21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

الخطيئة أو تحطيم قوتها أو سلطانه ا.‏ هذا هو الصراع نفسه الذي اختبره لوثر في حجرته بدير ارفرت . ولقد كان هذا<br />

هو السؤال ذاته الذي عذب نفسه:‏ ‏”كيف يتبرر االنسان عند هللا؟“‏<br />

‏)أيوب .)٢ : ٩ 284.1}{ GC<br />

ان نار الحق االلهي التي كادت تخمد على المذابح البروتست انتية كانت ستشعل من جديد من المشعل القديم الذي<br />

قد سلمه المسيحيون في بوهيميا عبر االجيال لمن جاءوا بعدهم . فالبروتستانتية في بوهيميا بعد أيام االصالح امتُهنت<br />

وداستها أقدام حشود روم ا.‏ وكل من رفضوا نبذ الحق أجبروا على الهرب.‏ فبعض من هؤالء اذ وجدوا النفسهم مل<br />

جأ في سكسونيا احتفظوا بالحق القديم هناك . ومن نسل هؤالء المسيحيين حصل وسلي وزمياله على النور.‏ { GC<br />

284.2}<br />

أن جون وتشارلس وسلي بعدما رسما للخدمة ارسال الى اميركا للتبشير . وكان على ظهر تلك السفينة جماعة من<br />

المورافيين . وقد غضبت الطبيعة وثارت العواصف،‏ فاذ وقف جون وسلي وجها لوجه أمام الموت أحس بأن ليس<br />

عنده يقين السالم مع هللا . أما أولئك االلمان فعلى العكس من ذلك أبدوا هدوءاً‏ وثقة لم يكن هو يعرف عنهما<br />

شيئاً.‏ 285.1}{ GC<br />

وقال:‏ ‏”لقد ظللت طويال أراقب رزانتهم وحكمة تصرفاتهم وقد برهنوا على الدوام أنهم قوم ودعاء اذ قاموا<br />

بخدمات وضيعة الج ل المسافرين وهذا ما يترفع كل انجليزي عن القيام به،‏ ولم يرغبوا وال قبلوا أن يأخذوا أجرا<br />

عن كل تلك الخدمات،‏ قائلين أنها خير عالج لقلوبهم المتكبرة،‏ وأن مخلصهم الحبيب أسدى اليهم خدمات أجل وأعظم<br />

. وقد أعطاهم كل يوم فرصة الظهار وداعة لم يستطع أن يثيرها أي أذى . فلو أن أحد المسافرين دفعهم أو ضربهم<br />

أو طرحهم أرضا فانهم كانوا يقومون ويسيرون في طريقهم من دون أن تصدر من أفواههم كلمة شكوى . وها قد<br />

عرضت فرصة الختبار ما اذا كانوا قد تحرروا من روح الخوف كما قد تحرروا من روح الكبرياء والغضب<br />

واالنتقام . ففي وسط المزمور الذي رتلو ه وبدأوا به الخدمة هاج البحر فانشق الشراع مِّزقا ودخلت المياه السفينة<br />

وفاضت على متنها كما لو أن الغمر العظيم قد ابتلعه ا.‏ فسُمعت صرخات مخيفة من االنجليز.‏ أما االلمان فبكل هدوء<br />

ظلوا يواصلون الترنيم . وبعد ذلك سألت واحدا منهم قائال:‏ ‏”ألم تكن خائفا؟“‏ فأجابني قائال:‏ ‏”شكرا هلل فأنا لم أكن<br />

خائفا“‏ فعدت أسأله:‏ ‏”ولكن ألم يكن أوالدكم ونساؤكم خائفين؟“‏ فقال بكل لطف:‏ ‏”كال،‏ ألن نساءنا وأوالدنا ال يخافون<br />

الموت“‏ .)٢٣٠( 285.2}{ GC<br />

ولدى وصولهم الى سافانا مكث وسلي مع المورافيين وقتا قصيرا وقد أثر فيه سلوكهم المسيحي تأثيرا عميق ا.‏<br />

وعلى نقيض الرسميات الميتة التي كانت تُرى في كنيسة انجلترا كتب عن احدى خدماتهم الدينية يقول:‏ ‏”ان البساطة<br />

العظيمة والوقار الذي شمل الخدمة كلها كادا ينسيانني االلف والسبع مئة سنة السالفة فتصورت نفسي وسط احدى تلك<br />

الجماعات التي لم يكن فيها وجود للرسميات أو المقامات،‏ بل كان يرأس االجتماع بولس صانع الخيام أو بطرس<br />

الصياد؛ ولكن في تلك الخدمات كان يتجلى الروح والقوة“.‏ }{285.3 GC<br />

المسيح وحده<br />

وبعدما عاد وسلي الى انجلترا توصل تحت ارشاد واعظ مورافي الى ادراك أكمل لعقيدة الكتاب . وقد اقتنع أ نه<br />

ينبغي له أن ينبذ كل استناد إلى أعماله للخالص ويتكل بالتمام على ‏”حمل هللا الذي يرفع خطيئة العالم“.‏ وفي اجتماع<br />

من اجتماعات المورافيين في لندن قرئ بيان من بيانات لوثر فيه يصف التغيير الذي يحدثه روح هللا في قلب المؤمن<br />

. واذ كان وسلي يسمع اضطرام االيمان في نفسه،‏ وفي ذلك يقول:‏ ‏”لقد أحسست بقلبي يسخن ويتحمس،‏ وأحسست<br />

أنني قد اتكلت على المسيح وحده الجل الخالص وأُعطي لي اليقين بأنه قد رفع عني خطاياي،‏ نعم خطاياي أنا،‏<br />

وأنقذني من ناموس الخطيئة والموت“‏ )٢٣١(. }{286.1 GC<br />

132

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!