21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

45<br />

واخيرا قال:‏ ‏”مَن تظنون انكم تحاربون؟ أشيخا فانيا يترنح وهو واقف على حافة القبر؟ كال فأنتم انما تحاربون<br />

الحق،‏ الحق الذي هو أقوى منكم والذي سيقهركم“‏ )١٤(. واذ قال هذا خرج من ذلك االجتماع ولم يحاول احد من<br />

خصومه ان يمنعه من الخروج.‏ }{101.3 GC<br />

أوشك عمل ويكلف أن ينتهي،‏ وراية الحق التي حملها طويال كان ال بد أن تسقط من يده ولكن كان عليه ان يشهد<br />

لإلنجيل مرة اخرى . كان ال بد له من أن يعلن الحق من معقل مملكة الضالل نفسه . فلقد أستُدعي ويكلف ليحاكم أمام<br />

المحكمة البابوية في روما التي ق د سفكت دم القديسين مدرارا مرارا عديدة،‏ ولم يكن يجهل الخطر المحدق به ومع<br />

ذلك فقد كان يرغب في اطاعة ذلك االخطار لوال ان مرض الفالج المفاجئ الذي اصيب به قد حال بينه وبين القيام<br />

بتلك الرحلة . ولكن مع أن صوته لم يُسمع في روما فقد كان يستطيع أن يتكلم بواسطة الرسائل،‏ وهذا ما عقد العزم<br />

على عمله . فمن ابروشيته كتب ذلك المصلح رسالة الى البابا،‏ تلك الرسالة التي وان كانت تبدو فيها نغمة االحترام<br />

والروح المسيحية فقد كانت توبيخا جارحا للسدة البابوية على ابهتها وكبريائها.‏ }{101.4 GC<br />

قال:‏ ‏”انه مما يبهج قلبي حقا أن أجاهر معلنا،‏ لكل انسان،‏ االيمان الذي اعتنقه،‏ وعلى الخصوص أمام أسقف<br />

روما،‏ الذي بكل رضى وسرور سيثبتني في هذا اإليمان لكوني اعتقد انه سليم وحقيقي،‏ وان كان خطأ<br />

فليصلحه.‏ 102.1}{ GC<br />

‏”فانا اعتقد اوال ان انجيل المسيح هو شريعة هللا الكاملة ... وأعتبر أن أسقف روما من حيث انه نائب المسيح على<br />

اال رض مرتبط بشريعة االنجيل هذه اكثر من جميع الناس . الن العظمة بين تالميذ المسيح ال تنحصر في السيادة<br />

والكرامات العالمية بل في اتباع المسيح بكل دقة وعن أقرب قرب في حياته وتصرفاته...‏ ان المسيح مدى سني<br />

غربته هنا على االرض عاش كأفقر انسان،‏ محتقرا وطارحا عنه كل سلطان وكرامة عالمية...‏ }{102.2 GC<br />

ال سالم اال في اتّ‏ ‏ِّباع المسيح<br />

‏”ينبغي لكل انسان أمين اال يتبع البابا نفسه او اي ا من القديسين اال في االمور التي يكون فيها تابعا للرب يسوع<br />

المسيح . الن بطرس وأبني زبدى اذ كانوا يشتاقون الى الحصول على الكرامة العالمية،‏ ما هو على نقي ض اتّ‏ ‏ِّباع<br />

خطوات المسيح،‏ فقد أخطأوا.‏ ففي تلك االخطاء ال يصلحون الن يكونوا مُثال تحتذى...‏ }{102.3 GC<br />

‏”ينبغي للبابا أن يترك للسلطات الدنيوية كل سيادة وحكم زمني.‏ وألجل ذلك عليه ان يرعى بحق اكليروسه كافة<br />

وينصحه،‏ ألن هذا ما فعله المسيح وعلى الخصوص بواسطة رسله . ولذلك فان كنت قد اخطأت في أي من هذه<br />

االمور فانا بكل تواضع اخضع لكل تأديب،حتى للموت اذ دعت الضرورة.‏ }{102.4 GC<br />

ولو كنت اسعى وفقا الرادتي او رغبتي الشخصية لتقدمت بكل تأكيد للمثول امام اسقف روم ا.‏ لكنّ‏ الرب قد<br />

افتقدني على عكس ذلك،‏ وعلمني ان اطيع هللا باالحرى ال الناس“.‏ }{103.1 GC<br />

وفي ختام ر سالته قال:‏ ‏”لنصل الى هللا طالبين منه ان يوقظ البابا واربان السادس،‏ وقد بدأ خدمته،‏ حتى يتبع بكل<br />

أمانة هو وكل رجال االكليروس مثال الرب يسوع المسيح في الحياة والعادات،‏ وحتى يعلموا الشعب،‏ على نحو فعال<br />

مجدٍ،‏ أن يتبعوا المسيح هم ايضا في الحياة والعادات“‏ )١٥(. }{103.2 GC<br />

وهكذا قدم ويكلف للبابا وكرادلته وداعة المسيح وتواضعه،‏ مستعرضا ال امامهم فقط بل ايضا امام العالم المسيحي<br />

اجمع،‏ الفرق بينهم وبين السيد الذي ادعوا انهم يمثلون.‏ }{103.3 GC<br />

كان ويكلف يتوقع بكل تأكيد ان يبذل حياته ثمن والئه لسيده،‏ فلقد اتحد الملك مع البابا واالساقفة على اهال كه.‏<br />

وبدا اكيدا انه بعد شهور قليلة على االكثر سيموت احتراقا،‏ لكنّ‏ شجاعته لم تضعف وال فُلَّت عزيمته . فقد قال لبعض<br />

من حوله:‏ ‏”ما لكم تتحدثون عن طلب اكليل االستشهاد كأنه بعيد؟ انكم اذا بشّرتم بانجيل المسيح على مسامع االساقفة

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!