إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
انطلاق هذا املوديل في الولايات املتحدة الأمريكية نجاحًا أقل َّ من النجاح املدو ِّي الذي<br />
حققه. لحُسْ ن حظ فولكس فاجن أنها عي َّنت دويل دان برينباك ليتولى َّ الأمر بنفسه.<br />
بدأت الحملة الإعلانية املبدئية املطبوعة لدويل دان برينباك في عام ١٩٥٩، وكان<br />
يتعني َّ عليها التعامل مع الحجم الضئيل للسيارة بيتل مقارنة بالسيارات كبرية الحجم<br />
التي كان يفض ِّ لها الأمريكيون في ذلك الوقت. أحد أول الإعلانات التي صُ ممت عرض<br />
صورة صغرية للسيارة بيتل وحدها في إعلان من صفحة واحدة، مع عنوان بارز تحتها<br />
كُتب فيه: «لا تكن طموحًا أكثر من اللازم.» وفي إعلان لاحق تم تناول موثوقية السيارة<br />
الثورية ذات املحرك ثلاثي الأسطوانات التي يتم تبريد محر ِّكها بالهواء، وذلك بعرض<br />
سيارة بمفتاح ساعات دو َّار (كالذي يستخدم في ملء الساعة) يبرز من الجزء الخلفي<br />
للسيارة. وكان العنوان املكتوب: «إنها ليست كذلك.» مشريًا إلى أنه على الرغم من أن<br />
السيارة يُمكن أن تعمل كالساعة إلا أنها لا تُدار بمفتاح الساعات. الشيء الذكي بشأن<br />
هذه الإعلانات هو أنها كانت أحد الأمثلة الأولى لشركة تسخر من نفسها. هذا النوع من<br />
انتقاص الذات يوحي لنا لا شعوريٍّا أن الشركة لديها ثقة عظيمة في منتجها، وإلا َّ فكيف<br />
تجرؤ على أن تكون وَقِحة هكذا في عرضه؟<br />
وفي وقت لاحق في الستينيات ظهرت فولكس فاجن على شاشة التليفزيون. كان<br />
أحد أول الإعلانات يدور حول جرافة ثلج، ربما امتد َّ لنصف دقيقة، وكان يعرض رجلاً<br />
يركب سيارته وسط ثلوج كثيفة، يشغل املحر ِّك (املرة الأولى)، ثم يقود وسط الثلوج. بعد<br />
٢٥ ثانية، يُسمع تعليق صوتي يتحدث متسائلاً ببطء: «هل سبق لك أن تساءلتَ كيف<br />
يصل الرجل الذي يقود جرافة الثلج إلى جرافة الثلج؟» يخرج الرجل من السيارة ويشق<br />
طريقه عبر الثلج الكثيف، ويستمر الصوت: «هذا الرجل يقود فولكس فاجن؛ لذا يُمكنك<br />
التوقف عن التساؤل.» وفي النهاية، من الظلام تَهدِر جرافة الثلج وتبدأ في الحركة ببطء،<br />
وتكشف أثناء مرورها عن سيارة بيتل فولكس فاجن واقفة هناك مغطاة بالثلوج.<br />
ربما تقول ليس هناك عيب في ذلك. في الواقع، مثله مثل الكثري من الإعلانات<br />
العظيمة، لا يبدو أن هذا الإعلان يخدع عقلك <strong>الباطن</strong>. لكن فك ِّر في هذا، بما أن الإعلان<br />
لم يتعرض ملوثوقية سيارة بيتل فولكس فاجن، فلا يوجد شيء يُمكن أن تجادل بشأنه.<br />
ولا يوجد أي اد ِّعاء علني بشأن مدى كفاءتها عند تشغيلها في الأجواء الباردة، ولم يُذكَر<br />
شيء حول حقيقة أنه يتم تبريد محركها بالهواء بدلاً من املاء، وبذلك فإنه لا يوجد بها<br />
نظام تبريد يُمكن أن يتجم َّد، ولم يذكر أحد كيف أن املحرك في الخلف، على عجلات<br />
256