25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

قانوني،‏ ومحترم،‏ وصادق،‏ وأمني<br />

بأن تحمل سيارات السباق تصميمَ‏ مارلبورو ذا اللونني الأبيض والأحمر،‏ وأن يرتديَ‏<br />

السائقان — وهما إيمرسون فيتيبالدي وجيمس هانت — زيٍّا يحمل تصميم مارلبورو<br />

طوال السباق.‏ وعندما كان جيمس هانت يحتفل بفوزه في بطولة العالم لعام ١٩٧٦،<br />

كان يدخ ِّ ن على الأرجح سيجارة مارلبورو.‏<br />

الحصول على لقب بطل العالم في سباق السيارات يمثل حلمًا لدى الكثري من<br />

الشباب.‏ وكان أغلب الشباب يتطلعون لأساليب حياة املليونريات من سائقي سباقات<br />

السيارات،‏ وكانوا تو َّاقني لنوع الإثارة واملُخاطَرة الذي يرتبط بسباق السيارات،‏ ناهيك<br />

بإغراءات الفوز بالحسناوات اللائي يلتَفِ‏ فْن حول املشاهري من قائدي سيارات السباق.‏<br />

لكن لو أشار أحدٌ‏ منذ ٢٠ عامًا إلى أن الشباب كان يُهي َّئُون على ربط تدخني املارلبورو<br />

بالثروة والإثارة واملخاطرة والنجاح الجنسي،‏ لأصبح محط َّ سخرية.‏ ملاذا؟ لأن التهيئة<br />

برمتها حدثت على مستوى اللاوعي؛ لم يكن بمقدور أحدٍ‏ البرهنة على أنها تتم؛ لذلك<br />

1<br />

فإنه لم يكن بمقدور أحد منع مارلبورو من القيام بذلك.‏<br />

ولم يحاول أحد؛ لأنه لم يكن لأحد في الحكومة اهتمام بفعل ذلك.‏ وكانت سباقات<br />

فورمولا وان إحدى الرياضات القليلة التي لم يزل البريطانيون يتفو َّقون فيها،‏ وكان<br />

مشروع السجائر هو الذي يرعاها في الواقع ‏(إضافة إلى أن املشروع ذاته كان يسدد<br />

مبالغ هائلة كضرائب).‏ وكان حظر رعاية السجائر لسباق السيارات سيُصبح ذا تأثري<br />

سيئ للغاية بالنسبة للانتخابات والعائدات.‏<br />

ومع تزايد شعبية فورمولا وان،‏ ومع تزايد عدد مشاهدي تغطيات السباقات في<br />

التليفزيون،‏ فإن معدل عرض مارلبورو أصبح أعلى.‏ وقد كان ذلك بسبب أنه بالرغم من<br />

أن لوحات إعلانات مارلبورو بجانب مضمار السباق كانت قد حُظرت في اململكة املتحدة،‏<br />

فإنها لم تحظر في دول أخرى؛ لذا فقد كان يوجد بكل سباقِ‏ جائزةٍ‏ كبرى يُجرى في<br />

الخارج مضمارٌ‏ مزخرفٌ‏ بتصميم إعلان مارلبورو.‏ في الواقع،‏ كانت إعلانات مارلبورو<br />

لا تزال تُعرض على شاشة التليفزيون.‏<br />

بل كانت شركة فيليب موريس أكثر ذكاءً؛ ففي عام ١٩٨٠، أبرمت الشركة صفقةً‏<br />

كراعٍ‏ فرعي لفريق آخَ‏ ر بالجائزة الكبرى وهو فرياري،‏ وفي عام ١٩٩٣، أصبحت الراعي<br />

الرئيسي لفرياري.‏ وكانت سيارات فرياري حمراء بالفعل ‏(لون السقف العلوي من شعار<br />

مارلبورو)؛ لذلك لم يحتَجِ‏ الأمر لإبداع كبري لإضافة ما تبق َّى من تصميم مارلبورو على<br />

السيارة ‏(البيت ذي اللون الأبيض)‏ مكتوبًا عليه كلمة مارلبورو.‏ ظل َّ هذا الشعار واسم<br />

251

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!