إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
لاحقًا يطرح كروجمان ما وصفه املحرر في مقدمة املقال ب «الطرح اللافت»:<br />
بما أن املعلومات البسيطة تُكتَسَ ب بالتكرار وتُنسىَ باستمرار ثم يُكتَسَ ب املزيد<br />
منها بالتكرار، إذن من املحتمل أن يحدث شيئان: (١) «فرط تعل ُّم» يعمل<br />
على نقل بعض املعلومات إلى نُظُم ذاكرة طويلة الأمد، و(٢) السماح بتعديلات<br />
كبرية في هيكل إدراكنا اللاواعي لعلامة تجارية أو منتج لا تصل إلى حد الإقناع<br />
أو تغيري التوجهات. (كروجمان، ١٩٦٥)<br />
فما يطرحه في واقع الأمر هو أن الإعلان يكون مؤثرًا من خلال استغلال نمطٍ من<br />
أنماط «التأثري على مستوى اللاوعي». وهو يوجِ ز فيما يلي هذا الطرح:<br />
لقد حاولتُ أن أقول إن الجمهور يُخضِ ع نفسه للتأثري التجاري املتكرر<br />
للتليفزيون، وإنه يُغري ِّ وبسهولةٍ من أساليب إدراكه للمنتجات والعلامات<br />
التجارية ومن سلوكه الشرائي من دون التفكري كثريًا في هذا الأمر أثناء<br />
مشاهدة إعلانات التليفزيون أو في أي وقت سابق على قرار الشراء، ومن دون<br />
أن يُغري ِّ من اتجاهاته التي تم التعبري عنها لفظيٍّا حتى ذلك الحني. (كروجمان،<br />
(١٩٦٥<br />
وكما سبق أن ذكرتُ ، فقد كان من السهل على صناعة الإعلان أن تتجاهل أفكار<br />
كروجمان التي سبقتْ عصرها، خاصة وأنها نُشرتْ في دورية «بابليك أوبينيون كوارترلي»<br />
التي لا يعرفها سوى املتخصصني. غري أن باحثًا آخَ ر في بريطانيا كان يبحث في املسألة<br />
ذاتها، وتوص َّ ل إلى أدلة قاطعة أثبتت أوجه القصور في نموذج الإقناع، وكان هذا الشخص<br />
هو أندرو إرينبرج.<br />
أندرو إرينبرج<br />
تدر َّب أندرو إرينبرج في مجال الإحصاء الرياضي وعمل على تطوير لوحة بياناتٍ<br />
للمستهلك، تقي ِّم لوحة البيانات ما يطلب الناس شراءه وتسج ِّل ما اشتراه الناس بالفعل.<br />
وجد إرينبرج أن َّ من الصعب التوفيق بني هذين املقياسني، على الرغم من تشابُهِ هما، في<br />
عالمٍ مثالي.<br />
52