إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
دور الذاكرة<br />
وبالطبع تكون عملية التشفري هذه عبارةً عن التفكري الدقيق الذي أشار إليه بيتي<br />
وكاتشوبو في نموذج احتمالية الاستغراق الذي وضعاه، ويمكن للمرء أن يدرك السبب<br />
وراء الانجذاب الشديد من جانب صناعة الإعلان لهذا النموذج. فإذا استطاع الإعلان إقناع<br />
شخص ما بأن يفكر في الرسالة <strong>العقل</strong>انية التي يحاول الإعلان توصيلها ويشف ِّرها، فسيتم<br />
تعلم هذه الرسالة على نحو أكثر كفاءة وحتمًا سيكون تذكرها أكثر سهولة. واملشكلة<br />
التي تواجه هذه الطريقة في النظر إلى الأمور هي أنها تفترض أن الأنظمة الأخرى تكون<br />
أيضً ا أقل فعالية؛ لأنها تكون أقل كفاءة.<br />
لفهم كيف يمكن لنظام التعل ُّم الأقل كفاءة فعليٍّا أن يكون أكثر فعالية من النظام<br />
الأكثر كفاءة، فإنني بحاجة إلى شرح كيفية تقسيم الذاكرة الطويلة املدى.<br />
أنظمة الذاكرة الطويلة املدى<br />
يمكن تقسيم املعرفة <strong>العقل</strong>ية الخاصة بنا، في أبسط صورها، إلى نوعني أساسيني: «الذاكرة<br />
الإجرائية» و«الذاكرة التقريرية».<br />
تغطي الذاكرة الإجرائية مختلِف املهام ِّ التي نتعل َّم القيام بها، بدءًا من سلق البيض<br />
وحتى ركوب الدراجات. ويعتقد البعض أن هذه الذاكرة تستقر في نظامها الخاص،<br />
حيث تكون قادرة على تزويدنا تلقائيٍّا باملعرفة اللازمة للتمك ُّن من أداء هذه املهام،<br />
دون أن «نطلبها» أو نفكر فعليٍّا فيها على الإطلاق. والذاكرة الإجرائية هي ما نستخدمه<br />
لإدارة الجانب العملي املتعلق بقيادة السيارة (تغيري ناقل الحركة، الضغط على الدبرياج،<br />
استخدام الفرامل، زيادة السرعة … إلخ) أثناء الانتباه إلى املحادثة التي نُجرِيها مع مَن<br />
يركب معنا ومراقبة الحافلات.<br />
إذن تشمل الذاكرة الإجرائية «فعل» الأشياء، ويمكن اكتسابها بشكل صريح أو<br />
ضمني. وفي املقابل تشمل الذاكرة التقريرية «معرفة» الأشياء؛ ومِن ثَم َّ — وبحكم<br />
تعريفها — فإنها تكون صريحة. ويُعر ِّف كوهني الذاكرة التقريرية بأنها:<br />
نظام تتم فيه معالجة املعلومات أولاً ، وتشفريها ثم تخزينها في شكل يمكن<br />
الوصول إليه بشكل صريح لاستخدامها لاحقً ا ثم استرجاعها في نهاية املطاف<br />
عند الطلب. (كوهني، ١٩٨٤)<br />
91