إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
الإدراك الحسي<br />
يرى شاكتر فيما يتعل َّق بنظام التمثيل الإدراكي أن أول فعل عقلي في أي معالَجة للتواصل<br />
هو إدراك الشيء حسيٍّا، فنحن نُدرِك الظواهر التي تحيط بنا من خلال حواسنا، من<br />
خلال رؤيتها، والاستماع لها، وأيضً ا عن طريق لَمْسها، وتذو ُّقها، وشم ِّها، أما الحاستان<br />
املتصلتان بالإعلان فهما البصر والسمع. ولاحظ أن كلمة «إدراك» لا يتم استخدامها<br />
بمعنى التحو ُّط أو الحَذَر أو التيق ُّظ، ولكن يُقصد بها أبسط معانيها، وهو «إدراك»<br />
الظواهر حسيٍّا.<br />
لتسليط الضوء على الإدراك الحسي دعني أتحدث عن قصة أخرى تتعل َّق بقيادة<br />
السيارة: تخي َّل أنك تقود سيارتك على الطريق السريع وأضاءت مصابيح الفرامل في<br />
السيارة التي أمامك، إن ملاحظة هذه املصابيح تعتبر إدراكًا حسيٍّا. لاحِ ظْ أنني لم أقُلْ<br />
إن السيارة التي أمامك بصدد التوق ُّف، حيث لا يمكنك أن ترى الفرامل وهي تعمل. أنت<br />
في الواقع تعجز عن تبني ُّ نتيجة تشغيل الفرامل ما لم تُدرِك السيارةَ حسيٍّا (أي تراها)<br />
وهي تتباطأ بسرعة أو تتوقف.<br />
من املهم بالنسبة لك أن تفهم أن الإدراك الحسي على هذا الشكل عملية تلقائية<br />
ولحظية بالكامل؛ ولذلك يجب أن يتم من خلال التعل ُّم الضمني. والأمر نفسه عندما<br />
تسمع صوتًا، مثل طائرة تحل ِّق في السماء فوقك، فلستَ بحاجة إلى أن تنب ِّه عقلك إلى<br />
إدراك أضواء الفرامل أو صوت طائرة، فهو يقوم بذلك وحسب.<br />
فالأصل في الإدراك الحسي هو أنه تلقائي تمامًا ملنْعنا من الوقوع في مشكلات. فإذا<br />
كان الإدراك غري تلقائي ٍّ لسقطْنَا في حفرة لا نراها في الرصيف، ولدهستْنا سيارات لم<br />
نسمعها وهي تمر، ولَكُن َّا عُرضةً ملختَلِف أنواع املآسي. وأي شخص ارتَطَم رأسه بعارضة<br />
منخفضة لأنه فشل في إدراكها حسيٍّا (رؤيتها) وهو في منزل قديم سوف يعرف بالضبط<br />
ما أتحدث عنه هنا.<br />
لنعد إذن إلى املثال، فلقد أدرك املخ أضواء الفرامل في السيارة الأمامية، وما يحدث<br />
بعد ذلك تلقائي أيضً ا وهو أننا نقوم «بالتصور». وبعبارة أخرى، نحن نربط معانيَ<br />
مختلفة عديدة بالإدراك الحسي.<br />
102