إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
التوجهات واملواقف، على الرغم من عدم تذكره وعدم معرفة واستيعاب أي أحدٍ للرسالة<br />
من ورائه.<br />
يتمثل أحد الأسباب التي جعلت من الصعب تفسري كيفية تحقيق مثل هذه الإعلانات<br />
ملقاصدها وأهدافها، في أننا لم نبلغ املستوى املطلوب في فهم علم النفس إلا َّ خلال العَقْدَيْن<br />
املاضيني. فخلال هذا الوقت، أحدثنا تغيريًا تدريجيٍّا وشاملاً في معرفتنا لكيفية التعلم،<br />
ولا سيما في مستويات الانتباه املنخفضة، وكم ِّ املعلومات الذي يمكننا تخزينه في الذاكرة<br />
الضمنية. لقد حققنا قفزةً على صعيد معرفتنا بالعمليات <strong>العقل</strong>ية التي نستخدمها ونحن<br />
نتعلم، واكتشفنا الحِ يَل الدفاعية املُثِرية مثل الحجة املضادة، وتصفية الإدراك الحسي التي<br />
يمكن أن تتداخل مع معالجة التواصل، كما أحدثنا تغيريًا شاملاً في معلوماتنا الخاصة<br />
بكيفية التأث ُّر عاطفيٍّا دون انتباهٍ من َّا، حتى إننا غري َّ ْنا الطريقة التي ننظر بها إلى الوعي<br />
نفسه. وبطبيعة الحال، أصبحنا ندرك الآن أن التواصل العاطفي يضطلع بدورٍ رئيسي<br />
في صنع القرار وعلاقاتنا.<br />
ونتيجةً لذلك، تمكن َّا من تغيري ما كان يُرو َّج له، ويعتقده التيار املعتنق لفكرة<br />
الإقناع، رأسً ا على عقب. على سبيل املثال، ثبت عدم صحة الفكرة التي تقول بأن<br />
الإبداع يجعلنا نحب ونهتم أكثر بالإعلانات؛ حيث إننا نميل بدرجةٍ كبريةٍ لعدم الانتباه<br />
كثريًا للإعلانات الإبداعية نظرًا لعدم شعورنا بأنها تمثل تهديدًا لنا. ولكنْ كل َّما ق َّل<br />
اهتمامنا، قل َّ لجوءُنا إلى الحجج املضادة؛ ومن ثَم «زادت» فعالية التواصل اللاواعي<br />
للتأثري العاطفي.<br />
لذا، وبإيجاز، فإن هذه الاكتشافات الجديدة في علم النفس تُظهِ ر أننا معر َّضون<br />
بشكلٍ غري عادي للتواصل العاطفي. ولقد حددْتُ ثلاث طرق رئيسية يؤثر بها التواصل<br />
العاطفي علينا، ولكن يُحتمل وجود طرق أخرى كثرية.<br />
كيفية تأثري التواصل العاطفي علينا لا شعوريٍّا<br />
تتم الطريقة الأولى من خلال املثريات املؤثرة عاطفيٍّا. يُمكن لهذه املثريات أن تشمل<br />
عددًا من العناصر املختلفة، بدءًا من املوسيقى إلى الشعارات إلى الشخصيات إلى الت ُّحَف<br />
الجامدة. وتتمثل القواسم املشتركة بينها في أنها، عندما يتم إدراكها، تُثري تصورًا قادرًا<br />
على التأثري في مشاعرنا، ولكنها في حد ِّ ذاتها لا يكون لها أي تأثري على سلوكياتنا؛ فهي<br />
تُصبِح مؤث ِّرة فقط عندما نراها أو نسمعها مرارًا وتكرارًا في الإعلانات مصحوبة بعلامة<br />
272