إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
النظر مجددًا في دراسات الحالة<br />
لنبدأ بحملة «أو تو». الطريقة التي نُفذت بها موضحة في ورقة بحثية حاصلة على جائزة<br />
عن الحملة اللاحقة التي أُدرجت ضمن املتنافسني على جائزة فعالية الدعاية والإعلان<br />
البريطانية (آي بي إيه). أدلى مُعِ د ُّو الورقة البحثية بالتعليق التالي على الحملة الأولى:<br />
شكلت «أو تو» عاملًا منمقًا بُني حول بحر أزرق وتيار من الفقاعات. استحضر<br />
هذا الحرية، والصفاء، والهواء النقي. «أو تو» تمنح شعورًا بالهدوء والسكينة،<br />
وتمثل نقيضً ا للاضطراب والفوضى، على عكس عالم الهواتف املحمولة املحموم<br />
غالبًا. (ماوندر وكوك، ٢٠٠٧)<br />
باستخدام كتابي «القوة الخفية للإعلان» كمصدر، قالوا: إن «التعلق العاطفي<br />
بإحدى العلامات التجارية يتعزز بشكل قوي بهذا التواصل غري <strong>العقل</strong>اني وغري اللفظي.»<br />
وهذا باختصار جانب واحد من نموذج <strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong>. لا يبدو أن من املرجح<br />
كثريًا بالنسبة لأي ٍّ من َّا أنه يُمكن للإعلان الهادئ والواضح الذي لا يشتمل على أي رسالة<br />
ذات أهمية خاصة أن يحقق الكثري، لأننا نتوق َّع من الإعلان أن يحاول اجتذاب انتباهنا<br />
وإخبارنا بشيء ما، وهو ما من شأنه أن يُقنعنا بالقيام بأمر ما. لكننا لا نعبأ كثريًا عندما<br />
يبدو أن الإعلان يعزز تعل ُّقنا العاطفي؛ لأن هذا لا يبدو مهمٍّا بقدْر كبري. إننا إلى حد ٍّ كبري<br />
لدينا رهبة من دماغنا «املفك ِّر» لدرجة أنه لا يحدث أبدًا لنا أن يؤث ِّر الإعلان بهدوء على<br />
قراراتنا املتعل ِّقة بما نشتريه، وذلك عن طريق خداع دماغنا «العاطفي» لا شعوريٍّا.<br />
ماذا عن حملة رينو كليو؟ تذك َّر أن هذه الحملة كانت الأكثر نجاحًا لسيارة صغرية<br />
طُرحت في اململكة املتحدة، بسبب إعلان نيكول ووالدها. أعتقد أنه من السهل الآن أن نرى<br />
السبب في ذلك. أولاً : كان إعلان نيكول ووالدها مثالاً على الإغراء الجنسي الرومانسي؛ لقد<br />
كانا يحترمان محب ِّيهما (يُقب ِّلانهم ويَمنَحانهم الزهور) وفوق كل ذلك كانا فرنسيني (كلنا<br />
نشعر أن فرنسا هي الأمة الأكثر رومانسية في العالم). ثانيًا: كان إعلان نيكول ووالدها<br />
عملاً «راقيًا»: لقد كانا حَسَ نَيِ املظهر، وكان لديهما قصر رائع، وكانا يرتديان ملابس<br />
جميلة. وهو ما كان من شأنه تعزيز الانطباع بأن كل شخص في اململكة املتحدة يرى<br />
أن الفرنسيني يفهمون كل ما تعنيه الأناقة. فبمشاهدة نيكول ووالدها مرارًا وتكرارًا،<br />
ارتبط املشاهدون ارتباطًا وثيقًا (وواعيًا) برينو كليو، وهو الأمر الذي كي َّفنا لا شعوريٍّا<br />
على الشعور بأنها كانت أنيقة بشكل استثنائي وسيارة صغرية مثرية وجذابة.<br />
274