إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
قد يفسر هذا سبب نظرة صناعة الإعلان إلى املعالجة املحيطية (أي التعلم السلبي)<br />
على أنها ذات تأثري محدود طويل الأمد على التوجهات؛ ومِن ثَم َّ هي بمثابة وسيلة سيئة<br />
يتم التعامل من خلالها مع الإعلان (بيتي وكاتشوبو، ١٩٩٦). ولا يعني هذا أن التعلم<br />
السلبي لا يغري التوجهات؛ لأنه بالتأكيد قادر على تغيريها، ولكنْ نظرًا لأنه ضعيف في<br />
التحليل، فإنه على الأرجح لا يغري ِّ تلك النوعية من الأفكار والتوجهات املعلنة التي ترتبط<br />
بالإقناع الذي يكون مدفوعًا بالرسالة الإعلانية.<br />
غري أن التعلم السلبي «مفيد» في التعرف على العلامات التجارية. فاملعتاد في الإعلان<br />
أن تستعني العلامة التجارية برمز أو شعار معني لتمييز نفسها، وهذا يُسه ِّل من عملية<br />
تحليلها والتعرف عليها نسبيٍّا. بالطبع هذا أمر مهم جدٍّا فيما يتعلق بالتعامل مع الإعلان،<br />
حيث لا يكون الإعلان فعالاً إلا عندما تكون مُدرِكًا عند مستوًى معني ملاهية العلامة<br />
التجارية التي يتم الإعلان عنها.<br />
أما التعل ُّم النشط فيستدعي درجة عالية من الانتباه، وتحفزه الرغبة في جمع<br />
املعلومات؛ ولذلك يستغل مستويات عالية من الجهد الإدراكي، فنحن في حال التعلم<br />
النشط نقوم بتحليل ما ندركه حسيٍّا، وكذلك املفاهيم بشكل مستفيض وبفعالية كبرية.<br />
ولأن التعلم النشط يقتضي وجود إرادة التعلم فإنه لا يحدث كثريًا، وعندما يحدث فإنه<br />
لا يستمر طويلاً عادةً.<br />
أي إن التعلم النشط هو نوع املعالجة التي يعتبرها معظم العاملني في صناعة<br />
الإعلان ضرورة لفعالية الإعلان، ولكن الواقع يقول إن فُرَص تحقق ذلك محدودة. فما<br />
لم تكن تعمل في صناعة الإعلان، فإن التعلم النشط هو الطريقة الأقل استخدامًا عند<br />
تعاملنا مع الإعلانات. أما التعلم السلبي فهو الطريقة التي تُستخدم كثريًا نوعًا ما، لأنه<br />
يحدث في كل مرة نشاهد أو نستمع فيها إلى أحد الإعلانات. وبالطبع فإن نوع التعلم<br />
الأكثر شيوعًا عند التعامل مع الإعلانات — النوع الذي يحدث دائمًا ومن دون توقف —<br />
هو التعلم الضمني.<br />
الآن وقد أوضحتُ آلية عمل هذه الأنواع الثلاثة من التعلم، قد تعتقد أن الأمر كله<br />
بسيط ومباشر نسبيٍّا، لكن املؤسف أنك على خطأ؛ فهناك عدد من الأمور التي تجعل<br />
العملية أكثر تعقيدًا، وأهمها مسألتان: مجرد التعرض (ويعرف أحيانًا باسم مجرد<br />
التعرض اللاشعوري) والتعرض املحيطي.<br />
106