21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

في كل العالم المسيحي كانت البروتستانتية مهددة باعداء أقوياء مرعبين . فاذ احرز االصالح أول انتصاراته<br />

عبأت روما قوات جديدة على أمل أن تقضي عليه بالدمار.‏ وفي هذا الوقت أنشئت رهبنة اليسوعيين ‏)الجزويت(‏ وهي<br />

أقسى أبطال البابو ية الفاسدين وأقواهم . فاذ انقطعوا عن كل الصالت األرضية وبُتروا من كل المصالح البشرية<br />

واميتوا عن مطالب العاطفة الطبيعية وابكموا العقل والضمير،‏ فانهم لم يكونوا يعرفون قانونا وال صلة عدا قوانين<br />

رهبانيتهم وصِّ‏ التها،‏ ولم يكونوا يعرفون واجبا غير واجب نشر سلطانها ‏)انظر التذييل(.‏ لكنّ‏ انجيل المسيح كان قد<br />

اعان معتنقيه على مواجهة االخطار واحتمال اآلالم وعدم استهابة البرد أو الجوع أو التعب أو الفقر،‏ وعلى رفع راية<br />

الحق في وجه آالت التعذيب أو السجون أو النار المحرقة . فلكي ينازل الجزويت هذه القوات أضرموا قلوب تابعيهم<br />

بنار التعصب الذي أعانهم على احتمال مثل تلك المخاطر واستخدام كل قوى الخداع لمقاومة قوة الحق . فلم يتورعوا<br />

عن ارتكاب أفظع الجرائم أو استخدام أحط أساليب الخداع أو الغش المتعددة االشكال . ومع كونهم قد نذروا ان<br />

يعيشوا عيشة الفقر واالتضاع مدى الحياة فقد كان هدفهم المد روس<br />

أن يحرزوا الثروة والسلطان وأن يكرسوا جهودهم لتدمير البروتستانتية ويوطدوا دعائم السيادة<br />

GC<br />

البابوية.‏ {<br />

260.2}<br />

تزيّا هؤالء الرهبان بقناع القداسة فبدأوا بزيارة السجون والمستشفيات،‏ وكانوا يخدمون المرضى والفقراء،‏<br />

ويقررون أنهم قد نبذوا العالم وهم يحملون اسم يسوع المقدس الذي جال يصنع خير اً.‏ ولكن تحت هذا المظهر<br />

الخارجي الذي ال غبار عليه كانت تختفي أرهب النوايا االجرامية المميتة . وقد كان من المبادئ االساسية لهذه<br />

الرهبنة ‏”ان الغاية تبرر الوسيلة“.‏ وبناء على هذا المبدأ كان الكذب والسرقة و يمين الزور وجرائم االغتيال،‏ فضال<br />

عن كونها مغتفرة،‏ تُعتبر اعماال حميدة وجليلة ما دامت تخدم مصالح الكنيسة . وتحت كثير من أشكال التنكر زحف<br />

الجزويت الى وظائف الدولة وجعلوا يتسلقون حتى صار بعضهم مستشارين للملوك،‏ وص اروا يشكلون سياسة<br />

الدول . وكان بعضهم يعملون كخدم ليتجسسوا على سادتهم . وقد اقاموا كليات البناء االمراء والنبالء ومدارس لعامة<br />

الشعب،‏ وكان أبناء البروتستانت يُجبرون على حفظ الطقوس البابوية . هذا،‏ وقد استخدمت كل مظاهر االبهة والفخ<br />

امة الخارجية لتربك عقول االوالد وتذهل وتأسر أفكارهم،‏ وهكذا خان االبناء عهود آبائهم وأسلموا الحرية التي في<br />

سبيلها تعب آباؤهم واستنزفوا دماءهم.‏ وبسرعة عظيمة توسّع الجزويت في كل أوروبا وأينما حلوا انتعشت<br />

البابوية.‏<br />

GC 261.1}{<br />

وفي سبيل زيادة سطوتهم وسلطانهم صدرت براءة بابوية بإعادة محاكم التفتيش ‏)انظر التذييل(.‏ وعلى الرغم من<br />

نفور الشعب الكاثوليكي نفسه وكراهيتهم لهذه المحكمة المخيفة فقد أقامها الحكام البابويون ثانية،‏ وارتكبت في أعماق<br />

السجون السرية فظائع أرهب من أن تواجه النور . وفي ممالك كثيرة قُتل الوف فوق الوف أو أجبروا على الهرب<br />

الى بلدان اخرى،‏ وهم من زهرة االمة الذين كانوا أطهر وأشرف الناس وأعالهم ثقافة وأسماهم علما وخلقا وأتقاهم،‏<br />

من الرعاة المكرسين والمواطنين الكادحين المحبين للوطن واالساتذة العباقرة والفنانين الموهوبين والصناع<br />

المهرة.‏<br />

GC 261.2}{<br />

انتصارات لالصالح<br />

هذه ه ي الوسائل التي استخدمتها روما الطفاء نور االصالح وحرمان الناس من الكتاب المقدس وابقاء جهالة<br />

العصور المظلمة وخرافاتها جاثمة على الصدور . ولكن ببركة هللا وجهود أولئك الرجال االشراف الذين أقامهم هللا<br />

ليخلفوا لوثر لم تُقهر البروتستانتية ولم تُعزى قوتها الى فضل اسلحة االمراء . لقد صارت اصغر البلدان واحقر االمم<br />

واصغرها وأقلها قوة معاقل له ا.‏ كانت جنيف الصغيرة واحدة من تلك المدن التي كانت في وسط أعداء أشداء<br />

يتآمرون على هالكه ا.‏ وكذلك البالد الوطيئة ‏)هولندا(‏ بشواطئها الرملية في بحر الشمال صارعت ضد طغيان اسبانيا<br />

121

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!