21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

11<br />

هذا الكالم يصف بكل أمانة ودقة سكان اورشليم الفاسدين واالبرار في اعين انفسهم . ففي حين كانوا يدَّعون انهم<br />

يحفظون وصايا هللا وشريعته بكل تدقيق وصرامة كانوا في الحقيقة يتعدون كل مبادئه ا.‏ لقد ابغضوا المسيح الن<br />

طهارته وقداسته كشفتا عن اثمهم،‏ واتهموه بانه هو السبب في كل المتاعب والمصائب التي حاقت بهم جزاء لهم على<br />

خطاياهم . فمع علمهم واقتناعهم بانه منزه عن الخطيئة اعلنوا ان موته كان امراً‏ الزماً‏ لضمان سالمة االمة . فقد قال<br />

رؤساء اليهود:‏ ‏”ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وامتنا“‏<br />

ضُحي بالمسيح ألمكن ان يصبحوا امة قوية متحدة من جديد . وأخذوا يتحاجون ثم اجمعوا على العمل بقرار رئيس<br />

كهنتهم انه خير لهم ان يموت انسان واحد عن الشعب وال تهلك االمة كلها.‏<br />

‏)يوحنا .)٤٨ : ١١ فلو<br />

: ٣<br />

GC 31.3}{<br />

“<br />

”<br />

وهكذا نجد ان رؤساء اسرائيل يبنون صهيون بالدماء واورشليم بالظلم ‏)ميخا ١٠(. ومع ذلك ففي حين<br />

قتلوا مخلصهم النه وبخ خطاياهم فقد جعلهم برهم الذاتي يعتبرون انفسهم شعب هللا المختار المنعم عليه وانتظروا انه<br />

سينقذهم من اعدائهم . وهنا يستطرد النبي فيقول:‏ ‏”لذلك بسببكم تفلح صهيون كحقل وتصير اورشليم خربا وجبل<br />

البيت شوامخ وعر“‏<br />

صبر للاّ‏<br />

: ١٣<br />

“<br />

‏)ميخا .)١٢ : ٣ 32.1}{ GC<br />

”<br />

أخَّر الرب يوم حساب المدينة واالمة ما يقرب من أربيعن سنة بعدما نطق المسيح بحكم الدينونة عليهم ا.‏ وكان<br />

صبر ‏ّللاّ‏ على رافضي انجيله وقاتلي ابنه عظيماً‏ ومدهشاً‏ جد اً.‏ ان مثل التينة العقيمة كان يمثل معاملة ‏ّللاّ‏ لالمة<br />

اليهودية.‏ لقد صدر االمر قائال:‏ اقطعها.‏ لماذا تبطل االرض ايضاً‏ ‏)لوقا ٧(. لكنّ‏ رحمة ‏ّللاّ‏ أمهلتها وقتاً‏<br />

أطول . كان ال يزال يوجد بين اليهود جماعة جهلوا صفات المسيح وعمله . ولم تتح لالبناء الفرصة،‏ وال اعطي لهم<br />

النور الذي قد رفضه آباؤهم . وعن طريق كرازة الرسل ورفاقهم قصد ‏ّللاّ‏ ان يشرق بنوره عليهم،‏ وان يُسمح لهم بان<br />

يروا كيف تمت النبوات ليس فقط في ميالد المسيح وحياته بل ايضاً‏ في موته وقيامته . ولم تلحق باالبناء دينونة<br />

آبائهم،‏ ولكن مع علمهم بكل النور المعطى آلبائهم فاذ رفضوا الم منوح لهم من جديد صاروا شركاء آبائهم في<br />

خطاياهم ومألوا مكيال اثمهم.‏ }{32.2 GC<br />

أمة استفحل شرها<br />

ان صبر هللا على اورشليم جعل اصرار الشعب على قساوة قلوبهم يزداد،‏ فببغضهم تالميذ يسوع وقسوتهم عليهم<br />

رفضوا آخر هبات الرحمة . حينئذ رفع هللا عنهم يده الحارسة الواقية،ورفع قوته الرادعة للشيطان ومالئكته،وبذلك<br />

تُركت االمة تحت سيطرة القائد الذي اختارته لنفسه ا.لقد ركل بنوها نعمة المسيح،‏ التي كان يمكنها ان تعينهم على<br />

اخضاع اهواء قلوبهم الشريرة،‏ اما اآلن فقد انتصرت عليهم تلك األهواء ‏.وأثار الشيطان أقسى شهوات نفوسهم<br />

وأحطه ا.‏ لم يعد الن اس يركنون الى التعقل،اذ لم تبق لهم عقول،بل تحكمت فيهم االهواء والغضب االعمى . لقد<br />

امسوا كالشياطين في قسوتهم . ففي العائلة وفي االمة وبين اعلى الطبقات وادناها على السواء استشرى الشك والحسد<br />

والكراهية والخصام و<strong>التمرد</strong> وجرائم القتل . ولم يكن يوجد امان في اي مكان.‏ فاالصدقاء واالقرباء كانوا يسلمون<br />

بعضهم بعض اً.‏ ولقد ذبح الوالدون اوالدهم كما ذبح االوالد والديهم،‏ ولم يستطع رؤساء اسرائيل ان يضبطوا انفسهم،‏<br />

فلقد جعلتهم انفعاالت الغضب الجامحة قوماً‏ طغاة . لقد رحَّب اليهود با لشهادات الكاذبة إلدانة ابن هللا البار،‏ واآلن ها<br />

هي االتهامات الكاذبة قد جعلت حياتهم تحت رحمة االقدار وغير مضمونة.‏ انهم بأفعالهم كانوا يقولون:‏ ‏”اعزلوا من<br />

امامنا قدوس اسرائيل“‏ ‏)اشعياء ١١(. واآلن ها هم يجابون الى طلبهم . فما عاد خوف هللا يزعجهم،‏ وصار<br />

الشيطان على رأس تلك االمة،‏ وخضعت لسلطانه أعلى السلطات المدنية والدينية.‏ }{32.3 GC<br />

: ٣٠<br />

في بعض االحيان كان رؤساء االحزاب المتعادية يتفقون على نهب ضحاياهم التعساء وتعذيبهم،‏ وبعد ذلك كانت<br />

قواتهم ترتد بعضها على بعض،‏ فيذبح احدهم اآلخر من دون رحمة . بل حتى قدسية الهيكل لم تكن كافية لردعهم عن<br />

أعمالهم الوحشية الرهيبة . فقد كان العابدون يسقطون صرعى امام المذبح،‏ وهكذا تنجس المقدس بجثث القتلى . ومع

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!