21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

65<br />

عندما اعطى سيمون الساحر الرسلَ‏ امواال ليشتري منهم القوة على اجراء المع جزات قال له بطرس:‏ ‏”لتكن<br />

فضتك معك للهالك ألنك ظننت أن تقتني موهبة هللا بدراهم“‏ : ٢٠(. لكنّ‏ آالفا من الناس المتلهفين تمسكوا<br />

بعرض تتزل هذا،‏ فكان ينصبّ‏ في خزائنه سيل من الذهب والفضة . ان الخالص الذي يمكن شراؤه بالمال أسهل من<br />

ذاك الذي يتطلب التوبة وااليم ان والمجاهدة في مقاومة الخطيئة واالنتصار عليها ‏)انظر التذييل(.‏ }{142.2 GC<br />

‏)اعمال ٨<br />

ولقد قاوم رجال العلم والتقوى تعليم الغفرانات هذا في الكنيسة الرومانية،‏ كما وجد كثيرون ممن كانوا ال يؤمنون<br />

باالدعاءات التي ال يقرها العقل أو الوحي االلهي.‏ ولكن لم يكن هنالك اسقف واحد لديه الجر أة الكافية التي تجعله<br />

يرفع صوته محتجا على تلك التجارة اآلثمة . غير ان عقول الناس كان يساورها االضطراب وعدم االطمئنان . وقد<br />

بدأ كثيرون يتساءلون في لهفة وشوق عما اذا لم يكن هللا عازما على أن يستخدم انسانا كوسيلة لتطهير كنيسته.‏<br />

GC {<br />

142.3}<br />

ومع أن لوثر كان أعظم البابويين تعص با،‏ فقد امتأل رعبا من األدعاءات التجديفية التي تنطوي عليها المتاجرة<br />

بصكوك الغفران . كان كثيرون من المواظبين على سماع عظاته قد اشتروا بعض تلك الصكوك . وسرعان ما عادوا<br />

الى راعيهم معترفين بخطاياهم المتعددة . وكانوا ينتظرون الغفران ال ألنهم قد تابوا أو يرغبون في اصالح حياتهم بل<br />

على أساس صكوك الغفران،‏ فأبى لوثر أن يمنحهم الغفران،‏ وأنذرهم أنهم ما لم يتوبوا ويصلحوا حياتهم فال بد من<br />

هالكهم في خطاياهم . ففي ارتباك عظيم عادوا الى تتزل يشتكون رفض معَّرفهم قبول صكوكه،‏ وبعض منهم طلبوا<br />

اليه بكل جرأة أن يعيد اليهم نقودهم . فامتأل الراهب غضبا وجعل يقذف أرهب اللعنات . ثم أمر باشعال نار في<br />

الميادين العامة وأعلن أنه ‏”قد حصل على تفويض من البابا بحرق كل الهراطقة الذين يتجرأون على مقاومة صكوك<br />

الغفران المقدسة التي يبيعها“‏ )٥٧(.<br />

بطل من ابطال الحق<br />

GC 143.1}{<br />

باشر لوثر عمله بشجاعة كمدافع عن الحق.‏ وسمُع صوته من المنبر وهو يوجه الى سامعيه إنذاراً‏ حاراً‏ مقدساً‏ .<br />

وقد شرح للشعب ان الخطيئة كريهة جدا،‏ وعلمهم انه يستحيل على االنسان بأعماله ان يقلل من جرمها أو يفلت من<br />

قصاصه ا.‏ وال شيء يخلص الخاطئ غير التوبة الى هللا وااليمان بالمسيح . ونعمة المسيح ال يمكن شراؤها،‏ فهي هبة<br />

مجانية . ثم نصح الشعب بأال يشتروا صكوك الغفران بل ان ينظروا بااليمان الى الفادي المصلوب . واخبرهم عن<br />

اختباره المؤلم المرير في محاولته الفاشلة الحصول على الخالص باذ الله نفسه واعماله التكفيرية،‏ واكد لسامعيه انه<br />

قد حصل على السالم والفرح لكونه صرف نظره عن نفسه وآمن بالمسيح.‏ }{143.2 GC<br />

واذ ثابر تتزل على تجارته ونشر ادعاءاته االلحادية عوَّ‏ ل لوثر على االقدام على احتجاج افعل ضد هذه الفضائح<br />

الصارخة وقد عرضت لذلك فرصة مؤاتية وسريعة.‏ كانت توجد في كنيسة القلعة في وتنبرج كثير من الذخائر التي<br />

كانت تعرض على الشعب في بعض االيام المقدسة الخاصة،‏ وكان يُمنح غفران كامل لكل من كانوا يزورون الكنيسة<br />

حينئذ ويقدمون اعترافاتهم . ولذلك كان الناس يفدون اليها افو اجا في تلك المناسبات،‏ ومن أهمها عيد ‏”جميع<br />

القديسين“‏ الذي كان قد حان ميعاده . ففي عشية العيد انضم لوثر الى تلك الجموع التي كانت في طريقها الى الكنيسة<br />

وألصق على بابها ورقة كتب عليها خمسة وتسعين برهانا ضد صكوك الغفران . وقد أعلن استعداده لمناقشة كل من<br />

يعارض هذه البراهين،‏ ومباحثة كل من يخالفه الرأي في الجامعة في اليوم التالي.‏ }{143.3 GC<br />

استرعت مقترحاته انتباه الجميع . وقرئت مرارا وتكرارا في كل اتجاه فحدث اهتياج عظيم في الجامعة وفي كل<br />

المدينة . وقد برهنت هذه المباحث ان سلط ة غفران الخطيئة والتجاوز عن القصاص لم تُمنح للبابا او إلنسان آخر .<br />

ان ذلك النظام كله حكاية مضحكة وحيلة البتزاز المال بالتحايل على خرافات الشعب،‏ وهو خدعة شيطانية إلهالك<br />

نفوس كل من يثقون بتلك االدعاءات الكاذبة . وتبرهن بكل وضوح ايضا ان انجيل المسيح هو اثمن ذخر في الكنيسة،‏<br />

وان نعمة هللا المعلنة فيه موهوبة مجانا لكل من يطلبونها بتوبة وايمان.‏<br />

GC 144.1}{

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!