25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

كيف ترصد حالات <strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong>؟<br />

يأخذ أول رشفة من كوب جعة ستيلا الباردة.‏ أثناء قيامه بهذا يُغلِق عينيه فيما يُمكن<br />

فقط أن يوصَ‏ ف بأنه نشوة تامة.‏ نعود بعد ذلك لنرى الن ُّزُل بأكمله يكسوه القرنفل.‏<br />

املَغزَى الضمني هنا،‏ بالطبع،‏ أن ستيلا مُكل ِّفة للغاية لدرجة أنه تخلى َّ عم َّا كانت تحمله<br />

عربته بالكامل من أجْل الحصول على تلك الجعة.‏ ينتهي املشهد الدرامي بتعليق على<br />

الصورة:‏ ‏«ستيلا آرتوا؛ مكل ِّفة على نحو مطمئن.»‏<br />

بعد ذلك بعام صُ‏ مم إعلان ثانٍ‏ . كان املوقع مشابهًا،‏ ولكن هذه املرة كان الإعلان<br />

يعرض رسامًا فقريًا وصاحب نُزُل آخر.‏ مثل املزارع،‏ كان الرسام لا يملك مالاً‏ ، ومِن ثَ‏ َّم<br />

قايَضَ‏ لوحاته مقابل ربع لتر من جعة ستيلا.‏ وعندما نعود ببصرنا نرى الن ُّزُل وقد كَسَ‏ تْه<br />

اللوحات الرائعة التي لا تُقد َّر بثمن والتي من املفترض أنها تلك التي تم َّت مقايضتها<br />

بجعة ستيلا آرتوا.‏<br />

كان تأثري هذين الإعلانني،‏ وغريهما من الإعلانات التي تبعتْهما،‏ أنْ‏ أصبحتْ‏ ستيلا<br />

آرتوا العلامة التجارية الرائدة في سوق الجعة املعت َّقة.‏ إذن،‏ كيف تمَك َّن هذان الإعلانان من<br />

ذلك؟ من الناحية املنطقية،‏ فإن الرسالة التي كان يوج ِّهها هذان الإعلانان محض هراء.‏<br />

ستيلا آرتوا لم تكن مُكل ِّفة؛ لقد كانت تقريبًا بسعر ماركات الجعة الأخرى نفسه،‏ وفي<br />

جميع الأحوال لا يوجد شخص عاقل سيخاطر بمصدر رزقه مقابل ربع لتر من الجعة.‏<br />

من الواضح أنه كان هناك بالتأكيد شيء آخَ‏ ر يجعل الناس تشتري هذه العلامة التجارية.‏<br />

لكنْ‏ عندما كنتَ‏ تسأل الناس ملاذا يعتقدون أن الإعلانني رائعان ‏(وكانوا يعتقدون ذلك<br />

بالفعل)،‏ فإنهم جميعًا يُمكن أن يردوا بأن ستيلا بطريقة ما تبدو ‏«مختلِفة عن جميع<br />

العلامات التجارية الأخرى للجعة املعتقة.»‏<br />

أعتقد أن السبب في أن الناس لم تَستَطِ‏ عْ‏ إيضاح السبب في أن الإعلانني كانا رائعَنيْ‏ ،<br />

هو أن الجمهور الذي يشرب الجعة املعت َّقة لم يكن على دراية بما يحدث.‏ كما ترى،‏ فإن<br />

جميع العلامات التجارية الأخرى للجعة املعت َّقة في ذاك الوقت كانت تستخدم النكات،‏<br />

وغالبًا ما كانت تستخدم النكات السخيفة والساذجة في إعلاناتها.‏ كان املقصود من<br />

هذه النكات تسلية الشاربني وجذبهم للعلامة التجارية املُعلَن عنها.‏ بالاعتماد على نبرة<br />

جادة جدٍّا،‏ وضعت ستيلا نفسها في فئة خاصة بها.‏ وبمحاكاة موسيقى فيلم ‏«جون<br />

دو فلوريت»،‏ وجعل الحوار بكامله بالفرنسية،‏ أَطْرَت ستيلا على املشاهدين،‏ وجعلتْهم<br />

يشعرون أنهم ليسوا أذكياء فحسب،‏ ولكنهم أيضً‏ ا ‏«أصحاب ذوق رفيع».‏ كان التأثري<br />

الذي كان يشعر به مَن يشرب ستيلا آرتوا هو أنه ذكي و«يتميز تمي ُّزًا كبريًا»‏ عن شاربي<br />

265

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!