إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
بابتكار زوجٍ من العلامات التجارية الخيالية لقوارب النفخ، وتتميز كل ٌّ منهما بخصائص<br />
مميزة عن الأخرى. بعد ذلك عرض الباحثان خصائص املنتجني على مجموعاتٍ مختلفةٍ<br />
مما أعطاهم مؤشر ِّ ًا على الكيفية التي يتصرف بها الناس عند شراء منتجٍ لا يحمل علامةً<br />
تجاريةً. وقد توصلا إلى أن الطلاب فحصوا خصائص املنتجني حتى تأك َّدوا تمام التأكد<br />
أي من املنتجني يرمز إلى الجودة ثم تجاهلوا املنتج الآخر كما هو متوق َّع بالفعل.<br />
وبعد ذلك، فحص الباحثان رد فعل الطلاب بعد عرض القوارب التي تحمل علامات<br />
تجارية على الطلاب أولاً . وكانت وجهة نظرهم أن العلامات التجارية «مؤشر» على<br />
الجودة، ولكنها لا «تُثبِت» تلك الجودة؛ ولذلك عندما تكون خصائص املنتج التي تثبت<br />
الجودة متاحة، يتجاهل الناس العلامة التجارية ويعودون إلى دراسة خصائص املنتج،<br />
لكن ما حدث بخلاف هذا. عند عرض العلامات التجارية أولاً ، سرعان ما تَشك َّل لدى<br />
الطلاب تفضيل ما، وبعد ذلك بدلاً من فحص خصائص املنتج ملعرفة الخاصية أو<br />
السمة التي تدل على جودته، اكتفَوْا بمجرد فحص الخاصية أو السمة التي تكفي لدعم<br />
تفضيلهم للعلامة التجارية. لقد غُض َّ الطرف عن جميع خصائص املنتج الأخرى.<br />
ومن ثَم َّ يبدو أن الفكرة القائلة بأن مجرد وجود العلامة التجارية على منتج معني<br />
يعوق سلوكنا التعليمي تبدو غري صحيحة بهذه الطريقة، فنحن نود ُّ أن نبدوَ دومًا وأبدًا<br />
أناسً ا يتصرفون بمنطق وعقلانيةٍ، ولكن املشكلة تتمثل في أننا لا نعيش في عالَمٍ يمنحنا<br />
وقتًا كافيًا لنتحلى َّ بذلك املنطق وتلك <strong>العقل</strong>انية؛ فمعظم مَن يعيشون في بلدانٍ متقدمة<br />
يعيشون حياةً يملؤها الانشغال، حيث يكون التسوق مجرد نشاط ضمن أنشطة أخرى<br />
كثرية مثل الاهتمام بالزوج، والأولاد، واملنزل، ووسائل الإعلام الاستهلاكية. ولكن ما يعق ِّد<br />
من مشكلاتنا هو أننا عندما نقر ِّر شراء شيءٍ ما نجد أنفسنا محاصرَ ِ ين بني منتجاتٍ<br />
متكاثِرة لا حصرَ لها يتعني َّ علينا الاختيار من بينها.<br />
ديكتاتورية الاختيار<br />
ما زلتُ أتذك َّر رفوف عبوات سمك التونة املعل َّب في متجر سنسبري الكبري في مدينة<br />
جرينفورد في عام ١٩٩٩. شَ غَلَتْ هذه الرفوف نحو عشرين قدمًا من املتجر واحتوتْ على<br />
عبواتٍ مختلفة الأشكال والأحجام، فمنها العبوات الكبرية املستديرة، والعبوات الصغرية<br />
املستديرة، والعبوات الصغرية البيضاوية، والعبوات الكبرية البيضاوية. امتلأت تلك<br />
204