25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

كنتَ‏ مستغرِقًا في التفكري في إعلان معني فأنتَ‏ بذلك وصلتَ‏ إلى مستوًى عالٍ‏ من الانتباه،‏<br />

أم َّا إذا كنتَ‏ لا تفكر فيه إلا قليلاً‏ فعندئذٍ‏ يكون مستوى الانتباه متدن ِّيًا؛ ولهذا السبب،‏<br />

يتساوى مستوى الانتباه مع قدْر ما نمارسه من تعل ُّم واعٍ.‏<br />

مستوى الانتباه<br />

حد َّد جيمس مستويني للانتباه:‏ نَشِ‏ طًا وخاملاً‏ . فالانتباه الن َّشِ‏ ط يحدث حينما يكون<br />

مستوى الانتباه عاليًا والتركيز متعم َّدًا وخاضعًا لسيطرة الفرد.‏ ونحن اليوم نستخدم<br />

مصطلح ‏«املعالجة من العام إلى الخاص»‏ للإشارة إلى نشاطٍ‏ مثل هذا تُحر ِّكه أهداف<br />

بعينها ‏(أيزنك وكني،‏ ٢٠٠٠). ومن الأمثلة على الانتباه النشِ‏ ط عندما تركز على ما يشرحه<br />

املعل ِّم أو املُحاضرِ‏ في الفصل؛ وهذا لأنك تتجاوب مع هدف يتمثل في أن تتعلم إلى درجة<br />

تمكنك من النجاح في الاختبارات.‏<br />

ولأن الانتباه النشط ‏«إرادي»‏ ‏(أي إنه يتم عن قصد)‏ فمن الصعب علينا الاستمرار<br />

فيه لفترات طويلة.‏ ولا يصف جيمس الانتباه النشط على أنه عملية متواصلة،‏ بل هو<br />

أقرب إلى موجة بها مراحل متكررة من الانتباه العالي في موقف ما.‏<br />

نقيض الانتباه النشط هو الانتباه الخامل،‏ وهذا يحدث حينما يكون مستوى الانتباه<br />

متدنيًا،‏ ويكون التركيز غري موجود وغري خاضع لسيطرة الفرد.‏ وهو ما يتماشى مع ما<br />

سم َّيناه ‏«املعالجة من الخاص إلى العام»،‏ حيث إنه نشاط يحتاج إلى مثريات خارجية<br />

‏(أيزنك وكني،‏ ٢٠٠٠). ومثال على ذلك حينما تُوليِ‏ انتباهك إلى ذبابة تطن داخل حجرة<br />

الدراسة ثم تنتبه فجأة أنك لا تدري ما الذي كان املعلم يتحدث عنه.‏<br />

طريقة أخرى للتعامل مع هذين الحدين تتمثل في اللجوء إلى فكرة كريك ولوكهارت<br />

(١٩٧٢) الخاصة بما سم َّياه ‏«عمق املعالجة».‏ ويشري هذا املصطلح إلى مقدار الانتباه<br />

ومقدار الجهد الإدراكي اللذين يتم بذلهما؛ حيث تحدث املعالجة العميقة عند الحد<br />

الأقصى من الانتباه النشط ومع بذل أقصى قدْر ممكن من الجهد الإدراكي.‏ وعلى العكس<br />

من ذلك تُحِ‏ يلنا ‏«املعالجة الضحلة»‏ إلى مواقف نستعني فيها بمعرفة إدراكية محدودة<br />

‏(أيزنك وكني،‏ ٢٠٠٠). وهذه املعالجة الضحلة هي ما قصدها بيتي وكاتشوبو عندما<br />

تحد َّثا عن ‏«املعالجة املحيطية»؛ ومِن ثَم َّ يمكن تحديد مستوى الانتباه بكونه مقدار ما<br />

تمارسه من تفكري نشط،‏ أو مقدار ما تبذله من جهد إدراكي في أي موقف.‏<br />

78

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!