21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

يواصلون المقاومة<br />

13<br />

ان قوات اليهود التي تطارد سستيوس وجيشه هجمت على مؤ خرة ذلك الجيش بوحشية عظيمة بحيث تهددوهم<br />

بالفناء التام . وبصعوبة عظيمة امكن الرومان ان يتقهقرو ا.‏ اما اليهود فقد نجوا بال خسارة تُذكر،‏ ثم عادوا الى<br />

اورشليم منتصرين وهم يحملون غنيمتهم . لكنّ‏ هذا النجاح الظاهري لم يجلب لهم غير الشر،‏ فقد مألهم ذلك الفوز<br />

بروح االصرار على المقاومة العنيفة للرومان،‏ مما جلب على تلك المدينة المقضي عليها ويالت مروِّّعة<br />

وسريعة.‏ 36.1}{ GC<br />

عندما استأنف تيطس الحصار حلت باورشليم كوارث هائلة . وقد وقع الحصار على المدينة في ايام عيد الفصح<br />

عندما كان ماليين من الشعب مجتمعين داخل اسواره ا.‏ غير ان مخازن المؤونة التي كانت في حوزتهم والتي لو<br />

حرصوا عليها لكانت تكفيهم عدة سنين،‏ كانت قد اتلفت بسبب حسد رجال االحزاب المتنازعين وانتقاماتهم المتبادلة .<br />

واآلن الناس يجوزون في كل اهوال المجاعة المخيفة،‏ فقد بيع مكيال القمح بوزنة من المال . وكانت وخزات الجوع<br />

على الناس شديدة بحيث انهم كانوا يقضمون مناطقهم الجلدية ونعالهم وأغطية دروعهم . وكثيرون من الناس كانوا<br />

يتسللون الى خارج االسوار تحت ستار الظالم ليجمعوا النباتات البرية النامية خارج االسوار،‏ لكنّ‏ كثيرين منهم قُبض<br />

عليهم وقتلوا بعد عذابات شديدة،‏ وا لذين عادوا اغتُصب منهم في غالب األحيان ما جمعوه بعد تلك المخاطرة العظيمة<br />

. ثم ان ذوي السلطان كانوا يوقعون عذابات وحشية رهيبة بالناس الذين عضهم الفقر بنابه لكي يغتصبوا مؤونتهم<br />

القليلة التي اخفوه ا.‏ وكانوا في غالب األحيان يلجأون الى ضروب القسوة هذه،‏ مع انهم كانوا قوماً‏ شباعى،‏ وكان<br />

همهم ان يختزنوا المؤونة لاليام الالحقة.‏ }{36.2 GC<br />

هلكت آالف االنفس بالجوع والوباء . وقد بدا كأن المحبة الطبيعية قد انتزعت وتالشت.‏ فلقد سلب االزواج<br />

زوجاتهم والزوجات ازواجهن . وكان األوالد يختطفون الطعام من أفواه والديهم الطاعنين في السن . والسؤال الذي<br />

ألقاه النبي حين قال:‏ ‏”هل تنسى المرأة رضيعها“‏ وجد له جواباً‏ في داخل اسوار تلك المدينة المقضي عليها بالهالك:‏<br />

‏”ايادي النساء الحنائن طبخت اوالدهن.‏ صاروا طعاماً‏ لهن في سحق بنت شعبي“‏ ‏)اشعياء ؛ مراثي<br />

١٠(. وكذلك تم انذار النبوة المعطى قبل ذلك باربعة عشر قرناً‏ وهو الذي يقول:‏ ‏”المرأة المتنعمة فيك والمترفهة التي<br />

لم تجرب ان تضع اسفل قدمها على االرض للتنعم والترفه تبخل عينها على رجل حضنها وعلى ابنها وبنته ا...‏<br />

وبأوالدها الذين تلدهم ال نها تأكلهم سراً‏ في عوز كل شيء في الحصار والضيقة التي يضايقك بها عدوك في ابوابك“‏<br />

: ٤<br />

١٥ : ٤٩<br />

‏)تثنية ٥٦ : ٢٨ و .)٥٧ 36.3}{ GC<br />

هالك تام<br />

لقد حاول قواد الرومان ان يوقعوا الرعب في قلوب اليهود،‏ وهكذا يجعلونهم يستسلمون . واالسرى الذين قاوموا<br />

عندما اسرو ا جُلدوا وعذبوا وصلبوا امام سور المدينة . وكان مئات من الشعب يقتلون على هذا النحو كل يوم،‏ وظل<br />

ذلك العمل المخيف جارياً‏ حتى لقد نصبت صلبان في كل وادي يهوشافاط وفي جلجثة بكثرة عظيمة بحيث غدا السير<br />

بين تلك الصلبان متعذر اً.‏ فاللعنة التي نطقوا بها امام كرسي والية بيالطس حين قالوا:‏ ‏”دمه علينا وعلى اوالدنا“‏<br />

: ٢٥( حلت بهم بطريقة مرعبة جداً.‏<br />

GC 37.1}{<br />

‏)متى ٢٧<br />

كان تيطس يرغب كل الرغبة في ان يضع حداً‏ لتلك المشاهد المخيفة،‏ وهكذا ِّ ينحّي عن اورشليم كأس الهالك فال<br />

تشربه حتى الثمالة ‏.وامتأل قلبه رعباً‏ عندما رأى أكواماً‏ من الجثث في االودية ‏.وكمن هو ذاهل العقل تطلع من اعلى<br />

جبل الزيتون الى الهيكل الفخم الجميل وامر باال يمس حجر من احجاره ‏.وقبل ان يحاول امتالك هذا الحصن التمس<br />

بحرارة من رؤساء الهيود أال يجبروه على تدنيس ذلك المقدس بالدماء ‏.فاذا خرجوا للحرب في اي مكان آخر فلن<br />

يمس روماني واحد ذلك الهيكل او ينتهك حرمته . ثم ان يوسيفوس نفسه توسل اليهم بكل فصاحة وقوة اقناع ان<br />

يستسلموا،‏ وبذلك ينقذون انفسهم ومدينتهم ومعبدهم.‏ لكنّ‏ جوابهم على كل ذلك كان اللعنات المرة . وفيما كان

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!