21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

226<br />

عند هذا الحد يُقدَّم الينا رمز آخر،‏ اذ يقول النبي:‏ ‏”ثم رأيت وحشا آخر طالعا من االرض وكان له قرنان شبه<br />

خروف“‏ ‏)العدد ١١(. ان منظر هذا الوحش والطريقة التي بها طلع تدالن على ان االمة التي يرم ز اليها تختلف عن<br />

تلك التي تقدمها الرموز السابقة . فالممالك العظيمة التي حكمت في العالم ظهرت لدانيال النبي بصورة وحوش<br />

مفترسة طالعة عندما هجمت ‏”اربع رياح السماء“‏ على ‏”البحر الكبير“‏ ‏)دانيال ٢(. وفي االصحاح السابع عشر<br />

من سفر الرؤيا فسر احد المالئكة المياه كرمز الى ‏”شعوب وجموع وأمم وألسنة“‏ ‏)رؤيا ١٥(. والرياح رمز<br />

الى النزاع والحرب . وهجوم أربع رياح السماء على البحر الكبير يرمز الى المناظر المرعبة،‏ مناظر الغزو<br />

والثورات التي بواسطتها وصلت الممالك الى قمة السطوة والسلطان.‏ }{480.2 GC<br />

: ١٧<br />

: ٧<br />

لكنّ‏ الوحش الشبيه بالخروف رؤي ‏”خارجا من االرض“.‏ فبدال من ان يهدم قوات اخرى ليثبّ‏ ‏ِّت نفسه وسلطانه<br />

فاالمة التي يرمز اليها الخروف ينبغي ان تطلع في اقليم لم يحتله احد من قبل وتنمو تدريجا في سالم . اذاً‏ فلم يكن<br />

يمكنها ان تطلع بين القوميات المزدحمة المتصارعة في العالم القديم،‏ ذلك البحر الهائج الثائر ‏”بالشعوب والجموع<br />

واالمم وااللسنة“،‏ بل ينبغي البحث عنه في القارة الغربية.‏ }{480.3 GC<br />

١٧٩٨<br />

فما هي تلك االمة التي في الدنيا الجديدة التي اخذت في عام تتقوى وتحصل على سلطان وتبشر بالقوة<br />

والعظمة وتجتذب انتباه العالم؟ ان تطبيق الرموز ال يعطي مجاال للتساؤل . ان امة واحدة من دون سواها هي التي<br />

تنطبق عليها تحديدات هذه النبوة التي تشير اشارة صائبة ال تخطئ الى الواليات المتحدة االمريكية . فمرارا عديدة<br />

استخدم الخطباء والمؤرخون على نحو ال شعوري فكر كاتب الوحي بل غالبا كلماته نفسها لوصف نشوء هذه االمة<br />

ونموها.‏ لقد رؤي الو حش ‏”طالعا من االرض“،‏ وحسب ما يقوله النقلة،‏ نجد ان معنى كلمة ‏”طالعا“‏ الحرفي هو<br />

‏”ان ينبت او ينمو كالنبات“.‏ فتلك االمة كما قد رأينا كان ينبغي ان تنمو في اقليم لم يسكنه احد من قبل . ان كاتبا<br />

شهيرا يصف قيام الواليات المتحدة ويقول عن ‏”سر انبثاقها من الفراغ“‏ )٣٤٥(: ‏”كبذرة ساكنة نمونا حتى صرنا<br />

امبراطورية“.‏ وفي عام كتبت صحيفة اوروبية عن الواليات المتحدة انها امبراطورية مدهشة كانت<br />

‏”طالعة“،‏ ‏”وفي وسط سكون االرض كانت كل يوم تزيد من قوتها وكبريائها“‏ )٣٤٦(. وفي خطاب القاه ادوارد<br />

ايفريت عن المهاجرين الذين انش أوا هذه االمة قال:‏ ‏”هل كانوا يبحثون عن بقعة هادئة غير موحشة بسبب احتجابها،‏<br />

وآمنة في بعدها حيث كان يمكن ان تتمتع كنيسة ليدن الصغيرة بحرية الضمير ؟ انظروا االقاليم العظيمة التي رفعوا<br />

عليها راية الصليب بالغزو السلمي...!“‏ )٣٤٧(. }{481.1 GC<br />

١٨٥٠<br />

‏”وله قرنان شبه خروف“.‏ ان القرنين الشبيهين بقرني الخروف يدالن على الشباب والبراءة والرقة واللطف،‏<br />

وهو وصف يناسب ان يكون رمزا لصفة الواليات المتحدة عندما رآها النبي ‏”طالعة“‏ في عام . ١٧٩٨ فلقد وُ‏ جد بين<br />

المنفيين من المسيحيين ، الذين كانوا في طليعة من هربوا الى امريكا وطلبوا ملجأ يلوذون به من طغيان الملوك<br />

وتعصب رجال الكهنوت،‏ كثيرون ممن عقدوا العزم على إقامة حكومة على اساس رحب من الحرية المدنية والدينية.‏<br />

وقد وجدت آراؤهم مجاال لها في اعالن االستقالل الذي يقرر الحقيقة العظمى وهي ان ‏”جميع الناس مخلوقون<br />

سواسية“‏ ولهم اعطي حق غير قابل للتصرف في ‏”الحياة والحرية والسعي في اثر السعادة“.‏ والدستور يضمن<br />

للشعب حق الحكم الذاتي على شرط ان الممثلين الذين يختارهم الشعب بطريقة التصويت يسنون القوانين ويطبقونه ا.‏<br />

كما قد منحت للجميع ايضا حرية العقيدة الدينية فسمح لكل انسان بأن يع بد هللا بموجب ما يمليه عليه ضميره.‏ وقد<br />

صار النظام الجمهوري والعقيدة البروتستانتية من مبادئ االمة االساسية.‏ وهذه المبادئ هي سر قوتها ونجاحه ا.‏ فلقد<br />

يمم المضطهدون والمسحوقون في كل انحاء العالم المسيحي صوب هذه البالد باهتمام ورجاء . وقصد شواطئ هذه<br />

القارة ا لجديدة ماليين من الناس فنهضت الواليات المتحدة الى مركز مرموق بين اقوى امم االرض.‏<br />

GC 481.2}{<br />

لكنّ‏ الوحش الذي كان ‏”له قرنان شبه خروف“‏ كان يتكلم كتنين ويعمل بكل سلطان الوحش االول امامه ويجعل<br />

االرض والساكنين فيها يسجدون للوحش االول الذي شفي جرحه المميت ... قائال للساكني ن على االرض ان<br />

يصنعوا صورة للحوش الذي كان به جرح السيف وعاش“‏<br />

‏)رؤيا — ١١ : ١٣ .)١٤ 482.1}{ GC

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!