21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

208<br />

ولكن كان ال بد أن يصابوا بالخيبة مرة اخرى . لقد مر وقت االنتظار ولم يظهر مخلصهم.‏ لقد نظروا الى االمام<br />

في انتظار مجيئه بثقة ثابتة،‏ واآلن ها هم يحسون بما حست به مريم التي عندما جاءت الى قبر المخلص ووجدته<br />

فارغا صرخت باكية تقول : ‏”انهم اخذوا سيدي ولست اعلم اين وضعوه“‏<br />

‏)يوحنا .)١٣ : ٢٠ 444.3}{ GC<br />

ان شعورهم بالرهبة والخوف من ان تكون الرسالة صادقة كان رادعا للعالم غير المؤمن بعض الوقت . وهذا<br />

الشعور لم يختف حاال بعد انقضاء المهلة،‏ ففي بادئ االمر لم يتجرأوا على الشماتة بأولئك الذين خابت آمالهم،‏ ولكن<br />

عندما لم تُرَ‏ عالمة من عالمات غضب هللا،‏ افاقوا من خوفهم وعادوا الى استئناف تعييرهم وسخريتهم.‏ وان كثيرين<br />

ممن كانوا قد اعترفوا بايمانهم بقرب مجيء الرب قد هجروا ايمانهم . وبعض الذين كانت لهم ثقة ش ديدة طُعنوا في<br />

كبريائهم بحيث أحسوا وكأنهم يريدون الهروب من العالم،‏ فتذمروا على هللا وطلبوا الموت النفسهم بدالً‏ من الحياة،‏<br />

كما فعل يونان . والذين بنو ايمانهم على آراء اآلخرين ال على كلمة هللا صاروا اآلن مستعدين لتغيير آرائهم مرة<br />

أخرى . وقد كسب الساخرون،‏ المستضعفين الجبناء الى جانبهم،‏ واتحدوا جميعا في االعالن بأنه لم تعد توجد مخاوف<br />

أو انتظارات . لقد مر الوقت والرب لم يأتِّ،‏ وقد يظل العالم على حاله آالف السنين.‏ }{444.4 GC<br />

ترك المؤمنون الغيورون المخلصون كل شيء ألجل المسيح وتمتعوا بحضوره كما لم يتمتعوا من قبل . لقد قدموا<br />

آخر انذار للعالم كما اعتقدوا،‏ واذ كانوا ينتظرون أن يُقبلوا في عشرة سيدهم االلهي ومالئك السماء انسحبوا الى حد<br />

كبير من صحبة الذين لم يقبلوا الرسالة . لقد صلوا بشوق حار قائلين:‏ ‏”تعال ايها الرب يسوع،‏ تعال سريعا“.‏ ولكنه لم<br />

يأت . فكونهم يعودون اآلن ليحملوا عبء اهتمامات الحياة وارتباكاتها الثقيلة من جديد ويتحملون تعيير العالم الساخر<br />

وهزئه كان ذلك تجربة قاسية مرعبة اليمانهم وصبرهم.‏ }{445.1 GC<br />

خيبة أمل أعنف<br />

“!<br />

ومع ذلك فان هذه الخيبة لم تكن في مثل جسامة خيبة التالميذ التي جازوا فيها في المجيء االول للمسيح . فعندما<br />

دخل يسوع اورشليم منتصرا اعتقد تابعوه انه موشك ان يعتلي عرش داود ويخلص اسرائيل من ظالميهم . فبآمال<br />

عالية وانتظارات مفرحة جعلوا يتسابقون في اكرام مليكهم . وكثيرون منهم فرشوا ثيابهم في الطريق كبساط يمر<br />

عليه،‏ او كانوا ينثرون اغصان االشجار وسعوف النخل في طريقه . وفي فرحهم الحماسي هتفوا معا قائلين:‏ ‏”وصنا<br />

البن داود وعندما طلب الفريسيون منه ان ينتهر تالميذه اذ ازعجتهم وأغضبتهم هزة الفرح تلك،‏ أجابهم يسوع<br />

بقوله:‏ ‏”ان سكت هؤالء فالحجارة تصرخ“‏ : ٤٠(. ينبغي ان تتم النبوة . فلقد كان التالميذ يتممون قصد هللا<br />

، ولكن ما ان مرَّ‏ ت ايام قليلة حتى شاهدوا مخلصهم يعاني آالم الموت ويضعونه في القبر . لقد أصابتهم خيبة مُرة .<br />

ذلك ان توقعاتهم لم يتحقق منها شيء،‏ فماتت آمالهم مع يسوع،‏ ولم يدركوا أن كل تلك االحداث كان االنبياء قد سبقوا<br />

وانبأوا بها،‏ وأنه ‏”كان ينبغي ان المسيح يت ألم ويقوم من االموات“‏ ( أعمال (، اال بعدما خرج سيدهم من<br />

القبر منتصرا.‏<br />

بعض من ثبتوا<br />

٣ : ١٧<br />

‏)لوقا ١٩<br />

GC 445.2}{<br />

قبل ذلك بخمس مئة سنة كان الرب قد أعلن على لسان زكريا النبي قائال:‏ ‏”ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا<br />

بنت اورشليم . هوذا ملككِّ‏ يأتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان“‏<br />

٩(. فلو تحقق التالميذ ان المسيح على اهبة ان يحاكم ويموت لما امكنهم ان يتمموا هذه النبوة.‏<br />

‏)زكريا : ٩<br />

GC 446.1}{<br />

وكذلك تمم ميلر وجماعته النبوة وقدموا الرسالة التي انبأ الوحي بأنها ينبغي ان تقدم الى العالم،‏ ولكنهم ما كانوا<br />

ليقدموها لو ادركوا تماما النبوات المشيرة الى خيبتهم والتي تقدم رسالة اخرى ليُبشَر بها كل االمم قبل مجيء الرب.‏<br />

ان رسالة كل من المالكين االول والثاني قُدمتا في الوقت المحدَّد وتممتا العمل الذي قصد هللا ان يتممه<br />

بواسطتهما.‏ 446.2}{ GC

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!