21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

87<br />

الفصل التاسع — المصلح السويسري<br />

عند اختيار الوسائل الجل اصالح الكنيسة تشاهد الخطة االلهية نفسها التي استخدمت في غرس الكنيسة . لقد عبَر<br />

المعلم االلهي تاركا اشراف األرض وعظماءها وأثرياءها الذين اعتادوا الحصول على المديح والوالء كقادة للشعب.‏<br />

كانوا من ذوي االف تخار والثقة المفرطة بمكانتهم المتباهية بحيث لم يستطيعوا التكيف والتعاطف مع بني جنسهم،‏<br />

وال المساهمة في العمل الخالصي الذي قام به الناصري الوديع . ووجهت الدعوة إلى صيادي الجلي ل الكادح ين<br />

االميين:‏ ‏”هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس“‏ ١٩(. كان هؤالء التالميذ وضعاء وقابلين للتعلُّم . وبقدر ما<br />

قلَّ‏ تأثرهم بالتعاليم الكاذبة التي كانت متفشية في أيامهم بقدر ما استطاع المسيح أن يعلمهم تعليما ناجحا ويدربهم على<br />

خدمته.‏ كذلك كانت الحال في أيام االصالح العظيم . فالمصلحون الذين أخذوا مركز القيادة كانوا رجاال يحيون حياة<br />

الفقر رجاال كانوا أكثر الناس تحررا من كبرياء الحسب والنسب والمركز ومن التعصب واالحتيال . ان خطة هللا هي<br />

أن يستخدم الوسائل الوضيعة في تحقيق النتائج العظيمة . وحينئذ لن يعود المجد للناس بل لذاك الذي يعمل فيهم أن<br />

يريدوا وأن يعملوا من أجل مسرته.‏<br />

‏)متى : ٤<br />

GC 188.1}{<br />

بعد وال دة لوثر بأسابيع قليلة في كوخ أحد عمال المناجم في سكسونيا،‏ ولد اولريك زوينجلي بين جبال األلب في<br />

كوخ راعي للمواشي،‏ أما البيئة التي عاش فيها زوينجلي في طفولته والتعليم الذي تلقاه في صباه فكان من شأنهما<br />

اعداده لخدمته العتيدة . فإذ نشأ بين مناظر الجالل الطبيعي والجمال والروعة العظيمة تأثر عقله منذ بكور حياته<br />

بالشعور بعظمة الخالق وقدرته وجالله . هذا،‏ وان تاريخ اعمال البطولة التي تتالت على الجبال في وطنه اضرم في<br />

نفسه آمال الشباب.‏ واذ كان يجلس الى جوار جدته التقية كان يصغي الى القصص الكتابية القليلة التي كانت قد انت<br />

قتها من بين اساطير الكنيسة وتقاليده ا.‏ وباهتمام وشوق كان يصغي الى قصص االعمال الجليلة التي قام بها اآلباء<br />

واالنبياء والرعاة الذين كانوا يحرسون قطعانهم على تالل فلسطين حيث تحدث المالئكة معهم،‏ وعن طفل بيت لحم<br />

ورجل جلجثة.‏ }{188.2 GC<br />

وكما كان جون لوثر يرغب في تعليم ابنه ك ذلك كان ابو اولريك . فارسل ذلك الصبي من وطنه مبكرا،‏ ونما<br />

عقله بسرعة حتى لقد ظهرت مشكلة العثور على المعلمين االكفاء ليعلموه . وفي الثالثة عشرة من العمر ذهب إلى<br />

برن التي كانت تضم حينئذ اشهر مدرسة في سويسر ا.‏ ومع ذلك فقد ظهر خطر كان يهدد بالقضاء على مستقبله . فقد<br />

بذل الرهبان جهودا جبارة الغوائه على دخول الدير . لقد كان الرهبان الدومنيكان والفرنسيسكان يتنافسون للظفر<br />

برضا الشعب واستحسانه بالزينات الفخمة التي كانوا يجمّلون بها كنائسهم،‏ والمظاهر الخالبة التي كانوا يحيطون بها<br />

طقوسهم،‏ وجواذب الذخائر الشهيرة وااليقونات العجائبية.‏ }{189.1 GC<br />

رأى رهبان الدومينيكان في برن انهم لو استطاعوا ان يكسبوا هذا الطالب الشاب الموهوب لحصلوا على الربح<br />

ان شبابه الرائع كفيل باجتذاب الشعب الى خدماتهم وازدياد ايراد رهبانيتهم أكثر مما تجتذبه االبهة<br />

والتباهي . وحاولوا بكل ما وسعتهم الحيلة من ا لخداع والمداهنة ان يغروا زوينجلي بدخول ديرهم.‏ ان لوثر عندما<br />

كان طالبا في المدرسة دفن نفسه في حجرة بأحد االديرة،‏ وكان ممكنا أال يعرف العالم عنه شيئا لو لم تحرره عناية<br />

هللا . أما زوينجلي فلم يكن له أن يواجه هذا الخطر . فقد دبرت العناية ان يعلم ابوه بمكائد اولئك الرهبان.‏ ولم يكن<br />

يريد أن يعيش ابنه حياة عاطلة عديمة النفع كالرهبان . ورأى أن نفع ابنه مستقبال مستهدف للخطر،‏ فأمره بالعودة إلى<br />

وطنه بال إبطاء.‏<br />

GC 189.2}{<br />

والكرامة .<br />

زوينجلي يكتشف الحق<br />

امتثل االبن المر ابيه . لكنّ‏ ذلك الشاب لم يكن ليقنع بالبقاء في وطنه . فجعل يواصل دراسته،‏ وبعد ذ لك ذهب<br />

الى بازل . وفي هذه المدينة سمع زوينجلي انجيل نعمة هللا المجانية الول مرة . ذلك أن ويتمباك،‏ استاذ اللغات

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!