21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

144<br />

ولَّت روح الحرية بذهاب الكتاب المقدس . فأينما قبل الناس االنجيل استيقظت عقولهم . فبدأوا يطرحون عنهم<br />

أصفاد الجهل والرذيلة والخرافات التي استرقتهم طويال . وبدأوا يفكرون ويعملون كما يعمل عقالء الناس . ورأى<br />

الملوك ذلك فارتعدوا فرقا خوفا من زوال ظلمهم واستبدادهم.‏ }{309.4 GC<br />

ولم تتباطأ روما في اضرام حسدهم ومخاوفهم.‏ لقد قال البابا لحاكم فرنسا في عام ١٥٢٥: ‏”ان هذا الجنون<br />

‏)البروتستانتية(‏ لن يكتفي بازعاج الدين وتدميره،‏ ولكنه مقبل على تدمير كل الرياسات واالشراف والقوانين واألنظمة<br />

والمقامات أيضا“‏ )٢٥١(. وبعد ذلك بسنوات قليلة أنذر أحد سفراء البابا الملك قائال:‏ ‏”ال تضل يا موالي . ان<br />

البروتستا نت سيقبلون ويدمرون كل النظم المدنية والدينية...‏ ان العرش مهدد بالخطر،‏ كالمذبح سواء بسواء ...<br />

فإدخال دين جديد سيتبعه حتماً‏ إدخال حكومة جديدة“‏ )٢٥٢(. واستغاث الالهوتيون بتعصبات الشعب فأعلنوا أن<br />

العقيدة البروتستانتية ‏”تستميل الناس الى قبول البدع والجهل،‏ وتسلب الملك محبة رعاياه ووالءهم،‏ وتدمر الكنيسة<br />

والدولة“.‏ وهكذا أفلحت روما في تعبئة فرنسا لمحاربة االصالح.‏ ‏”لقد جُرد سيف االضطهاد في فرنسا أوال لمعاضدة<br />

العرش وحفظ النبالء واالبقاء على القوانين“‏ )٢٥٣(.<br />

سياسة قاتلة<br />

GC 310.1}{<br />

ما أقل ما كان يعرف حكام البالد مما يخبئه لهم الغيب من نتائج تلك السياسة المشؤومة الخرقاء!‏ كان الكتاب<br />

المقدس سيغرس في عقول الشعب وقلوبهم مبادئ العدالة واالعتدال والحق والمساواة واالحسان وحب الخير التي هي<br />

حجر الزاوية في بناء نجاح االمة ورخائها وازدهارها:‏ ‏”البر يرفع شأن األمة“،‏ وبه ‏”يثبت الكرسي“‏ ‏)أمثال<br />

؛ ١٢(. ‏”ويكون صنع العدل سالما“‏ ‏ِّد ‏”سكونا وطمأنينة الى االبد“‏ ‏)اشعياء ١٧(. ومن يطيع<br />

شريعة هللا ال بد أن يحترم ويطيع شرائع بالده.‏ ومن يخاف هللا يكرم الملك وهو يستخدم كل سلطاته العادلة الشرعية.‏<br />

لكنّ‏ فرنسا التعسة حرَّ‏ مت اقتناء الكتاب المقدس وحرمت ونفت كل تالميذه.‏ فمن قرن الى قرن حدث ان الرجال ذوي<br />

المبادئ السليمة المستقيمة والذكاء الخارق والخلق القويم،‏ الذين اوتوا شج اعة جعلتهم يجاهرون باقتناعاتهم وايمانا<br />

اعانهم على احتمال اآلالم الجل الحق،‏ أُرهِّقوا كأرقاء في السفن أو هلكوا حرقا بالنار أو بلي لحمهم وعظامهم في<br />

ظلمات السجون . وقد وجد ألوف وألوف أن النجاة في الهروب،‏ وظلت الحال هكذا مدى سنة بعد بدء<br />

: ١٤<br />

٢٥٠<br />

: ٣٢<br />

، ويولّ‏<br />

: ١٦<br />

٣٤<br />

االصالح.‏ 310.2}{ GC<br />

هروب أنبل المواطنين الفرنسيين<br />

‏”وندر ان كان هنالك جيل من الفرنسيين مدى تلك الحقبة الطويلة لم يشهد تالميذ االنجيل وهم يفرون أمام هياج<br />

المضطهدين المجنون حاملين معهم الذكاء والفنون و العمل والنظام التي تفوقوا فيها تفوقا عظيما ليغنوا بها البلدان<br />

التي لجأوا اليها.‏ وبقدر م ا أغدقوا من هذه الهبات على الممالك االخرى حُرم وطنهم منها.‏ ولو أن كل ما نُقل من<br />

فرنسا بقي فيها،‏ ولو بقيت المهارة الصناعية التي كان يملكها هؤالء المنفيون لتزرع أرضها مدى هذه الثالث مئة<br />

سنة،‏ ولو ظلت هواياتهم الفنية تُصلح من شأن صناعاتها مدى تلك السنين،‏ ولو أنه في خالل هذه السنين الطوال<br />

استخدم ذكاؤهم وقوة ابتكارهم وقوتهم التحليلية العقلية في إغناء آدابهم وغرس علومهم،‏ ولو كانت حكمتهم تهدي<br />

بالدهم في مشوراتها،‏ وشجاعتهم تخوض معاركها،‏ ومساواتهم وع دالتهم تكوِّّن شرائعها،‏ ولو أن ديانة الكتاب<br />

المقدس كانت تقوي عقول الشعب وتتحكم في ضمائرهم فما كان أعظم المجد الذي كان اليوم يطوق عنق فرنسا!‏ وكم<br />

كانت تصير بالدا عظيمة وناجحة وسعيدة!‏ وكم كانت تصير نموذجا عظيما تنسج على منواله كل االمم!‏ { GC<br />

311.1}<br />

‏”لكنّ‏ التعصب العنيد االعمى طرد من أرضها كل معلم للفضيلة وكل بطل من أبطال النظام وكل مدافع أمين يذود<br />

عن العرش.‏ فألولئك الرجال الذين كانوا يستطيعون أن يجعلوا بالدهم ‏”اسما ومجدا“‏ في االرض،‏ قال التعصب:‏<br />

اختاروا واحدا من هذين:‏ الحرق أو النفي.‏ وأخيرا اكتمل خراب االمة لم يبقَ‏ هنالك رجل ذو ضمير ليُحرم،‏ وال رجل

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!