إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
على هذه املتتابعة، حيث أدى السلوك — وهو شراء املنتج نفسه — إلى توعية باملعلومات<br />
التي يتعرض لها الفرد عادةً؛ مما يؤدي في النهاية إلى تغري ُّ التوجهات (إرينبرج، ١٩٧٤).<br />
كان هذا الأمر بمثابة تحد ٍّ للعُرْف السائد والقائم على أن املستهلكني يقتنعون عادةً<br />
بالإعلانات التي تغري ِّ آراءهم وولاءهم إزاء علامة تجارية معينة.<br />
وكبديل لنموذج (الانتباه، الاهتمام، الرغبة، الاستجابة)، طو َّر إرينبرج نظريةً جديدةً<br />
أطلق عليها اسم (الوعي – التجربة – التعزيز). ينبغي أن نلاحظ أنه كان يشري هنا<br />
إلى الوعي بالعلامة التجارية وليس الوعي بالإعلان. حصل هذا النموذج على شهرة جيدة<br />
بني وكالات الإعلان في وقت كان ينظر فيه الكثريون إلى تأثري الإعلان على املبيعات على<br />
أنه أمر يصعب تمييزه حتى بعد حدوثه؛ ومن ثَم َّ يكاد يكون مستحيلاً التنبؤ به. أشار<br />
نموذج إرينبرج إلى أن صناعة الإعلان قد تكون قادرة على صناعة، أو إيقاظ، أو تعزيز<br />
الوعي بالعلامة التجارية، وقد تكون أحد العوامل التي تسهل عملية الشراء التجريبي.<br />
توق َّع إرينبرج أيضً ا دورًا جوهريٍّا تلعبه صناعة الإعلان في تحويل املستهلكني املجر ِّبني إلى<br />
عملاء راضني ودائمني. ورأى أيضً ا أن الإعلان املتكرر للعلامات التجارية القوية دفاع ٌّي<br />
في الأساس، ويلعب دورًا في تعزيز عادات الشراء املوجودة بالفعل لدى العملاء.<br />
في مقال لاحق، أدخل برنارد وإرينبرج (١٩٩٧) تحسيناتٍ على نموذج (الوعي<br />
– التجربة – التعزيز) ليتناسب مع ما أطلقوا عليه اسم «املستهلكون ذوو التوجهات<br />
املتعددة» (املستهلكون الذين يشترون بانتظام أكثر من علامة تجارية واحدة)، وهنا<br />
يكمن دور صناعة الإعلان في «دفع» هؤلاء املستهلكني إلى مزيد من الإقبال على شراء<br />
علامة تجارية معينة.<br />
وعلى الرغم من ذلك، لم يحظَ ذلك النموذج بتحم ُّس كبري من جانب عموم املسو ِّقني.<br />
تحد َّث أحد معاصري إرينبرج — وهو جون فيليب جونز — عن شعبية نماذج الإقناع في<br />
الولايات املتحدة الأمريكية، مسلطًا الضوء على الإقناع على النحو التالي:<br />
الإقناع هو الرؤية التقليدية للإعلان، ويُنظر دومًا إلى الإعلان في الولايات املتحدة<br />
الأمريكية باعتباره القوة الدافعة للطلب، ليست القادرة فقط على زيادة مبيعات<br />
العلامات التجارية، بل وفئاتٍ كاملةٍ من املنتجات أيضً ا. (جونز، ١٩٩٠)<br />
لم يكن جونز يتقب َّل فكرة عدم قدْرة الإعلان على تغيري التوج ُّهات؛ إذ يقول: «تزيد<br />
صناعة الإعلان الإقناعي من معرفة الناس وتُغري ِّ توجهاتهم، علاوةً على قدْرتها على إقناع<br />
الناس الذين لم يشتروا من قبلُ منتجًا ما بشرائه مرةً تلو الأخرى» (جونز ١٩٩٠).<br />
54