21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

6<br />

الفصل االول — نهاية العالم<br />

‏”انك لو علمت انت ايضاً‏ حتى في يومك هذا ما هو لسالمك ولكن االن قد اخفي عن عينيك . فانه ستأتي ايام<br />

ويحيط بك اعداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة . ويهدمونك وبنيك فيك وال يتركون فيك حجراً‏<br />

على حجر النك لم تعرفي زمان افتقادك“‏ (<br />

لوقا ‎١٩‎؛ — ٤٢ .)٤٤ 21.1}{ GC<br />

نظر يسوع الى اورشليم من على قمة جبل الزيتون . كان المنظر المنبسط امامه جميالً‏ وساكن اً.‏ كان زمن عيد<br />

الفصح،‏ وقد اجتمع هناك بنو يعقوب قادمين من كل البلدان الحياء عيدهم القومي العظيم . ففي وسط الحدائق والكروم<br />

والمنحدرات السندسية الخُضر التي نصبت فيها خيام المعيدين ارتفعت التالل المسطحة والقصور الفخمة وحصون<br />

عاصمة العبرانيين العظيمة،‏ فبدت ابنة صهيون في عز كبريائها وكأنها تقول؛ أنا جالسة ملكه ولن أرى حزنآ<br />

واذ كانت تحس بجمالها كانت تحسب انها آمنة وتتمتع برضى السماء،‏ كما كانت عندما تغنى الملك الشاعر قائال؛<br />

‏”جميل االرتفاع مح كل االرض جبل صهيون...‏ مدينة الملك العظيم مزمور ؛ وقد بدت لعيون<br />

الناظرين مباني الهيكل الفخمة،‏ وسطعت أشعة الشمس الغاربة على جدرانه المرمرية البيض كما تألقت م ن البوابة<br />

الذهبية والقبة والبرج . واذ كانت كمال الجمال بدت كأنها فخر االمة اليهودية . فَمن من بني اسرائىل يشاهد ذلك<br />

المنظر وال تسري في جسمه وقلبه هزة االعجاب ! ولكن يسوع كانت بقلبه افكار تختلف عن ذلك اختالفاً‏ عظيم اً‏ :<br />

وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكي عليها لوقا (. ففي وسط فرح الجموع وهم يحيونه في دخوله<br />

.“<br />

”<br />

.)<br />

٢<br />

٤٨<br />

”<br />

( “<br />

٤١ :١٩<br />

“<br />

( “<br />

”<br />

الظافر ويلوحون بسَعَف النخل،‏ وهتافات الفرح تتعالى وتردد التالل صداها،‏ وآالف االصوات تنادي به ملكاً‏ غمر<br />

نفس فادي العالم حزن مفاجئ غامض . فذاك الذي هوا بن هللا ومنتظَر اسرائيل،‏ والذي بقدرته قهر الموت واخرج<br />

الموتى من قبورهم،‏ كان غارقاً‏ في دموعه ليس بسبب حزن عادي بل بسبب ألم شديد لم يمكنه كبته.‏ }{21.2 GC<br />

ولم يكن السيد يبكي على نفسه مع انه كان يعرف جيدا الى أية نهاية مخيفة سينتهي طريقه . كان أمامه بستان<br />

جثسيماني،‏ مشهد آالمه الشديدة القادمة.‏ وكذلك كان يرى باب ا لضأن الذي لمدى قرون طويلة كانت تمر منه آالف<br />

قطعان الغنم لتقدَّم ذبائح،‏ والذي كان مزمعاً‏ ان يفتح له عندما يكون ‏”كشاة تساق الى الذبح“‏ اشعياء<br />

وكانت جلجثة،‏ مكان الصلب،‏ غير بعيدة من ذلك المكان . فعلى الطريق الذي كان المسيح مزمعاً‏ ان يسير فيه ال بد<br />

ان يقع رعب ظلمة داجية اذ يجعل نفسه ذبيحة اثم . ولكن تأمله في هذه المشاهد لم يكن هو الذي القى عليه ظالم<br />

الحزن في تلك الساعة،‏ ساعة الفرح . فلم يكن تشاؤمه من عذاباته،‏ التي هي فوق طاقة البشر،‏ هو الذي القى ظالله<br />

.) ٧ : ٥٣<br />

(<br />

على نفسه المنكرة لذاتها،‏ بل لقد بكى على اآلالف من اهل اورشليم المقضي عليهم بالهالك.‏ بكى على عمى اولئك<br />

العصاة الذين اتى ليباركهم ويخلصهم.‏ }{22.1 GC<br />

محبة أب<br />

١<br />

١٨<br />

٩<br />

:<br />

٢٢<br />

ان تاريخ حقبة من الزمن تربو على الف عام فيها اغدق هللا على شعبه احسانات عظيمة ورعاية ساهرة تمتعت<br />

بها تلك األمة المختارة كان ماثالً‏ امام عيني يسوع . فقد ك ان هناك جبل المريا حيث اوثق ابن الوعد ليوضع<br />

على المذبح ذبيحة طائعة خاضعة — كرمز لذبيحة ابن هللا . وهناك تثبَّت البي المؤمنين عهد البركة والوعد المجيد<br />

بمجيء مسيا ‏)تكوين و (. وهناك اشتعلت نار الذبيحة صاعدة الى السماء من بيدر ارن ان<br />

فمنعت سيف مالك النقمة عن اهالك المدينة ( اخبار ) وهي رمز ينطبق على ذبيحة المخلص وتشفعه في<br />

االثمة . لقد اكرم هللا اورشليم من دون مدن االرض كله ا.‏ والرب : ‏”قد اختار صهيون اشتهاها مسكناً‏ له“‏ ‏)مزمور<br />

) ‏.ففيها نطق االنبياء القديسون بر سائل انذارهم اجياالً‏ طويلة . وفيها كان الكهنة يلوّ‏ حون بمباخرهم<br />

فكانت سحب البخور تصعد امام هللا مصحوبة بصلوات القديسين . وفيها كانت دماء الحمالن المذبوحة تقدم كل يوم<br />

مستبقة مجيء حمل هللا . وفيها اعلن هللا حضوره في سحابة المجد فوق كرسي الرحمة ‏)غطاء التابوت (. وهناك<br />

ارتكزت قاعدة السلّم السرية التي تصل االرض بالسماء ( تكوين ؛ يوحنا ) وهي تلك السلم التي<br />

٥١ : ١<br />

١٢ :٢٨<br />

٢١<br />

— ١٦<br />

١٣<br />

:<br />

١٣٢

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!