إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
دور الذاكرة<br />
التي لدينا عن السيارة الفرياري، إضافة إلى تشفري هذا الاعتقاد أو تلك الفكرة نفسها.<br />
ومع ذلك، فإن معظم املواقف تتواجد بالفعل وبشكل عام باعتبارها مفاهيم في ذاكرتنا<br />
— سنعرف بالفعل ما املقصود من كون الشيء مثريًا أو مشو ِّقًا — لذا فإن كل ما علينا<br />
فعله هو تشفري حلقة وصل بني املوقف الحالي والعلامة التجارية فرياري. وهذه املهمة<br />
لا تُرهِ ق أدمغتنا كثريًا عند أدائها.<br />
ومن خلال تجميع أنظمة الذاكرة مثل الذاكرة العرضية والدلالية معًا تحت راية<br />
الذاكرة التقريرية فهذا يعني ضمنًا أنها جميعًا قادرة على أن تكون «معلنة» (أي يتم<br />
تذك ُّرها ووصفها). وأعتقد أن هذا خطأ كبري؛ لأنه يعني أن أنواع الذاكرة املهمة هذه<br />
يمكن أن تتشكل بشكل صريح «فقط»؛ أي عندما «نعي» أننا نتعلم شيئًا ما. ويتضح<br />
أن الحال ليست كذلك، كما سنرى عند دراسة التناقض بني الذاكرة الصريحة والذاكرة<br />
الضمنية.<br />
الذاكرة الضمنية<br />
الذاكرة الضمنية هي التي نخزن فيها ضمنيٍّا (أي تلقائيٍّا) املعرفة. ويشرح أيزنك وكني<br />
الذاكرة الضمنية على النحو التالي:<br />
تختلف الذاكرة الضمنية عن الذاكرة الصريحة في أنها لا تحتوي على تذك ُّر<br />
واعٍ، وتتضمن املقاييس التقليدية الخاصة بالذاكرة (مثل الإدراك والتذك ُّر الحر<br />
والتذك ُّر بالتلميح) استخدام تعليمات مباشرة لاسترجاع معلومات حول خبرات<br />
محددة؛ ومِن ثَم َّ يمكن اعتبارها جميعًا املقاييس الخاصة بالذاكرة الصريحة.<br />
وتتكشف الذاكرة الضمنية عند تسهيل أداء إحدى املهام في حالة غياب التذك ُّر<br />
الواعي. (آيزنك وكني، ٢٠٠٠)<br />
تختلف الذاكرة الضمنية عن الذاكرة الصريحة من ناحيتني مهمتني أخريني: الناحية<br />
الأولى هي أن سعتها تكون أكبر بكثري، ويجب أن تكون كذلك لأنها تحمل جميع املعرفة<br />
الإجرائية التي نستخدمها في حياتنا. فإذا كان لا بد من ملء ذاكرتنا الضمنية فقد ننسىَ<br />
كيفية التنف ُّس أو كيفية الاستيقاظ من النوم في الصباح.<br />
وقد تم تسليط الضوء على سعة الذاكرة الضمنية في سبعينيات القرن العشرين من<br />
خلال تجربة شهرية قام بها ليونيل ستاندينج (١٩٧٣). فقد استخدمت تجربة ستاندينج<br />
93