21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

عائدا الى وطنه قُبض عليه وأبعد عن تابعيه وأخذ بسرعة الى داخل الغابة ومنها الى قلعة ورتبرج التي كانت حصنا<br />

جبليا منعزال . وقد كان القبض عليه واخفاؤه محاطين بالغموض الى حد أن فريدريك نفسه ظل بعض الوقت يجهل<br />

المكان الذي ق د أخذ اليه . وهذا الجهل لم يكن بغير قصد . فطالما يجهل المنتخب مكان وجود لوثر ال يستطيع قطعا<br />

افشاء السر.‏ وقد اكتفى بأن علم أن المصلح في مكان أمين،‏ وانه معافى وحسب.‏ }{185.2 GC<br />

مر الربيع والصيف والخريف وأقبل الشتاء ولوثر ال يزال أسيرا،‏ وابتهج الياندر وشركاؤه حين ظنوا أن نور<br />

االنجيل مقبل على االنطفاء . ولكن بدال من هذا كان المصلح يمأل مصباحه من مستودع الحق،‏ وكان نوره موشكا أن<br />

يضيء بلمعان أعظم.‏ }{186.1 GC<br />

كان لوثر في حصن أصدقائه في ورتبرج مغتبطا ألنه استراح من شدة المعركة وضوضائه ا.‏ لكنه لم يكن قانعا<br />

بالهدوء والراحة . فاذ كان معتادا حياة العمل والنشاط والصراع الصارم لم يكن يحتمل البقاء ساكن ا.‏ ففي أيام<br />

االعتزال تلك ظهرت حالة الكنيسة أمامه على حقيقتها فصرخ في يأس وقال:‏ ‏”واأسفاه!‏ انه ال يوجد وال واحد في يوم<br />

غضب الرب هذا يقف أمامه كسور ليخلص شعبه!“‏ )١١٦(. ومرة أخرى جعل يفكر في نفسه،‏ وبات يخشى أن يُتهم<br />

بالجبن اذا انسحب من المعركة . ثم جعل يلوم نفسه على تكاسله وانغماسه في الراحة.‏ ومع ذلك ففي كل يوم كان<br />

يعمل أكثر مما يبدو أن رجالً‏ واحداً‏ يستطيع أن يقوم به.‏ فما انفك قلمه يكتب . واذ كان أعداؤه يخدعون انفسهم بقولهم<br />

أنه خَرِّ‏ سَ‏ فقد شملتهم الدهشة و االرتباك اذ ظهر أمامهم برهان ملموس على أنه ال يزال يعمل بنشاط.‏ ذلك أن كمية<br />

كبيرة من الكراريس المكتوبة بقلمه كانت تتداولها االيدي في الماني ا.‏ كما أنه اسدى الى بني امته خدمة جليلة اذ<br />

ترجم العهد الجديد الى اللغة االلمانية . ومن قلعته الصخرية الشبيهة بجزيرة بطمس ظل يعلن االنجيل ويوبخ الخطايا<br />

والضالالت المتفشية بين الشعب في أيامه مدة تقرب من سنة.‏ }{186.2 GC<br />

لكنّ‏ السبب الذي ألجله جعل هللا خادمه ينسحب ويعتزل الحياة العامة لم يكن حفظ حياته من غضب اعدائه او<br />

منحه فرصة هدوء واستجمام استعدادا للقيام بأعماله الهامة وحسب،‏ بل لقد كا نت هنالك نتائج أجلَّ‏ قدرا من هذه<br />

ستتحقق.‏ ففي عزلة ذلك المعتكف الصخري وغموضه أبعد لوثر من كل معونة أرضية ولم يعد يسمع مديح الناس،‏<br />

وهكذا نجا من الكبرياء والثقة بالنفس اللتين تنشآن عن النجاح . فعن طريق االذالل واآلالم أعد للسير مرة أخرى وهو<br />

آمن فوق المرتفعات الشاهقة التي قد ارتفع اليها فجأة.‏ }{186.3 GC<br />

ان الناس اذ يفرحون بالحرية التي يمنحهم الحق اياها فانهم يميلون الى تمجيد الذين استخدمهم هللا في تحطيم<br />

اغالل الضالل والخرافات التي كانوا مكبلين به ا.‏ والشيطان يحاول أن يبعد افكار الناس وعواطفهم عن هللا وأن<br />

يجعلها تتركز في الو سائل البشرية،‏ وان يقودهم الى اكرام الذين هم مجرد آالت وإلى تجاهل اليد التي توجه كل<br />

حوادث العناية . اننا في غالب االحيان نرى أن القادة الدينيين الذين يحصلون على المديح واالكرام يتغافلون عن<br />

اعتمادهم على هللا ويتناسونه.‏ وهذا يقودهم الى االتكال على نفوسهم . وينتج من ذلك انهم يحاولون السيطرة على<br />

عقول الناس وضمائرهم،‏ اذ يميل هؤالء الى أن ينظروا اليهم في طلب االرشاد بدال من استرشاد كلمة هللا . ان عمل<br />

االصالح كثيرا ما يتعطل بسبب هذه الروح التي يحتضنها وينغمس فيها معاضدو االصالح ومروجوه . وقد اراد هللا<br />

أن يجنّ‏ ‏ِّب عمل اال صالح هذا الخطر . كان يريد أن يُطبع هذا العمل ال بطابع انسان بل بطابع هللا . كانت انظار الناس<br />

قد اتجهت الى لوثر كمن هو مفسر الحق،‏ وقد أبعد منهم حتى تتجه أنظار الجميع الى ذاك الذي هو مبدع الحق االزلي<br />

وهو الحق نفسه . }{187.1 GC<br />

86

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!