25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

لاختيار مشغل املوسيقى الجديد،‏ وكانوا على استعداد لدفع ٥٠٪ أكثر كمقابل لذلك.‏ وفي<br />

الدراسة الثانية،‏ عرضا الشعارات على صوانٍ‏ ، ووجدا أن أولئك الذين يتناولون الطعام في<br />

الكانتينات التي استخدمت صوانيَ‏ تأثروا على نحو مشابه،‏ مقارنةً‏ بأولئك الذين تناولوا<br />

الطعام في مطاعم لم تستخدم صواني.‏<br />

يبدو كأنه سِ‏ حْر!‏ أليس كذلك؟ ولكن تؤكد كل هذه التجارب بالفعل أن َّ من السهولة<br />

بمكان للمعلِنني التأثري علينا من خلال استهداف <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong>.‏<br />

وكانت التجربة الخامسة عن تناول الفاكهة والخضراوات،‏ واستُخدِمت مرة أخرى<br />

شعارات إما مرتبطة بالصواني أو غري مرتبطة بها.‏ وكان للشعارات ذاتها التأثري نفسه<br />

على استهلاك الفاكهة والخضراوات،‏ غري أن كمية الفواكه والخضراوات التي تم َّ تناولها<br />

في الكانتني الذي استخدم الصواني كانت أكبر كثريًا بني أولئك الذين رأوا شعارًا مرتبطًا<br />

بالصواني،‏ مقارنة مع أولئك الذين رأوا شعارات غري مرتبطة بالصواني.‏<br />

وفي النهاية،‏ في تجربتهما السادسة املهمة للغاية،‏ أجريا دراستني لا علاقة لهما<br />

ظاهريٍّا بعضهما ببعض.‏ في إحداهما،‏ عرضا على الناس صور كلاب،‏ وفي الدراسة<br />

الأخرى،‏ طُلب من الناس أنفسهم تقييم العلامات التجارية للأحذية،‏ وقد تم فحص<br />

املوضوعات البحثية للتأكد من أنهم لم يَرَوْا أي علاقة بني الدراستني.‏ وعلى الرغم من<br />

ذلك،‏ وُجد أنه كلما عُرضت على الناس صور أكثر للكلاب في إحدى الدراستني،‏ كان<br />

تقييمهم لأحذية ‏«بوما»‏ Puma ‏(ومعناها الكوجر)‏ أكثر إيجابية في الدراسة الأخرى.‏<br />

واستُدل من ذلك على أن الكلاب ترتبط بالقطط،‏ والقطط ترتبط بالكوجر؛ لذلك إذا<br />

عُرضت صور الكلاب عليهم،‏ فسيكون الناس أكثر ميلاً‏ لاختيار أحذية بوما.‏<br />

لم يكن بريجر وفيتزسيمونز أول مَن حدد كيفية تأث ُّر سلوكنا بما يحيط بنا؛ حيث<br />

وجد آب دايكسترهوس أيضً‏ ا أن ‏«سلوك املستهلك يتأثر بقوة بالإشارات البيئية الخفية»‏<br />

‏(دايكسترهوس وآخرون،‏ ٢٠٠٥). بَيْدَ‏ أن دراسة بريجر وفيتزسيمونز ربما تكون الأولى<br />

التي أظهرت أدلة دامغة على مدى تعرض عقلنا <strong>الباطن</strong> لهذه املؤثرات الخارجية.‏ وعلى<br />

حد تعبريهما:‏ ‏«تدعم هذه النتائج الفرضية القائلة بأن الآثار الأولية التصورية يمكن أن<br />

يكون لها تأثري قوي على أحكام املستهلك الفعلية»‏ ‏(بريجر وفيتزسيمونز،‏ ٢٠٠٨).<br />

وسوف أسرد لكم مثالاً‏ شخصيٍّا أحدث استوحيتُه من إعجابي بعروض علبة التونة<br />

التي تعرضتُ‏ لها في الفصل الثالث عشر،‏ ويوضح كيف أنه يمكن أن نتعرض للتضليل<br />

والتأثري بسهولة فائقة.‏ كنتُ‏ في الكثري من الأحيان،‏ نظرًا لكوني دائمًا ما أبتاع التونة<br />

226

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!