إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
من الصعب إثباتها، وكثريًا ما يتضح لنا أن ما يبدو أنه حِ س ٌّ سليم هو منطق خاطئ في<br />
واقع الأمر.<br />
التعل ُّم من التواصُ ل<br />
إن الانتباه ليس آلة يمكن تشغيلها وإيقافها، وقد ننتبه في أي وقت إلى شيء على<br />
مستوًى بني الن َّشِ ط والسلبي، ونتعامل معه على مستوًى بني العميق والضحل. وكما<br />
وجد إبينجهاوس، فإن قدْرَ أو مستوى الانتباه الذي نُولِيه في وقت معني يؤثر على نوع<br />
التعلم القائم.<br />
ويمكننا تعريف التعلم الذي يجري عندما تتم املعالجة املنتبهة العميقة بنشاط<br />
وعندما يُستغل الكثري من الجهد الإدراكي بكونه «تعل ُّمًا نَشِ طًا»، ويسميه إبينجهاوس<br />
«التعلم القوي»، ويتماشى مع املعالجة من العام إلى الخاص التي يحركها الهدف. ولا<br />
ينحصر هدفها في تسجيل املعلومات، بل «فهمها» وتصنيفها وربطها بطريقة ما بأفكار<br />
أخرى تعل َّمناها في املاضي. تصف لنا ريتا كارتر هذا ببلاغة بقولها إن «تفاصيل ودقائق<br />
التفكري تتمثل في الاحتفاظ بالأفكار في الذهن ومعالجتها» (كارتر، ١٩٩٨). كما يوصف<br />
في مواضع أخرى بكونه «استغراقًا إدراكيٍّا» (جرينوالد وليفيت، ١٩٨٤). ويوجز بيتي<br />
وكاتشوبو الاستغراق على النحو التالي:<br />
ينتبه متلق ِّي الرسالة إلى ما تحتوي عليه من حُجَج، ويحاول أن يفهمها،<br />
ثم يقوم بتقييمها. عقب ذلك يدمج املتلق ِّي كافة املعلومات بطريقة منطقية<br />
متماسكة. (بيتي وكاتشوبو، ١٩٩٦)<br />
على الجانب الآخر، فإن التعل ُّم الذي يحدث عند املعالجة املنتبهة الضحلة واستخدام<br />
جهد إدراكي محدود للغاية يسم َّى «التعل ُّم السلبي»، وهو يعتبر عمومًا شكلاً من أشكال<br />
التعل ُّم الضعيف نسبيٍّا ويتماشى مع املعالجة من الخاص إلى العام التي يحركها املثري.<br />
ويمكننا أن نفترض أن هذا ما كان بيتي وكاتشوبو يشريان إليه عندما كانا يستخدمان<br />
مصطلح «املعالجة املحيطية».<br />
ويتعامل الوعي مع ما يتم ُّ تعل ُّمه خلال التعل ُّم السلبي، ولكن على مستوًى منخفض<br />
نسبيٍّا. وسوف أُورِد هنا مثالاً بسيطًا يوضح هذا بشكل عملي.<br />
80