إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
تعل ُّق الناس بالعلامة التجارية ل «كادبوري» قد تأثر بالإعلان، وتدعم نتائج استطلاع<br />
يوجوف — الذي أظهر زيادة بنسبة ٢٠٪ في تفضيل العلامة التجارية ل «كادبوري» —<br />
هذا الاستنتاج.<br />
بعد مرور ستة أشهر، أطلقت فالون إعلانًا آخَ ر تم َّ بث ُّه في أحد الفواصل الإعلانية<br />
للمسلسل نفسه، ولكن هذه املرة مع مزيد من الدعاية. وقد تضمن هذا الإعلان الجديد<br />
مجموعة من شاحنات املطار تتسابق على مَدْرَج الطريان على أنغام موسيقى أغنية كوين<br />
الناجحة «وقتًا ممتعًا». ولكن هذا الإعلان باء بفشل ذريع؛ حيث لم تشهد مبيعات العلامة<br />
التجارية والشركة أي زيادة وأُوقف عرض الإعلان تمامًا.<br />
إذن ما هو السبب الحقيقي في نجاح إعلان الغوريلا؟ فالون نفسها — كما يبدو —<br />
لم تكن تعلم؛ حيث اتصلوا بي في عام ٢٠٠٨ ليسألوني إذا ما كان بإمكاني مساعدتهم<br />
في فهم سبب فشل الإعلان الثاني؛ فمن وجهة نظر الشركة عَرَض كِلاَ الإعلانني أمورًا غري<br />
متوق َّعة، وتضم َّن كلاهما موسيقى البوب املميزة، كما تم إطلاق كلا الإعلانني على ح ٍّد<br />
سواء مع وابل من الدعاية. ومع ذلك، حقق أحدهما نجاحًا منقطع النظري في حني فشل<br />
الأخر فشلاً ذريعًا.<br />
استنادًا إلى ما تعلمناه حتى الآن، من املمكن تكوين تفسري معقول جدٍّا عن سبب<br />
نجاح الإعلان الأول وفشل الآخر. لا بد من الاعتراف بأن الكثري من َّا لا يُضمِ ر في نفسه رغبة<br />
لقيادة شاحنة على مَدْرَج الطريان متسابقًا مع مجموعة من شاحنات املطار الأخرى؛<br />
وحتى لو كن َّا نضمر في أنفسنا رغبة في ذلك، لا نستطيع أن نرى قائدِي السيارات الفعليني<br />
في الإعلان؛ لذلك لا توجد تعبريات وجهية يمكن أن نستخدمها لتحريك الخلايا العصبية<br />
املرآتية وخلق مشاعر الإثارة التي يمكن أن نربطها بالإعلان. فعليٍّا، لم تكن الأشياء التي<br />
وردت في الإعلان سوى مركبات متحركة، وليس من السهولة بمكان أن تشعر بأي نوع<br />
من أنواع التقارب مع شاحنة كرتونية متحركة إلا إذا كنتَ طفلاً صغريًا.<br />
من ناحية أخرى، يحمل معظمنا بداخله جزءًا ضئيلاً يتُوق إلى التصرف مثل<br />
الحيوانات البرية، كما أنه يوجد داخل عدد ليس بالقليل من َّا جزء آخَ ر ضئيل يتوق لقَرْع<br />
الطبول مثلما فعل فيل كولينز في أغنيته في الهواء. وبوضع هذين الط ُّموحَنيْ املحب َّبني<br />
إلى قلوبنا بعضهما بجانب بعض، يكون إعلان الغوريلا قد جمع بالفعل بني اثنتني من<br />
أعمق الرغبات الأساسية التي نتوق إلى بلوغها. علاوة على ذلك، وُج ِّهت التعبريات الوجهية<br />
للغوريلا توجيهًا جيدًا لدرجة مك َّنت خلايانا العصبية املرآتية من استخدامها لتحريك<br />
198