21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

178<br />

عن مسيا كملك أرضي موشك أن يسمو باسرائيل الى عرش امبراطورية مسكونية،‏ فلم يستطيعوا أن يفهموا معنى<br />

أقواله المنبئة عن آالمه وموته.‏ }{383.1 GC<br />

كان المسيح نفسه قد أرسلهم بهذه الرسالة:‏ ‏”قد كمل الزمان واقترب ملكوت هللا فتوبوا وآمنوا باالنجيل“‏ ‏)مرقس<br />

وقد كانت تلك الرسالة مبنية على م ا ورد في االصحاح التاسع من نبوة دانيال . لقد أعلن المالك أن التسعة<br />

والستين أسبوعا ستمتد الى ‏”المسيح الرئىس“،‏ فكان التالميذ ينتظرون بآمال عالية وتوقعات مفرحة،‏ ويتوقون الى<br />

تثبيت ملكوت المسيح في اورشليم عندما يملك على كل االرض.‏<br />

GC 383.2}{<br />

: ٩<br />

.)١٥ : ١<br />

وقد كرزو ا بالرسالة التي سلمها المسيح اليهم مع أنهم هم أنفسهم لم يكونوا يفقهون معناه ا.‏ ففي حين أن اعالنهم<br />

ومناداتهم كانا مبنيين على ما ورد في ‏)دانيال ٢٥(، فانهم لم يروا في اآلية التالية من االصحاح نفسه ان المسيح<br />

كان سيقطع . فمنذ والدتهم كانوا قد وضعوا قلوبهم على مجد االمبراطورية االرضية المنتظرة،‏ وهذا جعل افهامهم<br />

تعمى عن تحديد النبوة وعن معنى كالم المسيح.‏ }{383.3 GC<br />

وقد قاموا بواجبهم في تقديم دعوة الرحمة الى األمة اليهودية،‏ وحينئذ فيما كانوا ينتظرون أن يروا سيدهم يعتلي<br />

عرش داود رأوه مقبوضا عليه كفاعل شر ومجلودا و مُستهزَ‏ أ به ومحكوما عليه بالموت ومعلقا على صليب جلجثة.‏<br />

فأي يأس وألم اعتصر قلوب اولئك التالميذ في أثناء االيام التي قضاها سيدهم مدفونا في القبر!‏ }{384.1 GC<br />

لقد جاء المسيح في الوقت المعلن عنه وعلى النحو الوارد في النبوة . وتمت شهادة الكتاب في كل تفاصيل خدمته .<br />

وهو كرز برسالة الخالص،‏ وكان كالمه كالم من ‏”له سلطان“.‏ وقد شهدت قلوب سامعيه بأنه مرسل من السماء.‏<br />

وشهدت كلمة هللا وروحه لعمل ابنه االلهي.‏<br />

عدم يقين<br />

GC 384.2}{<br />

ظل التالميذ متعلقين بمعلمهم الحبيب بمحبة ال تخمد . ومع ذلك فقد كانت عقولهم مكتنفة بالشكوك وعدم اليقين .<br />

وفي عذابهم النف سي لم يذكروا أقوال المسيح التي أشار فيها الى آالمه وموته . فاذا كان يسوع الناصري هو مسيا<br />

الحقيقي فهل كانوا هم يغوصون الى أعماق الحزن و الخيبة ؟ هذا هو السؤال الذي عذب نفوسهم عندما كان المخلص<br />

مضطجعا في القبر في أثناء ساعات اليأس في يوم ذلك السبت الفاصل بين موته وقيامته.‏ }{384.3 GC<br />

ولكن مع أن ليل الحزن تجمع بظلماته حول أتباع يسوع اولئك فانهم لم يكونوا متروكين . لقد قال النبي:‏ ‏”اذا<br />

جلست في الظلمة فالرب نور لي ... سيخرجني الى النور سأنظر بره“.‏ ‏”الظلمة ايضا ال تظلم لديك والليل مثل النهار<br />

يضيء . كالظلمة هكذا النور“.‏ لقد تكلم هللا قائال:‏ ‏”نور أشرق في الظلمة للمستقيمين“‏ ‏”وأسيَّر العمي في طريق لم<br />

يعرفوه ا.‏ في مسالك لم يدروها أمشيهم . أجعل الظلمة أمامهم نورا والمعوجات مستقيمة . هذه االمور أفعلها وال<br />

؛ إشعياء ٤٢<br />

؛ مزمور ١٣٩<br />

GC 384.4}{ .)١٦ :<br />

: ١٢ ؛ ٤ : ١١٢<br />

أتركهم“‏ ( ميخا ٨ : ٧ و ٩<br />

ان االعالن الذي اطلقه التالميذ باسم الرب كان صحيحا بكل تفاصيله،‏ والحوادث التي كان يشير اليها كانت حادثة<br />

حينئذ.‏ ‏”قد كمل الزمان واقترب ملكوت هللا“،‏ هذه كانت رسالتهم . فعند انتهاء التسعة والستين أسبوعا<br />

قبل المسيح مسحة الروح القدس بعد معموديته<br />

المذكورة في ‏)دانيال ٩( التي كانت ستمتد الى مسيا<br />

على يدي يوحنا في االردن . ‏”وملكوت هللا“‏ الذي أعلنوا أنه قد اقترب توطدت دعائمه بموت المسيح . هذا الملكوت<br />

لم يكن ملكوتا ارضيا كما كانوا قد تعلموا واعتقدو ا.‏ وال ك ان هو ذلك الملكوت الدائم في المستقبل الموشك أن يقام<br />

عندما ‏”المملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي“،‏ ذلك الملكوت االبدي الذي<br />

فيه ‏”جميع السالطين اياه يعبدون ويطيعون“‏ ‏)دانيال ٢٧(. ان ما يعبَّر عنه في الكتاب المقدس بالقول ‏”ملكوت<br />

هللا“‏ يستخدم للداللة على ملكوت النعمة وملكوت المجد كليهم ا.‏ ان بولس يرينا ملكوت النعمة في الرسالة الى<br />

العبرانيين.‏ فبعدما يشير الى المسيح الشفيع الرحيم الذي ‏”يرثي لضَعفاتنا“‏ يقول الرسول:‏ ‏”فلنتقدم بثقة الى عرش ا<br />

‏”الزمان“‏ —<br />

‏”الممسوح“‏ —<br />

: ٧

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!