم أوالً بأنهم مرضى واال فلن يشكروا لك تعبك ألجلهم . ومن السخافة كذلك كونك تقدم المسيح للذين قلبهم صحيح لم ينكسر بعد“ )٢٣٨(. }{294.2 GC وهكذا نرى أن وسلي هو يكرز باالنجيل كان كسيده ”يعظم الشريعة ويكرمها“. وهو بكل أمانة أنجز العمل المسلم له من هللا، وما كان أمجد النتائج التي سمح له بأن يراه ا. ففي نهاية حياته الطويلة التي بلغت ثمانين سنة — قضى منها أكثر من نصف قرن في الخدمة متنقالً — زاد عدد سامعيه المتعلقين به على نصف مليون نسمة . ولكنّ الجمع الغفير الذين بفضل جهوده رُ فعوا من خراب الخط يئة وانحطاطها إلى حياة أسمى وأطهر، وعدد الذين بواسطة تعليمه حصلوا على اختبار أعمق وأغنى، لن تتسنّى معرفتهم حتى تجتمع كل جموع المفديين من أفراد أسرة هللا في ملكوته . ان حياته تقدم لكل مسيحي درسا ال يقدَّر بثمن . فحبذا لو أن االيمان والوداعة والغيرة التي ال تك ل وتضحية النفس والتكريس التي لوحظت في حياة خادم المسيح هذا تجد لها انعكاساً في كنائس عصرنا الحاضر! }{295.1 GC 137