21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

متدين ليحرق بالنار،‏ وال رجل محب لوطنه لينفى بعيدا“‏ )٢٥٤(. فكانت الثورة بكل رعبها هي النتيجة<br />

الوبيلة.‏<br />

ماذا بعد ذلك<br />

GC 311.2}{<br />

‏”واذ هرب الهيجونوت شمل فر نسا انحطاط عام . فالمدن الصناعية الزاهرة أصابها العطب والخراب،‏ واالقاليم<br />

الخصبة استحالت قفارا،‏ وأعقبت فترة النجاح غير العادي فترة جمود وبالدة عقلية وانحطاط خلقي.‏ وصارت باريس<br />

ملجأ كبيرا وبيتا من بيوت االحسان.‏ وقدَّر بعضهم أنه عند نشوب الثورة وُ‏ جد ألف صعلوك يستجدون الملك.‏<br />

لكنّ‏ الجزويت هم وحدهم الذين نجحوا وازدهرت أحوالهم من دون تلك االمة الخربة المتسوسة،‏ وقد تحكموا في<br />

الكنائس والمدارس والسجون وسفن الرقيق بطغيان رهيب“.‏ }{312.1 GC<br />

٢٠٠<br />

كان يمكن أن يأتي االنجيل لفرنسا بحل صحيح ناجع لكل مشاكلها السياسية واالجتماعية التي أربك ت كهنتها<br />

ومليكها ومشترعيها،‏ وأخيرا أودت باالمة الى الفوضى والدمار . ولكن تحت حكم روما خسر الشعب تعاليم المخلص<br />

المباركة عن التضحية والمحبة المنكرة لنفسه ا.‏ ولقد أُبعدوا عن ممارسة انكار الذات الجل خير االخرين . فاالغنياء<br />

لم يوبخهم أحد على ظلمهم الفقراء،‏ والفقراء لم يجدوا عونا في عبوديتهم وانحطاطهم . وقد زادت أنانية االثرياء<br />

واالقوياء وصارت أكثر جالء وجور ا.‏ ولمدى قرون طويلة نجم عن طمع النبالء وخالعتهم اغتصاب ساحق<br />

للفالحين . لقد ظلم االغنياء الفقراء،‏ بينما أبغض الفقراء االغنياء.‏ }{312.2 GC<br />

وفي كثير من اال قاليم كان النبالء مالكي االرض،‏ أما الطبقات العاملة فكانوا مجرد مستأجرين تحت رحمة<br />

سادتهم،‏ ومرغمين على إجابة مطالبهم الباهظة.‏ ان عبء اعانة الكنيسة والدولة وقع كله على عاتق الطبقات<br />

المتوسطة والفقيرة الذين كانت تفرض عليهم ضرائب فادحة.‏ ‏”وكانت مسرات الن بالء معتبرة القانون االسمى؛<br />

ويمكن أن يموت المزارعون والفالحون جوعا،‏ لكنّ‏ ظالميهم لم يكونوا يكترثون لذلك في شيء ... وكان الناس<br />

مرغمين في كل كبيرة وصغيرة أن يقصروا خدمتهم على مصلحة صاحب االرض . وكانت حياة العمال الزراعيين<br />

حياة تعب متواصل،‏ ولم يكن ما يفرج عنهم بؤسهم وشقاءَهم.‏ وشكواهم،‏ ان كانوا يتجرأون على الشكوى،‏ كانت تقابل<br />

باحتقار وقح.‏ ومحاكم العدل كانت دائما تستمع لشكوى نبيل يقدمها ضد أحد الفالحين.‏ واشتهر القضاة بقبولهم<br />

الرشوة،‏ وأقل مزاج يبديه أحد االشراف كانت له قوة القانون بفضل هذا الفساد العام . والضرائب التي كانت تُغتصب<br />

من عامة الشعب بأيدي الوجهاء الدنيويين من ناحية وبأيدي رجال االكليروس من الناحية االخرى لم يكن نصفها يجد<br />

طريقه الى الخزانة الملكية أو الكنيسة،‏ فك انت المبالغ الباقية تتبدد في االنغماسات الخليعة.‏ أما الذين كانوا يفقرون<br />

رعاياهم فكانوا يُعفون من الضريبة،‏ وكانوا مخولين بموجب القانون أو العادة أن يحتلوا كل وظائف الدولة.‏ كان عدد<br />

أفراد الطبقات المحظوظة ألفا،‏ فألجل ارضاء هؤالء كان يُحكم على ماليين من الشعب أن يحيوا حياة منحطة<br />

يائسة“‏<br />

١٥٠<br />

‏)انظر التذييل(.‏ }{312.3 GC<br />

ترف االرستقراطيين ورذائلهم<br />

وكان البالط الملكي مستسلما للترف والخالعة.‏ ولم يكن الشعب يثق كثيرا بالحكام،‏ وال كان الحكام يثقون كل الثقة<br />

بالشعب.‏ ولقد حامت الشكوك حول كل اجراءات الحكومة على أنها متآمرة وأنانية.‏ وقبل الثورة بأكثر من نصف قرن<br />

كان لويس الخامس عشر متربعا على العرش،‏ وكان يُعتبر حتى في تلك االيام الشريرة ملكا كسوال تافها شهوانيا<br />

مستهترا.‏ ولما كان أشراف تلك االمة فاسدين وقساة،‏ والط بقة الدنيا فيها فقراء وجهلة وكانت الدولة مرتبكة في<br />

شؤونها المالية والشعب ساخطا وناقما،‏ فلم تكن ثمة حاجة الى عين نبي لترى،‏ من بعيد،‏ الثورة القادمة الوشيكة<br />

الوقوع . وكان الملك معتادا أن يقول لمستشاريه الذين كانوا ينذرونه بوقوع الكارثة:‏ ‏”اجعلوا كل شيء يسير على<br />

سجيته طالما أنا حيّ،‏ وبعد موتي ليكن ما يكون“.‏ وعبثا ألحوا عليه في اجراء اصالح واجب الوقوع . لقد رأى<br />

145

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!