إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
والآن ماذا يمكن أن نستخلص من هذه القصة؟ الشيء الرئيسي الذي تكشفه هذه<br />
القصة هو أن معظم تفاصيل كل إعلان قد شاهدتَه في السابق، وربما أيضً ا في مرحلة<br />
ما في املستقبل أو حتى في اللحظة الآنية، سوف يتم تخزينها في مكان ما في ذاكرتك<br />
الضمنية وسوف تؤثر عليك لا إراديٍّا كما أث َّر الدب على شون، وسوف تدفعك إلى تجريب<br />
املنتج الذي يتم الإعلان عنه.<br />
وفيما يتعلق بموضوع إعلانات الجعة القادرة على التأثري عليك دون أن تدرك ذلك،<br />
إليك دراسة حالة أخرى مثرية للاهتمام.<br />
دراسة حالة: إعلان بادوايزر «ما الجديد؟»<br />
في عام ١٩٩٩، كتب تشارلز ستون الثالث فيلمًا قصريًا وأخرجه، أطلق عليه اسم<br />
«صحيح». وأظهر هذا العمل ستون وعددًا من أصدقائه وهم يجلسون في أماكن مختلفة<br />
ويتحد َّث بعضهم إلى بعض في الهاتف. وفي كل مرة يسل ِّمون فيها بعضهم على بعض،<br />
كانوا يستخدمون عبارة: «ما الجديد؟»<br />
حقق هذا الفيلم شعبية في عدد من املهرجانات السينمائية، وتم اختيار الفيلم —<br />
في نهاية املطاف — من قِ بَل فريق عمل إبداعي كانوا يعملون لدى شركة دي دي بي في<br />
شيكاجو وقاموا بتحويله إلى إعلان قام بتمثيله معظم فريق العمل الأصلي. وقد كان أول<br />
بث ٍّ للإعلان في العشرين من ديسمبر عام ١٩٩٩. وقد تبع مشهدَ الرجال الخمسة الذين<br />
يسل ِّم كل ٌّ منهم على الآخَ ر بعبارة: «ما الجديد؟» التي يقولونها بتمه ُّلٍ — تبع ذلك سريعًا<br />
— انفجارٌ في الضحك حق َّق على نحو سريع شهرة عاملية.<br />
لم يتضمن الإعلان أي شيء يُذكر عن الجعة فيما عدا ما قيل بعد التحية التي تقال<br />
في بداية الإعلان ونهايته عندما يقول شاب: «إذن، ما الجديد؟ بيب.» ويرد ُّ الشاب الآخر<br />
قائلاً : «أنا أشاهد مباراة، وأحتسي بادوايزر.» فيقول الشاب الأول: «صحيح … صحيح!»<br />
وبصرف النظر عن تصوير مَن يشربون جعة بادوايزر على أنهم شباب و«حذقون»، من<br />
الصعوبة بمكان التعرف على أي فكرة أو رسالة، إنْ وُجدت، يحاول الإعلان إيصالها، غري<br />
أنه في غضون فترة قصرية، كان الناس في جميع أنحاء العالم يقولون بعضهم لبعض:<br />
«ما الجديد؟» ثم يضحكون. وقد فاز هذا الإعلان أيضً ا بعدد من الجوائز (الجائزة<br />
الكبرى في مهرجان كان، والجائزة الكبرى في مهرجان كليو). وفي عام ٢٠٠٦، دخل قاعة<br />
2<br />
مشاهري كليو.<br />
232